ما أنزل الله بها من سلطان.. مفاهيم المصريين الخاطئة حول "الدعاء المستجاب"

صورة ارشيفية

تسبب الفهم الخاطئ لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ظهور أفكار غريبة والترويج لها أيضا، والمشكلة هنا ليست في ظهورها فقط بل في وجود متابعين لها ومؤمنين بها من كل الطبقات الاجتماعية والتعليمية، فتجد على سبيل المثال ربات البيوت سواء غير المتعلمة أو الحاصلة على شهادة الدراسات العليا تسير وراء المجموعة التي تفضلها عبر موقعها المفضل للتواصل الاجتماعي، وتجد الشباب قبل عمر 16 عامًا يقبلون على أفكار لم تكن يومًا بين الاقتراحات أو الأمنيات في حياة آبائهم.

و ظهرت مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك" لأنه الأكثر شيوعًا بين المصريين على التحديد فكرة طلب الدعاء ممن يظنون أنهم في ساعة استجابة، فنجد مثلا السيدات اللاتي أوشكن على وضع حملهن يطرحون فكرة في شكل سؤال عن أنها وقت الولادة ستكون دعوتها مستجابة بما أنها تتعرض لأعظم اختبار في حياتها وهو وضع طفل لتنتقل من مرحلة إلى أخرى أكثر إلزاما وأكبر مسئولية، وهنا تقبل الكثيرات على طرح أسمائهن وأسماء أمهاتهن غرضًا في دعوة برد الحبيب أو الزواج أو رد مظلمة ما أوفك الكرب وزوال الهم، وكأن السيدة التي تقبل على الولادة ستتذكر كل هذا الكم من الأسماء والدعوات وتجعل كل تركيزها في الدعاء لهؤلاء أثناء تعرضها لهذا الضغط الشديد والألم الكبير.

وساعة إستجابة أخرى هي وقت ختام القران الكريم بالقراءة، وهي تجعل من فعلها فخورا بنفسه كثيرا ويبدأ في طرح نفس السؤال عن أسماء من يريدون أن يدعو لهم في دعاء ختام القرآن، ولا ندري هل سيفتح هاتفه المحمول ليضم كل الأسماء من أصدقائه عبر الشبكة العنكبوتية في دعواته عقب ختام القران، أم أنه سيقوم بكتابة الأسماء في ورق ويقرأ منه وهل سيجعل كل الدعوات معًا أم ستكون أقسام.

المشكلة الحقيقية هنا أن من يفعل هذا الأمر ربما يفعله رغبة في الفخر بما وصل إليه من مجهود ولكنه لا يدري أن ما يفعله أن يعطي الأمل لأصدقائه فيما لا يملك، لأن أوقات استجابة الدعاء لا يعلم بها إلا الله، والمشكلة الحقيقية هي اندفاع الأشخاص من يعرفونه بالفعل ومن لا يعرفوه بطلب دعوة ما تخصه شخصيًا أوتخص شخص من أسرته، مع أن من الممكن أن تقوم أنت يا طالب الدعاء من شخص آخر بالتوجه إلى الله طالبا ما تريد دون وسيط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً