الأمور تزداد تعقيدًا حول حزب يعد هو الأهم على الساحة السياسية المصرية "المصريين الأحرار" فبعد جلسة طارئة ومؤتمر "مفاجئ" انقلبت الدفة رأسًا على عقب، ليتم إعلان سحب إلغاء مجلس الأمناء – فيما تزال الأزمة متصاعدة بين مجلس الأمناء والمؤتمر العام للحزب، يظهر تصدعًا في الحياة الحزبية، بما يستدعي التساؤل حول مستقبل الأحزاب التي يملكها رجال الأعمال في مصر.
وقال الدكتور حسن نافعة، الخبير السياسي، إن المناخ السياسي في مصر يشوبها تدخل من رجال الأعمال والأمن وغيرهم، وهذا يجعل أنه في حال التقاء المصالح فإن كل شيئ يسير على ما يرام، ما في حين تختلف المصالح تنفجر الاختلافات في الأحزاب، وتشمل اضطرابات كثيرة.
وتعليقًا على أزمة حزب المصريين الأحرار، قال "نافعة" انه لا يجب ان تتدخل الدولة في عمل الأحزاب، وفي ظل المناخ الحالي في مصر، فإن الأحزاب مهددة بمثل تلك الخلافات خاصة في ظل وجود رجال الأعمال في المشهد السياسي.
الدكتور عز الدين إبراهيم، الخبير السياسي قال إن الأزمة التي يتعرض لها حزب المصريين الأحرار ليست الأولى من نوعها، فقد سبق وأن ضربت تلك الخلافات حزب الوفد والمستقبل، ولكن لابد ان يصمد المصريين الأحرار أمام تلك الأزمة ولا تنال منه.
وأضاف "إبراهيم" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن حزب المصريين الأحرار يعد هو الحزب المعارض الوحيد في مصر القادر على الوجود في المشهد السياسي، فبالنظر لتوقيت المشكلة نجدها متزامنة مع التصويت على قضية جزيرتي تيران وصنافير في البرلمان، وهو ما يأخذ الماور ناحية التأثير على تكتل الهيئة البرلمانية للحزب في التصويت داخل مجلس النواب.
وأوضح يعد الدين إبراهيم، أن الازمة لا تحيط الأحزاب السياسية التي يملكها رجال الأعمال، لكنها حقيقة في الأعمال المباحثية، التي يمكنها اختراق الأحزاب وتخلق فرصة في صفوف الحزب، مضيفًا: "نأمل ألا يهن حزب المصريين امام تلك الأزمة، فهو يمثل الوفد المعارض القديم والفكر الثوري الحديث".
وقالت أميرة العدلي عضو المكتب السياسي للحزب، إنهم اتخذوا قرارًا بحل مجلس الأمناء بتصويت ٣٨ عضوًا، حيث جاء التصويت على القرار بالأغلبية، مضيفة أن البيان الذي أصدره مجلس أمناء الحزب، الأربعاء الماضي، لم يكن السبب وراء حل المجلس، لافتةً إلى وجود خلفيات كثيرة أخرى للأزمة، مضيفة أن حل مجلس الأمناء سيكون له أثر إيجابي ليبطل الدعوى القائلة بأن الحزب قائم على شخص واحد".
من جانبه قال إيهاب الطماوي عضو مجلس النواب وأمين لجنة القيم، أمين عام مساعد حزب "المصريين الأحرار"، إن 250 عضوا بالمؤتمر العام، تقدموا بمقترح لإلغاء مجلس الأمناء، ودعوا للتصويت عليه ووافق الحضور.
وأضاف في تصريح له أن الإجراءات الخاصة بالمؤتمر العام وتعديلات لائحة النظام الأساسي سليمة، وقانونية وفق اللائحة في ضوء المادة 59.
وناشد المجلس، رئيس الحزب بعرض النص المقترح على مجلس الأمناء للموافقة عليه قبل عرضه على المؤتمر العام للتصويت اعمالاً لنص المادة ٥٩ من اللائحة، مع إخطار أعضاء الحزب بموقف مجلس الأمناء المتمثل في طلب تأجيل المؤتمر العام من خلال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والنشر على الموقع الرسمي للحزب.
ووصف النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، اجتماع مجلس الأمناء بالباطل والفاشل، ويدل على جهل أعضائه بالقانون ولائحة الحزب.
وكان المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، نشر عددًا من التغريدات على حسابه الشخصي على تويتر، بالتزامن مع عقد المؤتمر العام للحزب، أمس الأول: «لا تأسفن على غدر الزمان، لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب، ولا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها، تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلابا. الآن سنضطر للجوء إلى القضاء، إلا إذا تم تأميمه هو الآخر».
وأصدر مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار بالإجماع، بيانًا الأربعاء الماضي، طالب فيه رئيس الحزب بضرورة تأجيل المؤتمر العام الذي تم انعقاده اليوم 30 ديسمبر.
وقال مجلس الأمناء- في بيان له- إن القرار جاء عقب جلسة طارئة بعدما أحيط علمًا بتعديلات اللائحة التنفيذية للحزب، لافتًا إلى أنه لم يرد للمجلس ولا لأعضائه الممثلين في لجنة تعديل اللائحة، النص المقترح تعديله والتصويت عليه من خلال المؤتمر العام المزمع انعقاده وفقاً لنص المادة ٥٩ من لائحة النظام الأساسي للحزب والتي تنص على أنه: "لا يتم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء".