من يُشكك في الحرب على الفساد؟

مصر تواجه الفساد، السؤال الآن، هل الدولة جادة في الحرب على الفساد؟ بمعنى أدق هل الرئيس جاد في الحرب على الفساد؟ القضايا التي يتم كشفها ومواجهتها مؤخرا تقول: نعم.

لماذا مصر مضطرة لمواجهة الفساد؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه أجاب على السؤال سابقا، "لم يعد بها شيء يسرق"، بمعنى ان البلد تواجه الإفلاس ولم يعد بمقدورها الاستمرار.

الشعب لم يقتنع بعد أن الدولة أو النظام أو الرئيس جاد في مواجهة الفساد، لأن الشعب فقد الثقة في أية جهود في مواجهة الفساد، كل قضية لابد لها من علة، ربما-اللص- لم يدفع، أو قضية لإلهاء الرأي العام، أو لفت النظر عن قضية أخرى أشد خطورة.

الفساد الذي انتشر، وأصبح أسلوب حياة في أجهزة الدولة، هو سبب رئيس في الفقر والتخلف والديون، وهو أساس الغضب وضياع الحقوق، والحرب معه ستكون أشد وأشرس من أية حرب أخرى.

الحرب على الفساد أشد من الحرب مع إسرائيل، وأعنف من الحرب على الإرهاب، باختصار، الفساد هو عدونا الأول، بعد أن أصبح يغطي البلد ويفيض.

متى يقتنع الشعب؟ سيقتنع الشعب إذا استمرت الحرب بكل جدية، وقسوة ، سيقتنع الشعب ويلتف حول قيادته إذا استمر كشف الفساد الكبير والصغير، و حينما يرى الفاسدين يتساقطون ويُحاكمون حقيقة.

من سيقف مع الدولة ضد الفساد؟ سيقف معها كل الشعب كل مواطن اكتوى بنار الفساد في وظيفة لم ينالها أو حق لم يناله، وكل رجل أعمال منتج حقيقي يبحث عن فرصة حقيقية ومنافسة شريفة في مجال العمل والإنتاج، وكل موظف ومسئول شريف.

من سيقف ضد الدولة مع الفساد، سيقف ضد الدولة مع الفساد، كل مرتشي ومختلس ولص، في مختلف الإدارات والأجهزة وكل من يريد تسيير اعماله بالرشوة، وهم كثير، وستكون الحرب ضدهم شرسة وستستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، وربما من الطرفين.

من سيشكك في جدية الحرب على الفساد؟ سيشكك غفي الحرب على الفساد كل من يتمنى فشل النظام حتى ولو على حساب البلد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً