العائدون من داعش.. أفراد بتعاليم التنظيم وسلاحه.. الخطر يتوغل في العالم من أوروبا إلى تونس

العائدون من داعش

لم يتوقف خطرهم على العالم، كانوا يذبحون في مناطق معينة، يذهبون في زيارات خاطفة إلى بعض البلاد لتفجير مبنى أو محطة مترو أو قطار، يعلنون استهداف أشخاص بعينهم – كان هذا أسلوبهم – وهم منضمون للتنظيم، لكن سكان العالم على موعد مع تغير جذري مع هؤلاء المقاتلين العائدين من داعش لبلادهم.

الخطر أصبح داخل البلدان ليس فقط من تهديدات التنظيم، لكن لأن داعش أعطى الضوء الأخضر لمقاتليه بالعودة إلى مواطنهم، وبلدانهم الرئيسية، خاصة بعدما أعلن التحالف العسكري المناهض لتنظيم «داعش» أنه دمر أسلحة ثقيلة استولى عليها المتطرفون حين سيطروا على مدينة تدمر السورية بينها دبابات وأسلحة مضادة للطائرات، في وقت حذر خبراء من الخطر الكبير الذي سيبقى قائماً لفترة طويلة ويمثله آلاف المتطوعين الذين انضموا الى صفوف «داعش» عند عودتهم إلى بلدانهم.

أوروبا وحدها من المرجح أن يعود أإليها أكثر من 1500 مقاتل، ربما يحمل نصفهم مخططات للقيام بأعمال إرهابية، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية الأوروبية إلى التعبئة والحذر لمواجهة موجة "الدواعش" العائدين، كما عودة عناصر المقاتلين لا يقتصر على مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا، وإنما تحدث عن احتمال عودة عناصر "داعش" في ليبيا؛ فأفراد "داعش" في ليبيا سيلجؤون إما إلى دولهم الأصلية، وهذا يعني المغرب بشكل كبير، أو يستغلون موجة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية إلى أوروبا من أجل الوصول إلى أقارب لهم فيها.

ءوكانت فرنسا وبلجيكا من أوائل الدول الأوروبية التي عبرت عن قلقها من عودة المقاتلين من العراق وسوريا، قبل أن تنضم إليهما بريطانيا التي أكد قائد سلاح الجو في جيشها أن هناك خطرًا حقيقيًا لعودة المقاتلين إلى أوروبا، وتحدثت المؤسسة الأوروبية عن أن 50 % من المقاتلين الأوروبيين في "داعش" مازالوا حاليًا في ساحات القتال، بينما عاد 30 في المائة منهم إلى أوروبا.

ألمانيا أيضًا انضمت للدول القلقة، حيث أعلنت الشرطة الجنائية الألمانية أن حوالي 1/3 مجمل 6 آلاف متطرف، غادروا الاتحاد الأوروبي إلى سوريا والعراق بهدف الانضمام إلى تنظيم “داعش”، قد عادوا إلى القارة العجوز، كما نقلت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية، عن رئيس الشرطة الجنائية هولغر مونش: إن “المتشددين العائدين، الذين يزداد عددهم باستمرار، يشكلون خطرا على الأمن الأوروبي.. هؤلاء يتبعون آراء راديكالية للغاية، وتلقوا تدريبات وخبرات قتالية طويلة”.

فيما حذر الوزير أن: “المتطرفين الأجانب لتنظيم “داعش” يبقون على اتصال وثيق مع بعضعهم البعض بعد العودة إلى بلادهم، ويستطيعون تشكيل خلايا إرهابية في دولهم، مضيفًا أن تحركات واتصالات لمنفذي هجمات باريس 13 نوفمبر، تشكل دليلا واضحا على ذلك، داعيًا إلى تطوير نظام تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية على المستويين المحلي والدولي على حد سواء”، واصفا ذلك بأنه “السبيل الوحيد للكشف عن الخلايا الإرهابية والتصدي لها".

ة.وأكد ألبرت فورد من مؤسسة «نيو أميركا» أن تدفق المقاتلين الأجانب على مناطق التنظيم الذي بلغ في العام الفائت حوالي ألفي شخص شهرياً نضب فعلياً، لكن هذا ليس إلا جزءً من الموضوع، فما العمل عند عودة من 25 إلى 30 ألف شخص موجودين حاليًا في سورية أو مروا بها، إلى بلدانهم؟ هذه المشكلة لن تتلاشى قريباًـ بحسب فرانس برس.

في الثمانينات، بلغ عدد المتطوعين العرب ضد القوات السوفياتية في أفغانستان أرقاماً مشابهة، وبعد هزيمة الجيش الأحمر شكل «الأفغان العرب» نواة عدد من الجماعات المسلحة والحركات المتطرفة، فيما نفذ آخرون اعتداءات في دول كثيرة.

ورأى نحو 20 خبيرًا أمريكيًا أنه من المؤكد أن المقاتلين الاجانب الذين بطلت تعبئتهم سيواصلون لعب دور في الحركات المتطرفة المعاصرة بصفة داعمين أو وسطاء، ولو انهم لم يعودوا يقاتلون هم أنفسهم.

وأكد المحلل النفسي والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) مارك سيدغمان لوكالة فرانس برس أن القضاء التام على تنظيم داعش ميدانياً لا علاقة له إطلاقاً بما سيحدث في الدول الغربية: "سيبقى أفراد يعتبرون أنفسهم جنوداً لهذا التنظيم وفق تصورهم له وسيسعون الى تنظيم اعتداءات".

وتابع في ما يتعلق بـ «شباب غادروا الى هناك نتيجة قرار طائش لانجذابهم الى تصوير رومنسي للجهاد، تكمن المشكلة في تجنب دفعهم نحو الإرهاب عبر سياسة قمع مفرط». تابع متأسفاً: «لكن في جميع البلدان باستثناء هولندا والدنمارك ربما، حان وقت التعامل بحزم مع المقاتلين السابقين، فالسياسيون لا يسعهم أن يسمحوا بنفاذ أحدهم من ثقوب شبكة المراقبة لينتقل الى التنفيذ."

وأشارت كاثرين زيمرمان من مجموعة الأبحاث أمريكان انتربرايز انستيتيوت، إلى أن المقاتلين السابقين في صفوف المتطرفين في سورية والعراق الذين بدأوا يأخذون طريق العودة بالمئات، وقريباً بالآلاف، يطرحون مشكلة مستعصية للأجهزة المتخصصة، مضيفة أن حجم المهمة يتجاوز قدرات قوى الأمن اليوم، وهذا سيتفاقم بعد عام» نظراً إلى "ارتفاع عدد الأفراد الذين يجب مراقبتهم وستتحسن وسائل الاتصال بينهم، فيما تبقى أنشطة مكافحة هذه العوامل محدودة".

بالإضافة إلى المقاتلين السابقين في سورية والعراق مؤخرًا، فلابد من مراقبة المتطرفين الأقدم في شكل وثيق ولو بدا انهم عادوا عن أنشطتهم. وتابعت زيمرمان: «لنأخذ شريف كواشي مثالاً، أحد القتلة في شارلي ايبدو»، موضحة أنه كان في السجن في منتصف سنوات الألفين. وبعد خروجه استغرق الأمر سنوات كي يتحرك.

هذا وكان مدير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب جان بول لابورد، قد حذر في يوليو/تموز الماضي، من خطر عودة عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي من سوريا والعراق إلى بلادهم الأصلية. انتهى س

تونس، تعد أكثر الدول العربية تضررًا فاحتمال عودة التونسيين إلى البلاد قد يعصف بجهود الدولة في استعادة الأمن والاستقرار واسترداد ثقة المستثمرين والسياح، ثم إن ماضيهم الإجرامي وسجلهم الدموي وفكرهم المتطرف سيدفعهم لمزيد ارتكاب الجرائم والقيام بعمليات إرهابية.

أضاف في تصريح لـ CNN بالعربية أن الإشكالية الحقيقية تكمن في جهل السلطات التونسية بالعدد الحقيقي للتونسيين الذين يقاتلون في تنظيم الدولة وكذلك في عجزها عن إثبات الجرم على هؤلاء العائدين نظرا لغياب الأدلة والبراهين التي تؤكد تورطهم في عمليات إرهابية من عدمها، موضحًا أن السؤال المطروح الآن هو هل يمكن لتونس أن تتفطن لكافة العائدين خاصة أن بعضهم سيختار مسالك غير شرعية للدخول إلى البلاد، مشيرًا إلى أن إمكانية تسللهم تشكل خطرا كبيرا على أمن الدولة مع وجود احتمال تشكلهم في خلايا إرهابية نائم

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً