دبلوماسي وسياسي مصري، حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005 أثناء عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمدير لها، كما يعد مؤسسًا للجمعية الوطنية للتغيير، إنه الدكتور محمد البرادعي الذي شغل عدد من المناصب الهامة لعل أخرها في مصر نائبًا لرئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور قبل أن يتقدم باستقالته على خلفية فض اعتصام رابعة العدوية.
وفي ذكري ميلاده نرصد الخلاف بين رأيه في التضامن مع قضيتى الإخوان وغزو العراق.
جثامين متحللة
عقب اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو بدأ الإخوان فى الاعتصام داخل ميدان رابعة العدوية رافضين أية مفاوضات سوى عودة محمد مرسي إلى الحكم، وأكد العديد من شهود العيان آنذاك احتواء الإعتصام على أسلحة ثقيلة لمواجهة أية محاولات أمنية لفض الاعتصام، وعقب قيام الداخلية بفض اعتصام رابعة العدوية، تقدم الدكتور محمد البرادعي باستقالته معللًا ذلك بأنه يرفض ان يتم فض الاعتصام بالقوة.
الغريب في الأمر ما جاء على لسان البرادعي وأكده محمود بدر حينما روي تفاصيل لقائهما قبل ثورة الثلاثين من يونيو حينما أوضح ما قاله البرادعي عن اعتصام رابعة قائلًا: "تأكدت من وجود جثامين متحللة في رابعة، وتعرضت للتعذيب، وأن هناك أسلحة وأنه يمكن فض الاعتصام بالقوة إذا فشلت كل المفاوضات".
اعتصام مسلح
الأمر السابق تطابق كليًا مع ما حمله نص مقال نشره الإعلامي محمود فكري تضمن بعض التفاصيل عن رأي "البرادعي" في الإطاحة بمرسي، بالإضافة إلى اعترافه بوجود اسحلة داخل اعتصام رابعة العدوية موضحًا: "كاثرين أشتون قالت إن البرادعى أخبرها أن اعتصام جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية كان مسلّحًا"، إذا البرادعى يعلم جيدًا أن الإخوان رفضوا كل دعوات المصالحة، بما فيها الدعوة التي صدرت منه شخصيًّا وتبنتها مؤسسة الرئاسة التي كان يعمل بها نائبًا للرئيس.
غزو العراق
اعتراض "البرادعي" على فض اعتصام رابعة اختلف تمامًا مع موقفه جراء غزو العراق، حينما أعزم اعتراضه على عملية الغزو موضحًا عدم وجود أسلحة نووية، وفى كلمتة أمام مجلس الأمن لم يكن قاطعا ولا حاسما إذ لم ينف وجود هذه الأسلحة فى العراق، وإنما قال إن وكالته "لم تجدها"، واستدرك بقوله إن البحث ما زال جاريا، وبالتالى حين عرض كولن باول وزير خارجية أمريكا وقتها الفيلم الكاذب الذى يصور وجود مثل هذه الأسلحة فى العراق، والذى اتخذته أمريكا حجة للغزو، فإن "البرادعي" لم يفتح فمه فى جلسة مجلس الأمن التاريخية تلك، ولم يفند مزاعم هذا الفيلم، مما يعنى موافقته الضمنية على ما جاء به، باعتبار أن الموقع الذى صوره الفيلم قد يكون من المواقع التى لم تبحث فيها وكالته عن أسلحة الدمار الشامل بعد.