تحول في تنفيذ العمليات، نابع ربما من طبيعة الأماكن التي يتم فيها تنفيذ عمليات تنظيم داعش، والتي اتخذت منحًا جديدًا باتجاه أوروبا، فمع تطور انظمة الأمان التي تستخدمها تلك الدول، اتجه التنظيم لتنفيذ عملياته مستخدمًا "الذئاب المنفردة".
توجه داعش، ظهر بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن تنفيذ حادث الدحس، في حي الكريسماس في برلين، اليوم الثلاثاء، وتعتبر العمليات النوعية المعتمدة على الذائاب الفردية، صعبة على قوات الأمن، حيث يصعب الوصول إلى منفذها، كما أنها تمكن من
ويكون في مثل هذه العمليات يكون المنفذ شخص واحد، والتي تعتبر تهديدا حقيقيا، وتتم دائمًا دون الشك فيها لأنها تكون مفاجأة مما يترك مجالاً لتضليل الاحتلال واستخباراته، في مواجهة التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة هناك.
فالعمليات الجهادية المعروفة، عادة ما تتطلب المرور عبر ثلاث مراحل، هي (اختيار الهدف وتجميع المعلومات بشأنه، ثم الإعداد للعملية، ثم تنفيذ العملية)، بينما العمليات الفردية التي يقوم بها فرد واحد، تكون فرص كشفه من قبل العدو ضعيفة جدًا، فمن يمتلك ويسيطر على كامل المعلومات، المتعلقة بهذه العملية هو شخصًا واحدًا فقط.
ومن أبرز استخدامات عمليات الدهس، يتبناها أفراد المقاومة في فلسطين، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن عملية الدهس تعتبر استمرارًا لأسلوب في العمليات، راج خلال العام المنصرم، وهو أسلوب العمليات الفردية، حيث يستيقظ الفلسطيني صباحًا، وقد قرر تلك العملية بينه وبين نفسه، دون وجود خلية أو تنظيم مطلع على نوايا ذلك الفلسطيني، ما يجعل من عملية إحباطها قبل وقوعها مستحيلة.
الجنرال يسرائيل حسون، الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز "الشاباك"، حتى عام 2000، يرى أن العمليات الفردية مثلت دومًا "وجع رأس" لجهازه، بسبب التجهيزات البسيطة التي يحتاجها منفذ العملية لإنجاز مهمته.
وقال حسون إنه ببساطة، بإمكان منفذ العملية أن يصل إلى أي مدينة داخل الكيان الصهيوني، ويشتري سكينًا من أي محل تجاري، ثم يتجه إلى محطة لنقل الركاب ويقوم بالطعن، وهو ربما يكون توجهًا من تنظيم داعش لاتباع نفس المنهجية.
"عوامل الأمان والسلامة"
داعش، الذي بدأ يستحث عناصره على العمليات المنفردة "الذئب المنفرد" أصدر مؤخرًا نسخة بالإنجليزية لكتيب الأمن والسلامة الذي وضعه أحد عناصر تنظيم القاعدة باللغة العربية سابقا، وفيه يقدم نصائح للخلايا النائمة والذئاب المنفردة في الدول الغربية بما يجب فعلة وتجنبه حتى لا يتم اكتشافهم.
وبحسب "سكاي نيوز عربية" يرتكز دليل الأمن والسلامة لداعش على كيفية "مفاجأة العدو" باعتبار هذا الأمر أحد مبادئ الحرب، مشيرا إلى أن "أي عملية لا يتوافر فيها أساس قوي للأمن والحذر محكومة بالفشل، تماما مثلما يحتاج البناء الكبير لأسس قوية، والاحتياطات الأمنية هي أساس أي عملية"، بحسب ما ورد في الدليل.
ونقلت صحيفة التليجراف البريطانية، إن الكتيب أعد باللغة العربية ولتنظيم القاعدة، ويتبع تعليمات ونصائح أخرى لأعضاء التنظيم مثل "اصنع القنبلة في مطبخ والدتك"، ورغم أنه لم يتم تقديم سبب لتوزيعه الآن، إلا إن الأجهزة الأمنية ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعموا أنه تم إحباط 7 مؤامرات إرهابية العام الماضي وحده.
وقدم التنظيم في دليله، المؤلف من 62 صفحة، لائحة ببرامج التشفير التي يمكن للخلايا النائمة والأفراد أن يستخدموها لتشفير محتويات الهواتف الخلوية ورسائل البريد الإلكتروني.
جاء في التعليمات أن أي "ذئب منفرد" يجب أن يحاول الانصهار والاندماج في المجتمع المحلي، بحيث لا يبدو "مثل المسلمين"، وهذا يعني أن يحلقوا لحاهم ويرتدوا ملابس غربية، وكذلك عدم الصلاة في المساجد بشكل منتظم.
وأوضحت التعليمات "حاولوا أن تكونوا دائما مثل أي سائح عادي أو مسافر تقليدي وحاولوا أن تكون ألوان الملابس متناسقة فارتداء القميص الأحمر أو الأصفر مع البنطال الأسود، يجعلكم موضع شبهة.. ولا داعي لأن ترتدوا ملابس جديدة لأن ذلك قد يثير الشبهات، والبعض من الأخوة يميلون إلى شراء ملابس جديدة بالكامل، وهذا يجلب انتباه الآخرين بقوة".
وذهب الكتيب إلى تقديم تعليمات من نوع العطر الذي يجب على أفراد التنظيم استخدامه، وقال "إذا أردت أن تستخدم العطر، فعليك ألا تستخدم العطور الزيتية الخالية من الكحول التي يستخدمها المسلمون، بل استخدموا العطور التي تحتوي على الكحول كأي شخص آخر، وإذا كنت رجلا فاستخدم العطور الرجالية العضوية".
وثمة تعليمات مثل استخدام الأموال النقدية وضرورة توحيد الاسم في الوثائق المزورة، مثل جواز السفر والهوية وغيرها.