مع نهاية عام وبداية عام جديد، أحيانا يقف الإنسان لكي يحاسب نفسه، فمن منا لايحاسب نفسه بين الحين والآخر؟ يعترف بالأخطاء أو السلبيات، ربما يندم على قرار أخذه أو فرصة ضاعت منه ؟ وإذا كان النجوم البشر مثلنا فهل يحاسبون أنفسهم على ما فعلوه فى حياتهم وهل تنتابهم مشاعر الندم على أمور وتصرفات وأعمال أقدموا عليها أم أن الشهرة والأضواء أصابتهم بالغرور ونشوة التفرد فأخذتهم العزة بالإثم ونسوا أو تناسوا محاسبة أنفسهم أو الإعتذار لمن أخطأوا فى حقهم وإعتبروا محاسبة النفس مجرد نظرة إلى الخلف ؟ هذا السؤال طرحناه على عدد كبير من نجوم ونجمات الوسط الفنى وتلك كانت أجوبتهم !
الراقصة دينا تقول: بالتأكيد في حياتي الكثير من الأخطاء والكثير من الصدمات، خاصة في حياتي الشخصية، لكني لا أستطيع النوم إلا إذا راجعت كل الأفعال التي قمت بها في يومي، حتى إذا شعرت بأني قصرت في حق أحد سواء بالسؤال عليه إذا كان مريضًا مثلًا بسبب انشغالي فلا أنام قبل أن أتصل به.
وتضيف دينا: كثيرًا هاجموني بسبب مهنة الرقص، ولا أنكر أن ذهني انشغل فترة بهذا الهجوم وراجعت نفسي كثيرًا في مهنتي، لكني وجدت في النهاية أني أقدم فنًا راقيًا، المثير أن الكثيرين وصفوا أموالي بأنها حرام، لكني بعد كل هجوم أجلس مع نفسي وأراجعها حتى أتيقن تمامًا بأن ما أفعله حلال وليس فيه مايسئ لى.
وتتابع دينا: لا أعتقد أني قد شاركت في أعمال فنية وندمت علي مشاركتي فيها، أو أعد حسابات ذلك العمل مع نفسي، لأن كل أعمالي اختارها بدقة، ولا أنكر أني ندمت بالفعل عندما رقصت مع سعد الصغير أمام إحدي دور العرض في وسط البلد في افتتاح أحد أفلامنا المشتركة، وندمي جاء لما حدث من ازدحام وما نتج عن هذا الزحام من تحرشات ومصادمات.
أما الفنان أحمد عز فيقول: بالتأكيد أحاسب نفسي كثيرًا وألومها كثيرًا وإذا حدث وشعرت بأني أخطأت في حق إنسان أبادر بالإتصال به والإعتذار له، وحدث ذات مرة في فيلم حلم عزيز أني قمت بتوبيخ أحد الفنيين المتواجدين معي في اللوكيشن، وذلك قبل تصوير أحد المشاهد، وأنا قبل تصوير المشهد أكون في حالة تركيز شديدة، ولا أتكلم مع أحد حتى انتهي من تصوير مشهدي، وحدث أن أحد الفنيين قابلني وأنا داخل اللوكيشن ليطلب مني شيء خاص، فما كان مني إلا أن وبخته كثيرًا وبصوت عالي، ثم دخلت لتصوير المشهد، وبعد أن انتهيت من التصوير ذهبت إلي غرفتي وجلست قليلا ثم خرجت باحثًا عن هذا الفني ورضيته وطلبت منه أن يسامحني في توبيخي له وراضيته.
ويتابع عز: بالنسبة لأعمالي الفنية، من الممكن أن راجعت فيها نفسي كثيرًا، خاصة هذه المشاهد التي يطلق عليها النقاد بالمشاهد الساخنة، وحقيقي أنا ندمان علي أدائي لهذه المشاهد واتخذت قرارًا بعدم أدائها مرة أخرى.
ويضيف الفنان أحمد عز: لا يمكن اعتبار محاسبة النفس نظرة للخلف، بل علي العكس هي نظرة متقدمة وتدفع الإنسان إلي الإمام، لأني لا أتصور إنسانا يستطيع النوم ويعلم جيدًا أنه أخطأ أو ظلم إنسان مثله، فالمحاسبة وعودة الحقوق لأصحابها تعطي صفاء ونقاء للروح وللنفس وتجعل الذهن صافيًا وصفاء الذهن أحد أهم عوامل نجاح الفنان.
الفنانة إلهام شاهين: الحمد لله لا توجد أعمال فنية شاركت فيها وندمت عليها، وعندما أنام وأضع رأسي علي وسادتي أنام مرتاحة البال لأني أشعر بأني رضيت مجتمعي ونفسي بأعمال فنية تحمل قيم إنسانية وفنية رائعة ومتميزة.
وتضيف إلهام شاهين: كثيرًا ما سمعت أني متكبرة ومغرورة بل بالعكس القريبين مني يعلمون جيدًا أني لست ذلك، وأني متواضعة لذلك أنا راضية عن نفسي، ولا أريد أن أتحدث عن نماذج لذلك التواضع، وذات مرة انفعلت علي زميل لي وعنفته كثيرًا لأنه رفض مساعدة أحد عمال الأستوديو الذي كنا نقوم بالتصوير فيه، وكان تبرير زميلي لذلك الفعل أن هذا العامل اعتاد دائمًا أن يسرد حجج واهية للفنانيين حتى يأخذ منهم أموالًا، فقلت له ربما يكون هذا العامل في حاجة حقيقية لهذا المال وأنت لا تعرف ظروف الآخرين وأعطيته مالًا كان بحوذتي في ذلك الوقت.
وتتابع إلهام شاهين قائلة: مع هوجة الهجوم الذي تعرضت له مؤخرًا لا أنكر أني راجعت نفسي في الكثير من الأعمال التي قدمتها، لكني حقيقي راضية عنها، وأشعر أنها إضافة للفن المصري والعربي، لذلك فهجوم البعض علي أعمالي يؤكد لي دائمًا أني علي صواب.
تكمل إلهام: لا أتذكر أن أحدًا اتخذ منى موقف الضد ولا أذكر أني أغضبت أحدًا منى اعتذر له وجها لوجه أو تليفونيًا، لكني بشر ولي أخطائي وهفواتي واعترف بها لأني لست ملاكًا، لكن عندما أخطأ اعترف بهذا الخطأ سواء علي المستوى الشخصي أو العملي لأن الإعتراف بالخطأ شيمة لا يتمتع بها الكثيرون، وهي شيمة جيدة إذا افتقدها إنسان أصبح فاقدًا لشيء كثير.
الفنانة روبي تعترف بأنها إنسانة لوامة فتقول: أنا ألوم نفسي كثيرًا في عملي، لأن أي عمل فني أقوم به عندما أشاهده أتأكد بأنه كان من الممكن أن أقدم الأفضل، وهكذا فانا ألوم نفسي دائمًا وأطلب منها الأجود دائمًا.
وتضيف روبي: لا أتذكر أني أغضبت أحدًا مني أو دفعت شخصًا لأن يتخذ موقف الضد نحوي، حتى قبل عملي بالفن، دائمًا أتفاعل مع أصدقائي وأبحث عنهم وأتعامل مع كل صديق بحسب شخصيته حتى لا أشعر بأني نقيضه فنصطدم علي طول الخط، وأتذكر موقف حدث لي قبل دخول الفن مع صديقة مقربة لي، حيث أننا تواعدنا للخروج معها لشراء بعض الملابس، وتصادف في ذلك اليوم أني قد أصبت ببرد شديد فأخذت دواء البرد الذي ما إن تناولته حتى أصابني النعاس ولم أستيقظ إلا في الصباح وعلمت أن صديقتي اتصلت بي أكثر من مرة، في اليوم الثاني أحضرت لها " بوكيه ورد" وزجاجة " برفان" من نوع تحبه وقمت بمصالحتها ورويت لها ماحدث لي بعد أن تناولت دواء البرد، وهكذا دائمًا لا أتكبر حتى بعد أن أصبحت فنانة في أن أعتذر لأحد سواء كانت صديقة من داخل الوسط أو من خارجه.
وتتابع روبي: محاسبة النفس ومراجعة شريط الماضي لا يمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال نظرة للخلف، بل العكس هو الصحيح، لأن محاسبة النفس تمنع الإنسان من تكرار الخطأ إلا إذا كان إنسان لا يريد أن يتعلم من أخطأه، وأظن أن الإنسان الذي يمتلك قدرًا من الحكمة لابد أنه يراجع نفسه يوميًا حتى لا يكرر أخطائه.
الفنانة عبير صبري تعلق قائلة: الإنسان سيظل يخطأ حتى الموت، لكن لابد أن يتعلم الإنسان من أخطائه ويقننه ولايكرر نفس الخطأ مرتين، أنا اعترف أني أخطأت في اختيار بعض الأعمال الفنية التي شاركت فيها، وهذا الأعمال احذفها من تاريخي الفني، والخطأ وارد في العمل الفني، ولا ألوم نفسي كثيرًا في ذلك الأمر لأن الفنان معرض للوقوع في شبكة اختيار أعمال غير جيدة لأكثر من سبب.
وتضيف عبير: اتخاذ قراري بخلع الحجاب والهجوم الغير طبيعي الذي تعرضت له عقب خلعه، جعلني أشعر بأن البشر جميعًا نصبوا أنفسهم حكامًا وجلادين، لكني لا أنكر أني جلست مع نفسي كثيرًا قبل اتخاذ هذا القرار، الذي أجده خاص بي جدًا وليس لأحد من سلطان علي أفعالي أو تصرفاتي أو قراراتي، لذلك كنت أعيش في سلام مع نفسي بعد اتخاذي لهذا القرار، وإذا شعرت بأني أخطأت في حق نفسي بعد ذلك، فأنا بشر أخطأ وأصيب.
وتتابع عبير صبري: أقدم كشف حساب لنفسي كل يوم لكن ليس بشكل منتظم وأراجع نفسي دائمًا مع كل سنة جديدة تأتي، فاسترجع شريط ذكريات هذه السنة وإذا شعرت بأني مقصرة في حق أي انسان قريب أو بعيد أبادر فورًا قبل قدوم العام الجديد بالتواصل معه والإعتذار له أني قصرت في حقه، لذلك شهر ديسمبر من كل عام هو شهر ملاحقات لأصدقائي الذين قصرت معهم طوال العام الفائت.