بعد السعودية.. هل تنشئ مصر قاعدة عسكرية في جيبوتي؟

«العلاقات بين البلدين ستشهد تعاونًا كبيرًا» كان هذا نتاج مباحثات ثنائية عقدها الرئيس عبد الفتاح السبسب، مع الرئيس الجيبوتي، خلال زيارة له إلى القاهرة، قبل أيام.

وبوضع الوضع في جيبوتي تحت الميكروسكوب، وخاصة على الجانب العسكري، نجد أن جيبوتي عبارة عن "مجمع" مستوطنات تابعة لعدد من الدول سواء الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية وحديثًا انضمت لهذه الدول المملكة العربية السعودية، والصين .التواجد الدولي والاتفاق بين الرئيسين على التعاون العسكري، يطرح سؤالًا حول آليات هذا التعاون، وما إذا كان سيقود إلى إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في جيبوتي.

العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري، قال إن شكل التعاون بين البلدين قد يكون تبادل خبرات عسكرية أو تدريبات مشتركة، فتحركات مصر العسكرية خارج حدودها حددتها اتفاقية كامب ديفيد، والبعد العسكري في مصر انتهى بانتهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأكد "الزيات" أنه من المستبعد أن تلجا مصر إلى إنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي، فهناك تواجد عسكري مصري في باب المندب منذ اندلاع عاصفة الحزم: "أن وجود قاعدة عسكرية لمصر على الساحل الجيبوتي لن يمثل أي إضافة".

وأضاف الزيات، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن جيبوتي مليئة بالقواعد العسكرية، وهناك تداخل في الرؤى ووجهات النظر بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية هناك، كما أن تعدد القواعد العسكرية للدول الأوروبية والعربية أيضًا لن يعطي خصوصية لأي قاعدة عسكرية مصرية قد تنشأ في جيبوتي.

وكان الإعلامي أحمد المسلماني، طالب القوات المسلحة بإقامة قاعدة عسكرية مصرية في جيبوتي، موضحًا أن دولة جيبوتي تطل على مضيق باب المندب وبجوارها دولتي إثيوبيا والصومال، وبإمكان مصر حماية تجارتها بقناة السويس من خلاله، مدخل قناة السويس وتمر فيه 4 مليون برميل من النفط يوميا.

وقال «المسلماني»، في برنامج «الطبعة الأولى»، عبر شاشة «دريم»، إبريل الماضي، إن الصومال تعاني من القراصنة الذين كلفوا التجارة البحرية العالمية ما يقرب من 18 مليار دولار، وكذلك تعاني أيضا من وجود تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما قد يؤثر على التجارة بقناة السويس: "كل ما على مصر هو أن تخاطب الحكومة في جيبوتي وهي ستوافق على إنشاء قاعدة عسكرية مصرية على أراضيها".

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، وموقعها الاستراتيجي بالنسبة لإثيوبيا، قال العميد صفوت الزيات، إن جيبوتي تتمتع بمرونة شديدة في التعامل مع الازمات التي تحيط بها، فهي تبعد نفسها عن النزاع الإقليمي بما لا يورطها خاصة في الأزمة بين مصر وإثيوبيا، مضيفًا أن جيبوتي لن تورط نفسها في أي تسهيلات برية أو بحرية لمصر من شأنها أن تضر بإثيوبيا، ففي ظل العلاقات التاريخية تميل جيبوتي ناجية إثيوبيا أكثر من مصر.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد بعد لقائه بنظيره الجيبوتي، على عمق العلاقات بين مصر وجيبوتي، مشيرًا إلى أنه هناك تبادل لوجهات النظر مع الجانب الجيبوتي بشأن منطقة القرن الإفريقي والقمة الإفريقية المقبلة، مشيرًا إلى أهمية موقع جيبوتي الاستراتيجي على البحر الأحمر. 

ووافقت جيبوتي، على إنشاء قاعدة عسكرية تابعة للملكلة العربية السعودية على أراضيها، حيث أكد محمود على يوسف، أنه جرت زيارة استكشافية لقيادات عسكرية سعودية إلى بعض المناطق الجيبوتية التى سوف تستضيف الوجود العسكرى السعودى؛ مضيفاً: "نحن طبعاً وافقنا على ذلك مبدئياً، ونتوقع أنه فى القريب العاجل سيتم التوقيع على هذه الاتفاقية"، بحسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.

وأكد وزير الخارجية الجيبوتي، أن بلاده تنطلق من أن أمن مضيق باب المندب –الذي تطل عليه جيبوتي- لمصلحة الأمن الدولي، لذا فعلى هذه القواعد العسكرية أن تحمي هذا الأمن لمصلحة الجميع.

وتزخر الأراضي الجيبوتية بالقواعد العسكرية، للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، واليابان، بالإضافة إلى الصين، التي طلبت كذلك إقامة قاعدة عسكرية، رحبت بها جيبوتي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً