تستحق وزارة الزراعة، جائزة الأوسكار المحلية في قتل المواطن، تاريخ من الإهمال في حق المصري، بدءًا بفساد قياداتها، مرورًا بإدخال مبيدات سامة للبلاد، وصولًا إلى تخزين نفس المبيدات في مخازنها بالأقاليم، الأخطر أن هذه المبيدات قاتلة لانتهاء صلاحيتها منذ سنوات والكارثة أنها بدأت تسرب روائح وإشعاعات ضارة تصيب بالسرطان وأمراض الدم وتشوه الأجنة وتقتل الخصوبة. المعلومات تقول إن وزارة الزراعة، جمعت أكثر من 700 طن من المبيدات المنتهية الصلاحية من مخازن بنك الائتمان والتنمية على مستوى الجمهورية واحتفظت بالكمية في مخزن الشونة بمركز الصف التابع لبنك التنمية والائتمان الزراعي، إضافة الى تجميع أكثر من الف طن من المبيدات المشعة من مادة " اللاندين " فى ميناء الادبية بمحافظة السويس وبما يقدر بـ 220 طنًا وذلك منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا تاركة قنبلة صحية تهدد المنطقتين. وأكد محمود. س، عامل فى العقد الثالث من العمر، يسكن بجوار شونة تخزين المبيدات،أنه أصيب بمرض سرطان الرئة منذ عامين، وقال ان التحاليل أكدت أن روائح المبيدات المتسربة كانت السبب الرئيسي في إصابته بالمرض اللعين.وقال جمال محيي، أحد سكان منطقة أبو بكر الصديق بالصف، انه تقدم بالعديد من الشكاوى لوزارة البيئة ورئاسة مجلس الوزراء، مضيفا أن وزارة البيئة قد زارت هذا المخزن وكتبوا تقريرا عنها كشف الخطر ولم يحرك الأمر ساكنًا، مؤكدا أن هذا المخزن المليء بالمبيدات يسرب روائح كريهة جدا اضافة الى اصابة اغلب المنطقة بأمراض صدرية وأمراض أخرى فتاكة، مؤكدًا أن المنازل تبعد عن المخزن بضعة أمتار قليلة.أكد مفتش بيئى بوزارة البيئة، رفض ذكر اسمه، أنه زار المخزن الذى يحتوى على هذه المبيدات، وأكد أن به عشرات الأطنان من المبيدات منتهية الصلاحية وان المخزن مساحته تصل لأربعة الاف متر تقريبا ومغلق تماما لا يتم فتحه الا من خلال موظف تابع لوزارة الزراعة وهو المكلف بذلك، مؤكدا ان هذا المخزن لو دخل به طائر ما لن يخرج منه حيًا لشدة خطورة الغازات والروائح الكريهة الخارجة منه، موضحًا ان الخطر الأكبر هو تواجد مخزن آخر قريب منه يشون به القمح على بعد أمتار قليلة من مخزن المبيدات، واصفا الامر بالكارثة، وتابع ان القمح يوميا يتعرض للغازات والابخرة الملوثة الخارجة من المبيدات، متابعًا أن الروائح الخارجة من مخزن المبيدات لا يستطيع أن يتحملها إنسان وعلى الدوام المخزن مغلق ويخشي أحد من الوزارة الاقتراب منه.الدكتور خليل المالكى أستاذ المبيدات بالمركز القومى للبحوث الزراعية وصاحب فكرة تجميع هذه المبيدات لحين البحث عن طريقة للتخلص منها، قال إنه كان عضوًا بلجنة المبيدات بوزارة الزراعة واتخذ قرارا بتجميع كل المبيدات منتهية الصلاحية فى منطقتين فقط وهما شونة مركز الصف والثانى فى ميناء الادبية بالسويس وذلك عام 2003 تمهيدا للبحث عن طريقة للتخلص من تلك المبيدات وحتى الآن لم يحدث شىء. أضاف المالكى، أنه من بين تلك المواد المخزنة والمنتهية الصلاحية مبيدات فوسفورية وبيروسولويد وكرباميد واللندين الذي يصنف ب"المواد المشعة" والاخير يخزن في ميناء الأدبية بمحافظة السويس، موضحًا أن هذا المشروع بالكامل تم نقله من وزارة الزراعة إلى وزارة البيئة للتخلص منه بطريقة أمنة دون التأثير على البيئة والانسان وأتعجب من التأخر فى التخلص من تلك المواد الخطرة حتى اليوم.والحل؟؟ السؤال لنا، ويرد المالكى، هناك مخصص مالي جاء الى وزارة البيئة للتخلص من هذه المبيدات إلا أن الوزارة طالبت بدعم أخر حتى يستطيعوا التخلص منها خارج مصر وخاصة فى اوروبا، مؤكدا أنه ليس شرطا التخلص من هذه المبيدات فى أوروبا ومن الممكن التخلص منها فى مصر، وتابع:" أجرينا تجربة بين المعمل المركزي للمبيدات وبين شركة السويس للإسمنت ووزارة البيئة وحرقنا مبيدات منتهية الصلاحية في أفران شركة الإسمنت لأن درجة حرارتها عالية فتحولت كل هذه المركبات لغازات فقمنا بقياس الانبعاثات الناتجة من غازات تلك المبيدات المحترقة فاتضح لوزارة البيئة انها امنة، موضحا أن كمية المبيدات الخطرة تلك يمكن التخلص منها خلال أسبوع على الاكثر وبمبلغ لا يتخطى العشرة ملايين جنيها، مطالبا بسرعة التخلص من هذه المبيدات لخطورتها على صحة أهالي المنطقتين.
كتب : أحمد سعد