مصر هي بؤرة العالم العربي، ومقر الجامعة العربية، التي تندمج داخلها كل الدول العربية وبينها دول الخليج العربي، تلك هي العلاقة المعهودة، إلا أن الأمر لم يصبح كما هو، فعدد من المتغيرات الدولية والخارجية أثرت في تلك العلاقات، لتبدأ من قطر وتنتهي بالسعودية مرورًا بدولة الإمارات، بعد فترة شهدت العلاقات ازدهاراً وتعاونًا "نحسد عليه" عادت المياه للركود مرة أخرى.
"السعودية وسوريا"تعتبر السعودية الداعم الأكبر لمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قدمت الكثير المساعدات الاقتصادية إلا أن اختلاف المواقف من الملفين الأكثر اشتعالًا في المنطقة العربية كان بداية الخلاف، وهما الملفين السوري واليمني.
ومع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة مؤخرًا في مجلس الأمن، حيث وافقت مصر تصويت مصر على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن حول الوضع في سوريا لا توافق السعودية عليه، كان مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي صرح، في مقابلة تلفزيونية بعد عملية التصويت في مجلس الأمن: "كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى التوافق العربي من موقف المندوب العربي (المصري)".
وجاء بعدها اختلاف الرؤى فيما يتعلق بحرب اليمن خاصة بعدما استضافت مصر وفدًأ من الحوثيين، ثم تلا ذلك وقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر للشهر الجاري، وبهذه المواقف تكون السعودية هي أكثر الدول التي أثرت الخلافات على علاقتها بمصر.
"أزمة قطر ومجلس التعاون الخليجي"آخر أزمات قطر مع مصر، كانت عقب أحداث تفجير الكنيسة البطرسية - قبل أسبوعين - حيث أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن انزعاجها من الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة البطرسية، ووصفته بأنه "أمر مرفوض"، وذلك بعد أن اتهمت وزارة الداخلية، قادة بجماعة الإخوان المسلمين المقيمين في قطر بتدريب وتمويل منفذي التفجير الانتحاري.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، قد قال في بيان صادر عن الأمانة العامة: "إن التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها، يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية".
فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا للرد قالت فيه إنه "يجب ألا تتعرض علاقات مصر مع الدول العربية لصدمات أو شكوك نتيجة قراءات غير دقيقة للمواقف".قالت الخارجية المصرية في بيانها إن "علاقات مصر مع أشقائها العرب يجب أن تظل محصنة وقوية"، وإن مصر كانت تأمل "أن يعكس موقف أمين عام مجلس التعاون الخليجى قراءة دقيقة للموقف المصرى".
"الإخوان" لم تكن سبب الأزمة الأخيرة فقط، فتسببت جماعة الإخوان بأزمة بين مصر وقطر منذ تم عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو ما دفع العلاقة بين مصر وقطر إلى التغير الكامل، ثم جاء بعدها فيلم أنتجته قناة الجزيرة القطرية عن "الجيش المصري" وأسمته العساكر، وهو ما تسبب في أزمة جديدة، وصفتها الخارجية المصرية بأنها لا تستحق التعليق، وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الدولة المصرية لن ترد على فيلم قناة الجزيرة «العساكر»، لافتًا إلى أن الفيلم مفضوح وركيك ويستهدف زعزعة ثقة المواطن في الجيش المصري.
"الإمارات والقضايا العربية"تساؤلات كثيرة حاوطت العلاقات المصرية مع الإمارات، بعد قرار إلغاء التعاقد مع شركة كابيتال الإماراتية التى يرأسها رجل الأعمال الإماراتى المعروف محمد العبار لتنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارها دليلاً على توتر العلاقات المصرية- الإماراتية، ورغم تخطى الأمر، إلا أنه تجدد مرة أخرى في بيان مجلس التعاون الخليجي الذي تعد الإمارات عضوا فيه.
وفي تصريح له اليوم، أكد عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، ومستشار ولي عهد أبو ظبي، أن هناك استياء من الدبلوماسية المصرية خلف الأبواب المغلقة في الدول الخليجية، بعد موقف مصر بحسب مشروع قرار يدين إنشاء المستوطنات الإسرائيلية.
وتابع عبد الله على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "خلف الأبواب المغلقة في العواصم الخليجية يتصاعد يوما بعد يوم شعور الإحباط تجاه أداء القاهرة".
وتابع قائلا: "وخلف الأبواب المغلقة في العواصم الخليجية يتصاعد الاستياء من الدبلوماسية المصرية التي يصعب تحقيق حد أدنى من التنسيق معها تجاه قضايا مصيرية.. لكن رغم الاستياء والإحباط، العواصم الخليجية حريصة على استقرار مصر وملتزمة بدعمها بكل ثقلها السياسي والمالي، والتخلي عن مصر غير وارد حاليا".