"نوايا خفية تداعب فكر القيادة الإسرائيلية"، وصف يعد هو
الأقرب للمشهد، عقب إعلان جهاز الموساد عن طلبه نساء للعمل في وظيفة جاسوسات،
والذى نشر أمس بالصحف الإسرائيلية.
وعلق أوفير جندلمان، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، على القرار بقوله: "هل تريدين الالتحاق
بالموساد؟.. جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الشهير الموساد يطلق حملة لتجنيد
الجاسوسات وضابطات جمع المعلومات والعمليات الخاصة ويبحث عن النساء ذوات الشخصية
القوية والقدرة على العمل في ظروف غير عادية وعلى تفعيل الناس وقيادتهم".
الأمر السابق دفعنا إلى استطلاع أراء خبراء الشأن في سبب
الإعلان بهذه الطريقة على الملأ.
التوغل بعمق
في البداية علق الدكتور محمد عبد الله، أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القاهرة، على طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو
لجاسوسات للعمل بالموساد قائلًا: إن جهاز الموساد يسعى إلى تجنيد أكبر قدر من
الفتيات، لقدرتهم على التوغل بعمق في حياة الشخصيات الهامة.
وأضاف "عبد الله" في تصريح خاص لـ "أهل
مصر" أن إسرائيل تموه لشيء أكبر من ذلك واتبعت هذا الأسلوب البدائي لشغل
انظار العالم للقيام بعملية أخطر من ذلك.
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: فكرة ارسال
جواسيس انتهت منذ سنوات طويلة فإسرائيل تتبع في الوقت الراهن سياسة التجسس
الإلكتروني عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي والقمر الصناعي.
تشتيت الذهن
رأي اللواء محمد رزق، الخبير الاستراتيجي، أن إعلان
اسرائيل عن طلبها لجاسوسات على الملأ يعد عملية تمويه كبيرة يقوم بها جهاز
الاستخبارات الملقب بـ "الموساد"، للتغطية على واقعة ما تدبرها اسرائيل
في مكان أخر، ما يمكن تلقيبها بعملية تشتيت للذهن عن الواقعة الأساسية.
واستكمل "رزق": الموساد أذكي بكثير من الإفصاح
عن نواياه الحقيقة على الملأ ما يجعل الأمر محل شك في وجود شيئ أكبر وراء ذلك.
واستطرد الخبير الاستراتيجي: اسرائيل تمتلك بالفعل
جوسسات في العديد من دول العالم، ما يجعلها في غني عن طلب ذلك على الملأ، مرجحًا
القيام بهذا التصرف لتخويف الدول ذات العلاقة المتدهورة معها.
مشروع الاستيطان
وفي السياق نفسه قال الدكتور أحمد رجب، المتخصص في الشأن
الإسرائيلي، إن الموساد يتبع العديد من الخطوات التي تأتي على رأسها الإفصاح عن
نواياه لإرهاب الخصوم.
وتوقع "رجب"، أن يكون القرار متعلق بتجميد
إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية بكل من أنجولا والسنغال، وسحب سفيريها من الدولتين،
بعد رفضهما الاستيطان.
خرق القانون الدولي
من جانبة أكد الدكتور
عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إسرائيل اعتادت على اختراق القانون
الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام التى تمنع مثل هذة الأعمال، مضيفا أن
إسرائيل تعمل من أجل ضمان أمنها القومى خاصة في ظل التحركات الدولية والاقليمية لحل
القضية الفلسطينية والتي تعارض الأهداف الإسرائيلية.
وأوضح، أن إسرائيل أرادت
أن تبعث رساله لبث الرعب في المنطقة العربية من خلال عمل شبكة جاسوسيات لمعرفه أدق
التفاصيل والمعلومات السرية داخل الدول العربية.
وأستكمل
"الأشعل": التغير في السياسة الخارجية الأمريكية لدغم الفضية الفلسطينية
كان صفعة في وجهه إسرائيل خاصة بعد قرار تجميد الاستيطان الاسرائيلى فى الاراضى
الفلسطينية، وخطاب جون كيري وزير الخارجية الأمريكى الذي طرح رؤيته للسلام الأمر
الذي دفع إسرائيل لاتخاذ مثل هذا الموقف الذي أوضح حجم المخاوف الإسرائيلية على
الأمن القومى لها خاصة مع اقتراب مؤتمر السلام الدولى الذي سيعقد في باريس في
النصف الثاني من يناير الجارى لبحث أهم قضيتين القدس واللاجئين.
مرحلة تخبط
فيما أوضح الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية والخبير
الشئون الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن اسرائيل تشهد مرحله تخبط
خاصه بعد المواقف الأمريكية في نهاية عهد باراك أوباما التي تدعم القضية الفلسطينية
وخاصه بعد السماح بمرور قرار مجلس الأمن الذي يجمد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي
الفلسطينية فضلا عن خطاب جون كيري ورؤيته للسلام مع الجانب الفلسطيني والتي تتعارض
مع الأهداف الإسرائيلية.
ويري "فهمى"،
أن اسرائيل أدركت الآن أن هناك تكاتف دولي وعربي ضد الاحتلال الإسرائيلي خاصه مع اقتراب
مؤتمر السلام الدولي الذي سيعقد في باريس في منتصف الشهر الجاري، والذي يهدف لحل قضيه
القدس واللاجئين لصالح الجانب الفلسطيني.