لأن الانتصار الحقيقي هو التعايش مع الحياة بلا ملل، فهذا يدفعك للتساؤل..هل تعود الزمالك على الهزيمة، ام اعتاد الأهلي الفوز عليه؟! وأي فرحة يعيشها الأهلاوي نتيجة فوز مكرر على الغريم؟!..لأنه في أي قمة بالعالم لا ترتبط البراهين بالمعطيات، إلا في قمة الأهلي والزمالك!!، فوز الأهلي على غريمه في الدوري أصبح من الثوابت وليس في ذلك انتقاصا من قيمة الزمالك ولا تمجيدا في قوة الأهلي، إنما يتشابك هذا التساؤل بأبعاد نفسية وعصبية إن لم يجد لها لاعبو الفارس الأبيض علاجًا ستصبح هاجسًا يؤرق جماهيرهم مدى الحياة.
ءفنيًا..الأهلي دخل المباراة بأفضلية نفسية معتادة، وحصر مدافعي الزمالك فى وسط ملعبهم وشكل خطورة على دفاعات الأبيض خاصة على الطرفين " حسني فتحي ومحمد ناصف" مستغلا تواجد مؤمن ومروان في العمق.بدأ الأهلي بأنياب بارزة بحثا عن خطف هدف يعلم القاصي والداني أنه سيعيد لاعبي الزمالك لفوبيا الانكسار الذي تعودته الجماهير، ونجح في ذلك عن طريق مؤمن زكريا فيما كان الزمالك شاردا في أرض الميدان فابتعد حفني ومحمد ابراهيم عن مساندة باسم مرسي وقلت خطورة الفريق الأبيض على مرمى إكرامي.باسم من جانبه حاول التخلي عن الدعم وصناعة ثغرات يتسلل منها إلى مرمى إكرامي، فمال على محمد هاني الظهير الأيمن للأهلي وكاد ينجح في أحد محاولاته، ولكن دفاع الأهلي تماسك.باقي الشوط الأول، كثف الأهلي من وجود لاعبيه في الوسط لإيقاف تقدم أيمن حفني ومحمد إبراهيم وفي عزلة كبيرة بين الدفاع والوسط بالزمالك نجح الأهلي في ممارسة الضغط المتقدم وخطف عدد من الكرات.
البدري فاجأ الجميع بأدوار هجومية لحسين السيد مستغلا تواجد حسني فتحي قليل الخبرة في هذا المركز، وبالفعل شكل مارسيلوا خطورة كبيرة على الزمالك من هذه الجبهة.في الشوط الثاني حاول محمد حلمي استعادة التوازن وتعديل النتيجة فدفع بما كان يجب أن يبدأ به، فنزل أحمد رفعت بدلا من إبراهيم صلاح ودفع بشوقي السعيد بدلا من حسني فتحي ومن هنا امتلك الزمالك السيطرة وانتزعها من الأهلي ووصل لمرمى إكرامي في عدد من الكرات أبعدها دفاع الأهلي مرة ولفظها الحظ مرة أخرى فيما أفسد التسرع في إنهاء الهجمة باقي محاولات الزمالك.البدري استشعر الخطر، فنزل حسام غالي بدلا من وليد سليمان في محاولة لاستعادة السيطرة على منطقة الوسط، ولكن لمسات غالي المعروف بها كانت غائبة مما منح الزمالك زيادة في السيطرة، حتى مع نزول نيدفيد مكان مؤمن زكريا خسر الأهلي جهود كبيرة في المناطق الأمامية.وفي الوقت الذي ضغط فيه الزمالك للتعديل، نجح الأهلي في خطف هدف قاتل، يعود الفضل فيه لأحمد فتحي أفضل لاعبي المباراة على الإطلاق وفق ما قدمه خلال اللقاء، وهنا انتهت المباراة إكلينيكا لأن الزمالك لا يكسب الأهلي حينما يتقدم عليه بهدفين.
أهم ما يمكن الخروج به من المباراة، بالنسبة للفريق الأحمر، سلبيا أن الأهلي لم يقنع رغم الفوز، بالإضافة لغياب تام للجمل الفنية وفوز عشوائي بفضل حلول فردية من اللاعبين وغياب للعب الجماعي إلا على فترات..وعدم استغلال مهارات مؤمن وعبدالله في الحصول على مخالفات والاستفادة منها في الوصول لمرمى الشناوي، أما على الجانب الإيجابي فيحسب للبدري رفع المستوى البدني للاعبين والتعامل مع اللعب العنيف أو الرجولي واللعب على النتيجة قبل الأداء.أهم ما يمكن الخروج به من المباراة فى الزمالك سلبيا هو العصبية والاندفاع والتسرع وعدم الترابط، وغياب الثقة والاستسلام لليأس في العودة للمباراة مع تقدم الأهلي في النتيجة، أما أهم إيجابيات الزمالك فهي استمرار تألق الونش مدافع الزمالك وكذلك أحمد رفعت وتبديلات محمد حلمي.