اعلان

في ذكرى وفاته.. تعرف على "الملك" الذي أحبه الجمهور محمد الدفراوى

الراحل محمد الدفراوى

تحل اليوم ذكرى وفاة الراحل محمد الدفراوى، الذى أحبه الجمهور وعُرف بدور "الملك" فى فيلم "سلام ياصاحبى"، هو الرجل الرزين، الناصح دائمًا، وكانت تلك هي شخصيته الحقيقية بعيدًا عن أدوار الدراما السينمائية والتلفزيونية، ففي أحد اللقاءات التلفزيونية المسجّلة له، جلس خلف نظارته الطبية، يتحدّث عن أهمية المواعيد في حياة النجم، فهو الذى اعتاد أن يستيقظ في الثامنة صباحًا، يتناول فنجان القهوة، ثم يذهب إلى أماكن تصوير الأعمال السينمائية التى حددته لفترة في دور الفتى الأول في الستينيات من القرن الماضي، إلى أن خلع ذلك الثوب، بأداء عدد من الأدوار المختلفة، فأصبح الجمهور يناديه في الشوارع "يا خميس أفندي يا أبو كوباية".

ولدَ محمد الدفراوي داخل مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، بتاريخ 29 مايو 1931، اسمه وفقًا لدليل الممثل العربي في سينما القرن العشرين، محمد الصغير أحمد الدفراوي.

بعد انتهاء المرحلة الثانوية، التحق الدفراوي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وفي الخمسينيات من القرن الماضي، قرر الدفراوي دراسة الفن، وبالفعل التحق بمعهد الفنون المسرحية، وحصل على البكالوريوس عام 1955.

انضم الدفراوي بعدها إلى الفرقة المصرية الحديثة، وبدأ مشواره الفني عبر المسرح، والتحق بعدد من الفرق المسرحية الخاصة والقومية، ليصبح نجما من نجوم المسرح القومي في الستينيات.

قال الدفراوي في لقاء تلفزيوني عن بداية التحاقه بالمسرح: "دخلت عالم المسرح هاويا وكان راتبي 15 جنيها، ووقفت أمام فطاحل المسرح القومي، أمثال فؤاد شفيق، حسين رياض، نبيل الألفي".

مثَّل على مسارح القطاع العام والخاص في مسرحيتي "السلطان الحائر" و"مصرع كليوباترا، كان يفتخر بمشاركة نخبة من فناني المسرح في التمثيل، أبرزهم أمينة رزق، نجمة إبراهيم، فردوس محمد، سناء جميل، عبد المنعم إبراهيم، محسنة توفيق، توفيق الدقن، سميحة أيوب.

برز الدفراوي فيما بعد في عدد من الأدوار المسرحية عن أعمال أخذت من أهم الأدباء المصريين أو مُقتبسة عن رواية أجنبية، ومن أهم أدواره شخصية "لوفت" بمسرحية "تحت الرماد"، شخصية "برانزوفسكو" بمسرحية "الخطاب المفقود"، "العسكري" بمسرحية "جمهورية فرحات"، "ألن" بمسرحية "سيأتي الوقت"، "شيخ الحارة" في مسرحية "الست هدى".

كان يعتز الدفراوي بدور "خميس أفندي أبو كوباية"، في مسرحية "السقا"، والتى صرحت عن دوره فيها الفنانة، سميحة أيوب: "كان يرتدي جلباب صعيدي قصير، وكان معروف عنه طوله، وقدمه واضحة هي والحذاء بسبب قصر الجلباب مرتديًا فوقها جاكت ويزين رأسه طربوش أحمر معوج، ويظهر جالس على مقهي وفي يده كوب صغير ولا أحد يعلم ما بداخله"، وشارك في التمثيليات الإذاعية مثل "أبواب المستحيل الخمسة" في التليفزيون.

لمع في المسلسل الديني "محمد رسول الله"، حيث أدى دور "فرعون".

قدَّم أدوارًا بارزة في الدراما التلفزيونية، أشهرها، مسلسل "رأفت الهجان" بعد أن أدى دور مدير المخابرات العامة، ودوره في مسلسل "ناصر" حيث جسَّد دور جد الزعيم الرحل جمال عبدالناصر، و"ذئاب الجبل".

شغل منصب وكيل نقابة الممثلين، وفقًا لرواية نقيب الممثلين، أشرف زكي.

لم تكُن مشاركة الدفراوي في السينما بحجم ما قدّمه للمسرح، ورغم ذلك كانت له أدوار سينمائية علقت في أذهان الجمهور من بينها دور "الملك" في فيلم "سلام يا صاحبي".

من الأدوار التي لا ينساها الجمهور للدفراوي المفكر صاحب الكلمة في "الإرهابي"، "الله أكبر"، "حب ودلع"، "كل هذ الحب"، "الفتى الشرير"، "شروق وغروب"، "في بيتنا رجل"، "قبلني في الظلام"، و"عمارة يعقوبيان".

قال عنه الناقد رجاء النقاش "كان محمد الدفراوي رائعا، أدى دور الإنسان المرتبط بالأرض، والذى يمضي في الحياة بلا خوف، وكان من الطبيعي أن تتوج تلك المسيرة الكبيرة بالتكريم".

في بداية عام 1979، حصل الدفراوي على شهادة تقدير من الرئيس أنور السادات.

حصل على شهادة تقدير في العيد الفضي للتلفزيون 1985، ودرع المهرجان المصري العربي 2004، كما تم تكريمه بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، 2005.

كان آخر أعمال النجم محمد الدفراوي دوره في مسلسل "سنوات الحب والملح" والذي عرض في عام 2010.

عانى الدفراوي من أمراض الكبد وتدهورت حالته الصحية في أيامه الأخيرة، وأودع لدى معهد ناصر أكثر من مرة، وحرص عدد من زملائه على زيارته للتخفيف عنه من بينهم كريمة مختار، سوسن بدر، أشرف زكي، نهال عنبر.

في أواخر أيامه، رقد النجم، محمد الدفراوي، فترة طويلة بمعهد ناصر، يتلقى العلاج بعد أن داهمته آلام الكبد، وخضع لعدة عمليات جراحية، ثم تدهورت حالته الصحية فى الفترة الأخيرة من حياته، وأصيب بكسر مضاعف فى الفخذ بعد سقوطه من على سلالم المسرح، أثناء الاحتفال بذكرى تأميم قناة السويس.

كان أكثر ما يؤلم الدفراوي، وفقا لشهادة زوجته، عدم قدرته على أداء الصلاة بصورتها الطبيعية، حيث كان يؤدي الفروض وهو راقد على الفراش ما كان يجعله يبكي خجلا من الله.

أوضحت زوجته أيضًا أنه رفض تماما زيارات الفنانين له في منزله، خلال الفترة الأخيرة، حتى لا يراه من أحبوه وهو في حالته المتأخرة.

في يناير 2011، توفى النجم محمد الدفراوي بعد معاناة طويلة مع المرض، لم يتحملها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الخارجية تخصص فرق عمل فى السعودية للبحث عن الحجاج المصريين المفقودين