اعلان

لماذا انتشرت الانحرافات الجنسية في مجتمعاتنا المحافظة؟

دعارة _صورة ارشيفية

باتت حكايات الخيانة الزوجية مألوفة إلى حد كبير فى مجتمعاتنا العربية، وظهرت أشكال غير مسبوقة من العلاقات الجنسية المنحرفة عن مسارها الطبيعى، ولأن السينما مرآة المجتمع، فقد جسدت لنا السينما المصرية فى عصرها الذهبى، أنماطا من تلك العلاقات الشاذة وكان من بينها فيلم امرأة على الطريق، الذي جسدت فيه هدى سلطان زوجة الأب التى تطارد وتتحرش بابن زوجها رشدى أباظة.

إلا أن الواقع الحالي تفوق على خيال المؤلف، فأصبحنا خلال الأعوام الأخيرة نسمع عن قضايا لحالات زنا المحارم، وتبادل الزوجات، والشذوذ بين الرجال، والسحاق بين الفتيات، والخيانات الزوجية الإلكترونية، وتجارة الجنس الإلكترونية أيضا، لتفرض تلك الظواهر وجودها رغم عدم تقبل المجتمع لوجودها.

فلماذا انتشرت تلك الظواهر الشاذة والغريبة عن مجتماعاتنا؟ وماذا يمكننا أن نفعل لنواجه تلك الظواهر المقيتة؟

تلك التساؤلات طرحناها على أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الدكتورة سوسن فايد، التى أرجعت هذه الظواهر لانتشار الأمية الثقافية، والفقر والمرض والإدمان، إلى جانب عدد من الأفكار المشوشة، والجهل بالدين.

وأكدت أن الإعلام له دور كبير في الحث على هذه الجريمة، من خلال عامل الإثارة والإباحية التي تقوم عليها المشاهد التليفزيونية، ما يجعل هناك نوع من الانفعال الزائد لدى البعض، ويؤدي إلى الانزلاق في هذه الجريمة، لتشعر الفتاة الضحية بالصدمة في المرة الأولى، وتستاء لذلك، إلا أنها تعتاد هذه الفعلة، وفي النهاية تتحول الصدمة لاحتياج.

ولفتت "فايد"، إلى أنه يصعب أن تكون هناك إحصائية لهذه الجريمة، رغم ذيوعها في المحافظات الفقيرة، سواء بالصعيد أو وجه بحري، مشيرة إلى أن هذه المسألة معقدة، تتم تحت ستار السرية التامة، والعلم بها دوما ما يكون عن طريق الصدفة.

وفي دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، كشفت عن أن 24% ممن ارتكبوا جرائم زنا المحارم كانوا من الطلبة، وهو ما يعكس أن الأمر لا علاقة له بالجهل، بل هو مُرتبط بسلوك مُجتمعى، أما العاطلون فلم تتجاوز نسبتهم 5.2%، ما يعنى خطورة هذه الظاهرة، موضحة أن الظروف الاقتصادية ترتبط ارتباطا أصيلا بانتشارها، أى أن الفقر عامل كبير فى ارتفاع نسبة زنا المحارم فى مصر، فضلًا عن عدم الزواج والإقامة فى غرفة واحدة، حيث أكد جهاز التعبئة العامة والإحصاء أن هناك 33% من الأسر المصرية يعيشون فى غرفة واحدة، فلا يتعجب أحد من تفشى تلك الظاهرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً