خطة داعش القادمة لتهديد العالم.. هل تتحول الطائرات بدون طيار لسلاح فتاك في 2017؟

صورة ارشيفية

تخطى تنظيم داعش التسليح الذي توقعه العالم، ليصل إلى استخدام الطائرات بدون طيار، والتي ظهرت في معركة التنظيم مع القوات العراقية فيما سمي بعملية "تحرير الموصل".

وكانت مصادر عراقية، أفادت بتلقي الجيش العراقي أسلحة مضادة لطائرات بدون طيار بدأ "داعش" يستخدمها في الموصل، وذلك في أعقاب مقتل جنود من البيشمركة الكردية وإصابة عنصرين من القوات الخاصة الفرنسية مطلع الشهر الحالي في انفجار طائرة بدون طيار - مفخخة - تم توجيهها عن بعد من قبل التنظيم لأربيل.

ورغم أن داعش يستخدم الطائرات بدون طيار المفخخة، في تحقيق مكاسب على الأرض، إلا أن المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد جون دوريان، قلل من أهمية الطائرات التي من الممكن الحصول عليها في المتاجر، معللاً أنها لا يمكن أن تحمل كمية كبيرة من المتفجرات لإحداث تهديد حقيقي أو قطع مسافات كبيرة.

ويقول دافيد أكس في موقع ديلي بيست، إن الطائرات بدون طيار رخيصة يسهل الحصول عليها وتشغيلها، فالطوافة متعددة الأجنحة "كوادكوبتر" متاحة للجميع حتى للقوى العسكرية الفقيرة بمائتي دولارـ وهذا يعني أن "هذا النوع يمكن أن يظهر مرة أخرى لا في سوريا فقط، بل في جميع ساحات القتال في أنحاء العالم، بوصفه طائرة قاذفة، أو طائرة انتحارية مجهزة للتفجير الذاتي عند توجيه الأمر لها". 

وأضاف "أكس" :"بسبب هذا السعر فإن الطائرات بدون طيار التجارية هي ذخيرة الفقراء الموجهة بدقة" يمكن للطائرات بدون طيار التجارية أن تطير على بعد مسافة قصيرة من مُشغلها، ويمكنها في أفضل الظروف أن تحمل بضعة أرطال من الشحنات المتفجرة. لكن ما تفتقر إليه الطائرات بدون طيار متعددة الأجنحة في القوة المحضة يعوضه الاستقرار، وبالتالي قدرتها على إلقاء الذخائر غير الموجهة بدقة.

واشنطن زودت القوات الأمنية العراقية بنظم تصد للطائرات المسيرة عن بعد تدعى "درون ديفندر"، إضافة إلى نظم متطورة أخرى قادرة على اكتشاف وتتبع والقضاء على هذا النوع من الطائرات.

تنظيم داعش، لديه كميات كبيرة ومنوعة من السلاح الثقيل وعشرات المدرعات والعربات المصفحة، كما كشفت مواقع مؤيدة للتنظيم عن صور تقول إنها ملتقطة بواسطة طائرة بدون طيار يمتلكها تنظيم داعش، الأمر الذي يبين سعي التنظيم إلى تطوير قدراته.

وعلى اختلاف الجبهات التي يدخلها التنظيم، فإنه يسيطر بشكل فعلي على أكثر من 70% في محافظة ديرالزور وهي الأجزاء التي كانت خاضعة من قبل لسيطرة الجيش الحر قبل أن تسيطر عليها داعش بعد معارك بينهما، نتج عنها مئات القتلى والجرحى وكانت حصيلتها الاولية أكثر من 1400 قتيل وهو رقم مرشح للزيادة بحسب الناشطين، حيث مئات المفقودين لا يزالون مجهولي المصير بعد المعارك التي خاضتها داعش في ريف ديرالزور وبالأخص في قرى الشعيطات والعنابزة.

ويستهدف التنظيم في ديرالزور السيطرة على عدد من النقاط العسكرية التي لاتزال خاضعة للنظام وأهمها مستوداعات الذخيرة في بلدة عياش والمطار العسكري، وذلك ضمن مساعي التنظيم لـ "شل" القدرة الجوية للنظام في شمال شرقي البلاد قرب حدود العراق.

لم يكن استخدام داعش لطائرات بدون طيار للهجوم على الجيش التركي جديدًا، حيث يستخدم حزب العمال الكردستاني الطائرات بدون طيار التجارية لأغراض الاستطلاع في البيئة الحضرية ضد قوات الأمن التركية خلال العمليات التي تشنها ضد حزب العمال في جنوب شرق تركيا في العام الماضي وخلال العام الحالي.

وفي وقت سابق بين عامي 2014-2015 وخلال أشد مراحل القتال في أوكرانيا، ساعدت الطائرات بدون طيار التجارية في الاستطلاع الجوي، واكتشاف الأهداف، وتوجيه النيران. وفي أغسطس الماضي استخدمت مليشيات حزب الله الشيعي اللبناني طائرة تجارية بدون طيار مسلحة ضد قوات المعارضة السورية خارج حلب.

وفي سبيل مواجهة الطائرات بدون طيار، أجرى الجيش الأمريكي أبحاثًا لإيجاد تدابير دفاعية، وهو ما اعتبره ماتيو كوكس المحلل العسكري في موقع ميليتاري، أنها لم تكن هذه مهمة سهلة، فالأسلحة الصغيرة، سواء أكانت بنادق أم مدافع رشاشة صغيرة، لا يمكنها إسقاط طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، وليست الصعوبة في إسقاط الطائرات بدون طيار الصغيرة وسريعة الحركة فقط، بل هي مستقرة أيضا، ويشكل كشفها قبل اقترابها تحديا كبيرا.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، يصف توماس جيبونز، كيف يعمل هذا النظام الجديد، قائلًا:"النظام لديه القدرة على تعطيل الرابط بين مشغل الطائرة والطائرة نفسها، كما انه قادر على تعطيل تزامن الطائرة مع نظام تحديد المواقع (جي بي إس)، ومن غير الواضح نوع التردد الذي تستخدمه البندقية لمهاجمة الهدف، لكن حجم الهوائيات المزدوجة المنصوبة تشير إلى أن تعطيل الذبذبة يوزع عبر نطاقات تردد لاسلكية متعددة، يصل مدى البندقية إلى 400 ياردة تقريبا، وتصل إلى الطائرة بدون طيار في مخروط 30 درجة، وتكون جاهزة للاستخدام، وإطلاق النار في أقل من ثانية. وبصرف النظر عن الهوائيات، وارتباط حزم البطارية، تبدو البندقية المضادة للطائرة بدون طيار شديدة الشبه ببندقية إم 16، و إم 4 التي تحملها القوات الأمريكية، بما في ذلك التشابه في خزانة البندقية، ونظام الملحقات مثل التلسكوب والضوء الومضي. ولا تتطلب البندقية تدريبا واسعا.

ونظرا لصعوبة اكتشاف أهداف صغيرة تحلق على ارتفاع منخفض، فقد اقترن السلاح المضاد للطائرة برادار محمول يمكنه كشف الطائرة بدون طيار على بعد عدة كيلو مترات.

وبتزايد استخدام الطائرات بدون طيار، خاصة بعد هجوم ميليشيات حزب الله على المعارضة السورية بطائرة بدون، فالميليشيا الشيعية مسلحة بطائرات بدون طيار متعددة المراوح مزودة بقنابل (ربما كانت قنابل صينية من نوع إم زيد 2 العنقودية) واستخدمتها ضد قوات المعارضة بالقرب من حلب، ما يزيد من قلق واشنطن والعالم من إمكانية تحويل الطائرات بدون طيار إلى طائرات قاذفة، وإلى جهاز تفجيري ارتجالي يمثل مرحلة خطيرة في قتال غير متكافئ، وذلك بالاستخدام المتزايد لتكنولوجيا مدنية رائجة في سياق شبه عسكري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً