اعلان

ماجي مؤمن.. ملاك الكنيسة تودع عالمنا بالزغاريد

ماجي مؤمن
ماجي مؤمن

لم تكن جنازتها جنازة رسمية، بل كان لها رونقها الخاص وأسلوبها المنفرد، امتزج في أجواءها الوقار بالبهجة، الزغاريد بدموع الحزن، الكل كان مترقب، الصمت يحل على أرجاء الكنيسة، دموع متحجرة في عيون الحضور، الكل ينتظر جثمان أصغر شهيدات الكنيسة البطرسية بكل وقار واحترام.

بعد مرور 9 أيام على حادث الكنيسة البطرسية، جاءت الطفلة ماجي مؤمن ابنة العاشرة من عمرها، البريئة في ملامحها، الجميلة في شكلها، صاحبة الابتسامة الساحرة، لتذكرنا بما لم ننساه، لم تلتئم الجراح بعد، وكأنها ضغطت من جديد على الجرح الذي لم يتوائم بعد، تعزف الموسيقى ترانيم الكنيسة، ويلقي الحضور ورودا على جثمانها، استقبالا للعروس البريئة إيذانا ببدء زفافها.

جنازة ماجي اختلفت كثيرا عن سابقيها، كونها طفلة لم تتجاوز العاشرة، تلقت بين أحشائها شظايا الإرهاب، جعلتها ترقد في غيبوبة بالعناية المركزة بمستشفى الجلاء العسكري إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، كانت ساجدة خاشعة لصلاة القداس، والآن ذهبت عن عالمنا، وتركت وراءها ذكراها.

كان الأمر مختلف لم تكن ملابسهم سوداء بل تبدلت إلى بيضاء، وتناثرت الورود في كل مكان.. احتفاءا بعرسها وليس بتشييع جنازتها، اكتست حوائط الكنيسة بصور الطفلة أثناء أدائها الترانيم أو مشاركتها بالمسرحيات الكنسية التى كانت تحرص على تمثيلها، وكأن الكنيسة تتوجها بتاج الملائكة وتضع لها جناحين قبل أن يأخذها الموت ويرفرف بعيدًا.

لم يكن المشاركون في تشييعها أسرتها أو كهنة الكنيسة فقط، بل جاءت زميلاتها بالمدرسة ليقفن بين صفوف المودعين لجثمان رفيقة الفصل، ووسط أجراس البطرسية الحزينة، إلا أنها احتضنت الجثمان في رحابها لتقام صلوات الجنازة لوداع طفلة جاءت لتحضر القداس قبل 9 أيام فخرجت مصابة، وعادت مجددًا لتخرج وسط حفل الابتهال شهيدة.

وفى منتصف الطريق إلى جثامنها الذى وضع فى قلب الكنيسة، اصطفت الكشافة الكنسية على الجانبين تتدرب على عزف لحن النهاية، تقرع الطبول وتضرب الدفوف فى وداع الشهداء من الأرض للسماء.

وجهزت الكنيسة موضعًا لجسد ماجى الطاهر محفوفًا بالورود ويعلوه الصليب، بينما تصلب أمها وهى تودع فى التراب كامل أمومتها.

فيما رفع مرتلو الكنيسة تسابيح وترانيم شهر كيهك أو الشهر المريمى الذى تحتفل به الكنيسة هذه الأيام قبيل ميلاد السيد المسيح، وحضر خورس الكلية الإكليريكية على الجانبين أمامهم المعلم إبراهيم عياد كبير شمامسة الكاتدرائية.

على الجانب الآخر وبعد تشييع جثمانها تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فيديو للطفلة ماجى مؤمن، وهى تؤدى دور فى إحدى المسرحيات بكنيستها.

https://www.youtube.com/watch?v=sZZ2dTtBQbA

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً