"آن الأوان نعرف أكتر عن المرض النفسي".. حملة أطلقتها الأمانة العامة للصحة النفسية لإزالة وصمة المرض النفسي فى المجتمع.
ففي كل شهر يتم مناقشة موضوع من موضوعات الصحة النفسية، وذلك من خلال حملات التوعية في النوادي والمدارس والجامعات ومراكز الشباب، بالإضافة إلى حملات التوعية من خلال شاشة التلفزيون والراديو.
في شهر ديسمبر تناقش الحملة موضوع "الاضطرابات الانشقاقية".
وتعريف الانشقاق هو هروب الإنسان من خبرة مؤلمة مر بها عن طريق الفصل بين الأفكار والهوية والوعي والذاكرة. فلما يتعرض الانسان لمشاعر يصعب عليه تحملها، فتأتي الأعراض الانشقاقية كوسيلة للابتعاد والهروب من هذه الخبرة المؤلمة، وهو يصيب جميع المراحل العمرية وكافة القطاعات الاجتماعية، غير أنه اكثر شيوعا بين الإناث.
أعراض الاضطرابات الانشقاقية عادة تحدث نتيجة حادثة عنيفة مؤلمة مثل حادث عنيف(تحرش جنسى – حادث سرقة – حادث سيارة..الخ)، وذلك يحدث من أجل أن تكون المشاعر المصاحبة للحادث تحت سيطرة الفرد المصاب. وعادة تزيد الاعراض عند الازمات ومرور المريض بظروف صعبة.
أما عن أنواع هذا الاضطراب فقد يأتي في شكل اضطراب فقدان الذاكرة (النسيان) الانشقاقي وهو العصوبة في تذكر المعلومات المهمة عن النفس مثل (الاسم- العمر- العائلة..) ويحدث في شكل نوبة مفاجأة ولمدة دقائق أو قد تزيد. أما الشكل الثاني للاضطرابات الانشقاقية هو "اضطراب تبدد الشخصية" أو "تبدد إدراك الواقع"، وهو يعني ادراك المريض لما يعيشه كأنه "عايش في فيلم" أو "شايف نفسه من برة"، هكذا يذكر المريض خبرته المرضي. وعادة ما يحدث في سن المراهقة. أما الشكل الأخير من الاضطراب هو "اضطراب تعدد الهوية" وهو يتضمن معايشة المريض لشخصيتين مستقلتين او اكثر من شخصيتين ويعيش كل واحدة من الشخصيات على حدة من حيث (الصوت- المظهر- الملابس- العمل..) ولا يتذكر ما يحدث خلال هذه الخبرة بعد الرجوع لواقعه.
العلاج للاضطرابات الشخصية متاح وممكن من خلال عيادات الطب النفسى من خلال جلسات العلاج الفردى وأحيانا يحتاج المريض الى العلاج الدوائى مثل مضادات الاكتئاب.
ويتم فى الجلسات الفردية التعرف على الخبرات التى يقاوم المريض التعرف عليها ومعايشتها فتحدث الاعراض الانشقاقية، ومن ثم يقوم الطبيب بالتحليل النفسى ومحاولة انسجام المريض مع هذه الخبرة حتى لا تكون عائقا.