الإرهابيون يسيطرون على "شرطة أردوغان".. الرئيس التركي يستعين بفرقة للاغتيالات و27 ألف مجند من داعش

صورة ارشيفية

شكوك كثيرة تحوم حول منفذ حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، أمس الاثنين، والذي ترجح التوقعات على انتمائه لجماعة المعارض التركي فتح الله جولن –المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية - فيما تشير المعلومات التي أعلنتها تركيا إلى ان المنفذ عمل في جهاز الأمن التركي.

تاريخ الجهاز الأمني والشرطي في أنقرة يشهد عددًا من المؤشرات حول تغول "الجماعات الإسلامية" في دولة تصف نقسها بانها دولة علمانية، فبين جماعة فتح الله جولن، وجماعة مخصصة للاغتيال يدور تكوين الشرطة التركية كالآتي:

"تغول جولن في الشرطة"بدأ بين عامي 2002، و2003، عندما تولى حزب العدالة والتنمية السلطة، وذلك بدعم من حركة جولن الذي كان حليفًا للحزب حينها - وتم إعطاء أنصار جولن مناصب رئيسية في الحكومة الجديدة، كما تم تبرئة جولن نفسه من تهم الإرهاب، على الرغم من أنه اختار البقاء في الولايات المتحدة منذ وصوله لأول مرة لتلقي العلاج الطبي في عام 1999، حتى وصل الحال على انتهاء التحالف، حتى أن الرئيس أردوغان اتهم جولن بمحاولة الانقلاب عليه. 

"الجماعات الإسلامية في الشرطة"

في دولة تتفاخر بأنها "علمانية" يعترف حزب العدالة والتنمية وأنصار فتح الله جولن بأنهم حركات سياسية إسلامية معتدلة، وتلتزم قيادة حزب العدالة والتنمية باعتقاد مختلف أساسي: "الرؤية الوطنية"، وهي أيديولوجية منحدرة من رئيس الوزراء التركي المخلوع نجم الدين أربكان، التي تم وصفها بأنها "نسخة تركيا للإسلام السياسي مع نغمات معادية للغرب والإسلام"، في حين نشأ اتباع جولن على عمل العالم الكردي الصوفي بديع الزمان سعيد النورسي، وهي جماعة صوفية أسسها فتح الله جولن في عام 1970، والتركيز على المزيد من الانفتاح الثقافي مع العالم، ولعل أبرز تجليات وجود التيار الإسلامي في الشرطة العبارات التي رددها منفذ اغتيال السفير الروسي أمس.

"جماعة في الشرطة التركية مخصصة للاغتيالات وتتحرك بأوامر أردوغان"

مجموعة تم القبض عليها وتدعى "إيرجينكون" والتي ارتبطت باسم والي كوشوك، وعرفت بانها تقف وراء بسلسلة من الجرائم والتخطيط لعدد كبير من التصفيات، كلّها تحت شعار «إنقاذ تركيا من أعداء الداخل»، وتمهيد الأرضيّة لعمليّة انقلاب عسكري شامل تطيح حكومة رجب طيّب أردوغان عام 2009، و هذه المنظّمة العسكريّة التي شكّلت، تحت غطاء المؤسّسة العسكريّة، نشأت منذ أوائل أيام الانقسام العالمي بين معسكري «حلف وارسو» الاشتراكي، و«حلف شمال الأطلسي» بزعامة واشنطن، وكان الهدف من تأسيسها، القضاء على المدّ الشيوعي الذي لامس حدود تركيا الأوروبية والآسيويّة، وبعد انهيار المنظومة الشيوعية، بقيت جماعة ERGENEKON.

وبحسب صحف تركية، فإن أخطر ما في هوية المعتقلين - عدد منهم لم يكشف عن أسمائهم - الجنرال المتقاعد "والي كوشوك" وهو الذي بقي اسمه ملازما الحرب على حزب العمال الكردستاني، فهو مؤسس الوحدة السرية "جيتام" وهي فرقة متخصصة في التصفيات السرية تابعة لقيادة الشرطة التركية، وحتى قبل اعتقاله كان معروفا أنه هدد مرات عديدة الكاتب الأرميني الأصل هرانت دينك الذي تمت تصفيته في يناير 2007 ما دفع معظم الأوساط إلى اتهام الجنرال المتقاعد بارتكاب الجريمة.

ومع تولي حزب العدالة لحكم البلاد، تحالف الحزب مع حركة جولن لمواجهة الدولة العميقة وقاد الامن التركي عمليات اعتقال بحق عناصر كثيرة من القوميين في مؤسسات الدولة بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري في 2003 "إرجينيكون" الذي عرف بأنه تنظيم انقلابي وقضية "المطرقة"، لكن تصادم أردوغان مع حركة جولن القوية في 2014 بعد توليه لرئاسة الجمهورية جعله يلجأ إلى القوميين الاتراك لمواجهتها، إذ قامت محكمة التمييز في إسطنبول بتبرئة مئات العسكريين "ممن اتهموا بالعمل في الدولة العميقة والتخطيط للانقلاب، بعد أن أعادت محاكمتهم.

وعلق أردوغان على البراءة قائلا : إن ’’جماعة جولن لفقت الاتهام للجيش، كما لفقت لحكومته اتهامات بالفساد بعد أن تغلغلت في أجهزة الأمن والقضاء‘‘، لكن المعارضة تقول أن جماعة جولن تصرفت بأوامر من أردوغان في ملاحقة العسكر.

"أردوغان ضم للشرطة عناصر من "داعش"قال تورجوت أوغلو، المعارض التركى، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضم 27 ألفا من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي لجهاز الشرطة في الدولة، مؤكدًا أن قاتل السفير الروسي كان عضوًا في الجمعية العثمانية أحد أذرع حزب العدالة والتنمية، مضيفا أن أردوغان أتى بعناصر جديدة من جبهة النصرة وضمهم للجهاز الأمني بعد تخلصه من الجهاز القديم بسبب محاولة الانقلاب الفاشل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً