كان الهروب حلًا، إلى أن قررت المرأة السعودية مواجهة الأمر الواقع في المملكة، والمطالبة بحقوقهن في ممارسة كل الأنشطة والحصول على الحقوق الكاملة، وذلك عن طريق تطبيق ذكي يحمل اسم "اعرفي حقوقك" وهو تطبيقٌ سهل الاستعمال، ذو هدف واضح، وهو تحويل القدرات والخبرات القانونية، لمواد أولية تستفيد منها المرأة السعودية في معاركها القضائية، ويرشدها في كيفية الحصول على حقوقها الشرعية والنظامية.
وقالت صاحبة المبادرة، نسرين عيسى، في تصريحات صحفية، إن التطبيق، الذي وصل عدد المشتركين فيه لـ 55 ألف مشتركة ومشترك – يقدم استشارات بسيطة تسهل للمرأة معرفة ما ينتظرها أمام محاكم الأحوال الشخصية، حيث تُعنى محاكم الأحوال الشخصية السعودية بتحسين وتيرة العمل بالقضايا الملحة، والعمل على سرعة معالجة وإنجاز قضايا الأسرة، إضافةً إلى تسريع الحلول وإصدار الأحكام المُبرمة في قضايا كالحضانة، الطلاق، والنفقة.
ويتضمن التطبيق صفحات مختلفة منها باب ”اسألي محامية"، الذي يمثّل الجانب الاستشاري السّريع، مع رسم توضيحي يشرح خطوات رفع أي دعوى أحوال شخصية، بالإضافة إلى نصائح قانونية عامة أوردتها مالكة التّطبيق، قبل أن تضيف عليه أخيراً قسماً خاصاً بقضايا العنف الأسري، وطرق التعامل معها قانونياً بحسب القانون السعودي.
وتعاني المرأة في المملكة العربية السعودية، من تشديدات تتعلق بالعمل وممارسة عدد من الحقوق المجتمعية، أبرزها رئيس قسم التفتيش بوزارة العمل في الشرقية سلطان المطيري، حيث ذكر في تصريحات لـ"العربية .نت" أنه تم منع المرأة السعودية من العمل في "23" وظيفة شددت عليها لائحة تنظيم المرأة حفاظاً على حقوقها، والأعمال المحظورة هي:
1. العمل تحت ســطح الأرض واستخراج المعادن.2. العمل في الصرف الصحي والمشتقات البترولية.3. العمل في البناء كالحفر ووضع الخرسانات.4. أعمــال البنــاء والترميــم والدهــان التــي تتطلــب العمــل على ارتفاعــات عاليــة والتسلق على سقالات صناعة الإسفلت. 5. العمل في الأفران المعــدة لصهر المواد المعدنيــة.6. الصناعات التي يتم فيها تحويل المواد كتوليد الطاقة وتحويلها. 7. صناعة المفرقعات والأعمال المتعلقة بها. 8. اللحام بالأكسجين والسلستين وبالكهرباء. 9. ورش السيارات والحدادة والألمنيوم. 10. العمل في مستودعات السماد المستخرج من المواد أو روث الحيوانات أو الدماء. 11. إذابة الزجاج وإنضاجه. 12. شحن وتفريغ البضائع في الأحواض والأرصفة والموانئ. 13. صناعة القصدير والمركبات المعدنية المحتوية على أكثر من 10% من الرصاص. 14. عمليات المزج والعجن في صناعة أو إصلاح البطاريات الكهربائية. 15. الصناعات من مادة المطاط، مثل كفرات السيارات وغيرها.16. صناعة المدابغ. 17. صناعة الفحم من عظام الحيوانات ما عدا عملية فرز العظام قبل حرقها. 18. تفضيض المرايا بواسطة الزئبق. 19. الدهان بمادة الدوكو. 20. معالجــة وتهيئــة أو اختــزال الرمــاد المحتــوي علــى الرصــاص واســتخلاص الفضــة من الرصاص. 21. صنع أول أكسيد الرصاص "المرتك الذهبي" أو أكسيد الرصاص الأصفر.22. تنظيف الورش التي تزاول فيها العمل.23. تصليح أو تنظيف الماكينات المحركة أثناء تشغيلها.
التطبيق الذي اتجهت إليه السعوديات في المبادرة، أحد الحلول المبتكرة، بعد الهروب، حيث قالت الجمعية السعودية لحقوق الإنسان، إنه يوجد سعوديات في السويد، وفي كوريا الجنوبية وفي جورجيا، وأكثر من 44 مبتعثة في بلدان مختلفة، يرفضن العودة لبلدهن، ويفضلن العيش في الخارج، منهن عالمات مشهورات مثل الدكتورة غادة المطيري التي تعمل حالياً أستاذة في جامعة كالفورنيا في سان دييجو.
وقال الناشط الحقوقي وعضو مجلس الشورى السابق نجيب الزامل: "علينا أولاً أن نعترف بأن لدينا مشكلة لنعالجها، حتى لو كانت حالة واحدة، ما دامت هناك فتيات وحتى شباب يهاجرون ويعيشون في الخارج، فالعقلية الدفاعية هي للتبرير وتعطيل الحلول لأن الأمر جرس إنذار، وعلينا الانتباه له".