في واقعة جديدة من وقائع الإهمال الطبي المنتشرة في المستشفيات الحكومية وغياب الضمير لدى الأطباء واستهتارهم بأرواح المرضي مهما كانوا صغار في السن أو كبار، فهي ليست الأولى ولم تكن الأخيرة من وقائع الإهمال الطبي في مجتمعنا.
فكل يوم نسمع عن واقعة جديدة من وقائع الإهمال الطبي من الجنسين، وهذه الواقعة للطفل "علي رجب بدوي " الذي لم يبلغ من العمر سوي عشرة أعوام في الصف الخامس الابتدائي فانتهت حياته بعد عيد ميلاده العاشر بعشرة أيام فقط على يد أحد الأطباء المفترض أنهم ملائكة الرحمة على الأرض فدخل على المستشفى ليجري عملية تجميل بأذنه خرج منها جثة هامدة.
تقابل موقع "أهل مصر" مع أمل محمد نوبي محامية ووالدة الطفل "علي" التي بدأت حديثها قائلة "مش هسيب حق ابني يضيع عشان خاطر باقي الأطفال يعيشوا" والحزن يظهر على ملامح وجهها وتمسح دموعها التي قد ملأت عينها وسالت على وجهها حزنًا على فراق ابنها.
فبدأت "أمل" تروي تفاصيل الواقعة قائلة أنا أعرف الدكتور "محمد.س.ا" منذ أكثر من خمسة عشر عامًا وهو صديق لي فكان ابني "على" الأوسط لدى إخوته أحمد وزينة، كانت أذنه بارزة بشكل مستدير وليست وضعها كوضع الأذن العادية فأقنعني الدكتور أنه سيجرى له عملية بسيطة وأنه سيفتح له فتحة صغيرة في الأذن من الخلف ويلم الجلد للوراء حتي تعود الأذن لوضعها الطبيعي وأنه سيخرج في نفس اليوم ويعود إلى منزله.
وقال لي أنه دائما يعمل هذه العملية وعمليات أصعب منها وأنه قام بعمل هذه العملية لعدة أشخاص دون أن يسبب لهم أي مخاطر وانها بسيطة جدا وقال لي"متخافيش أنا جراح وابنك مسئول مني "فوثقت فيه لأنه صديقي منذ أكثر من خمسة عشر عامًا ولن يضره وسيعامله كابنه فانتظرت حتى انتهى "على" من امتحانات نصف العام لأجري له العملية التجميلية وبعدما انتهى على من الامتحانات قد حان وقت عيد ميلاده العاشر فقمنا بالاحتفال بعيد ميلاده وسط حضور أصدقائه والعائلة.
وبعدها بيوم ذهبنا لمستشفى الساحل التعليمي وأنا خائفة على ابني من العملية لأنه أول مرة يجري عملية جراحية وقلبي غير مطمئن لإجراء عملية التجميل فبالرغم من أن الدكتور أخذ مني مبلغ كبير ليجري هذه العملية المشئومة إلا أنه قال لي أنه رئیس قسم التجميل ونائب عام مدير مستشفى الساحل التعليمي وأنه سيرعاه فيها أكثر من أي مستشفى أخرى.
فبعدما دخل علي غرفة العمليات قال لي الدكتور أنه سيعطي له مخدر كلي حتي لا يتحرك أثناء العملية وتفشل، فأعطت له الدكتورة سوسن جرعة مخدر زيادة وأثناء بدايه العملية بدأ الأكسجين بجسمه يقل حتي وصل إلى 54% وبعدها توقف القلب تماما فقام الدكتور بإعطائه صدمات بجهاز الكهرباء والضغط علي قلبه حتي بدأ القلب يعمل مرة أخرى ودخل إبني في غيبوبة بعدها قبل أن يجري عملية التجميل التي ذهبنا إلى المستشفى من أجلها ودخل بعدها العناية المركزة وكان الدكتور دائمًا يعطي له مخدر اسمه"ديبريفان" وظل ابني مصاب بغيبوبة في العناية المركزة لمده عشرة أيام.
وعندما أسأل الدكتور عن حالته الصحية يقول لي"اطمني ومتخافيش طالما عدي عليه 48 ساعة خلاص هيعيش" إلا أني لم أصدقه وأنا أشاهد حاله ابني الصحية في تدهور يوم بعد يوم حيث كان"علي" ميت إكلينكيا ففي اليوم الثامن من دخوله العناية المركزة ذهب "رجب بدوي" زوجي ويعمل محامي إلي قسم شرطة الساحل وحرر محضر بقسم شرطة الساحل لسنة 2016 ضد طاقم العمليات وهم دكتور محمد سليمان دكتور التجميل ودكتورة سوسن دكتورة التخدير ودكتور أحمد عادل مساعد الجراح لأهمالهم في رعايته واعطائه جرعة مخدر زيادة ولم يهتموا به حتي انخفض الأكسجين بجسمه حتي دخل بغيبوبة بعدها فبعد تحرير زوجي المحضر بيومين توقف قلب "علي" تمامًا ولم ينبض في هذه المرة.
كما حدث أثناء تواجده في غرفة العمليات رغم إعطائه الصدمات بالكهرباء فتوفي"علي" في العناية المركزة فطلبت النيابة تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة إلا إنني رفضت خوفًا علي ابني من ان تشرح جثته وبعدها بدأ مدير المستشفى يحقق في سبب الوفاة مع طاقم العمليات وأقروا بالخطأ وأنه مات نتيجة لجرعة مخدر زيادة وقالوا لي بعض الأطباء بالمستشفى إنهم سيشهدوا معي أن ابني مات نتيجة لإهمالهم وإعطائه جرعة مخدر زيادة وعدم متابعته أثناء إجرائه العملية حتي يأخذ كل مخطئ ومهمل جزاءه ليكون عبرة لغيرة ولا يحدث لأي طفل كما حدث لابني.