تحت رعاية السفير المصري بالكويت ياسر عاطف عقد المكتب الثقافي المصري بالكويت محاضرة عامة بعنوان "أخطاء التفكير في الحياة اليومية" ألقاها الدكتور محمد السيد أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بجامعة الكويت وجامعة المنيا وبحضور عدد كبير من الجمهور وطلاب وطالبات الجامعة.
وقد رحب الملحق الثقافي المصري بالكويت الدكتور نبيل بهجت بالحضور في بداية الندوة ونقل تحيات السفير ياسر عاطف، لافتا الى أهمية الموضوع الذي تطرحه الندوة خاصة خلال الفترة الراهنة التي تحتاج إلى مراجعة طرق التفكير ومناهجه.
ثم قام الدكتور مجدي صالح أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة الكويت بتقديم المُحاضر وأشار إلى كتاباته وترجماته المتعددة في مجال التفكير النقدي وفلسفة العلم.
وبين الدكتور محمد السيد خلال محاضرته أوجه الاختلاف بين الإنسان وغيره من الكائنات والمتمثلة في اللغو والتفكير والوعي، ثم أشار إلى أهمية التفكير باعتباره السمة الأساسية المميزة للإنسان.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الأهمية فإن هناك العديد من الأخطاء التي نقع فيها أو نرتكبها عن قصد في حياتنا اليومية وهو ما يتطلب منا تدريس طرائق التفكير في كل المراحل الدراسية الجامعية وما قبل الجامعية، وقام بتعريف المغالطة بأنها المغالطة نمط من الحجج يبدو صحيحاً وهو ليس كذلك لوجود خلل في تركيب وبنية الحجة.
وأوضح السيد ان المغالطات تنقسم إلى نوعين: مغالطات صورية ومغالطات لا صورية حيث تتعلق المغالطات الصورية بخلل في صورة الحجة، تحدث الدكتور محمد السيد بعد ذلك عن مجموعة من المغالطات المنطقية الشائعة مع ضرب أمثلة توضيحية تبين كيفية ارتكاب تلك المغالطات.
ومن بين المغالطات التي تحدث عنها السيد مغالطة الشخصنة (التجريح الشخصي) ويقصد بها مهاجمة الشخص الذي نناقشه أو الذي يقدم لنا حجة معينة عوضاً عن تحليل رأيه أو مناقشة حجته.
أيضا تحدث عن مغالطة الاحتكام إلى السلطة، ويقصد بها محاولة تبرير نتيجة الحجة بالاعتماد على قوة نفوذ وتأثير أشخاص معينيين في مجالات متباينة أصبحوا يمثلون لنا سلطات معينة؛ اقتصادية أو سياسية أو دينية أو رياضية أو فنية أو غير ذلك.
وتحدث الدكتور عبد الله الجسمي رئيس قسم الفلسفة بجامعة الكويت فأشار إلى أن التفكير المنطقي ليس حكرا على المتعلمين وأن الأجيال السابقة كانت تفكر بطريقة عقلانية ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتفكير النقدي العقلان.
وتحدث الدكتور محمد الوهيب أستاذ الفلسفة بجامعة الكويت فأشار إلى عدم وجود تصنيف موحد للمغالطات وإلى ضرورة الاهتمام بتوحيد المصطلحات المترجمة، ثم أجاب المحاضر على أسئلة الحضور.
وأشار إلى ضرورة الاستمرار في توعية الجيل الجديد بأهمية المنهج العلمي في دراسة المشكلات العلمية والحياتية وضرورة اتمام أولياء الأمور بتوعية وتعويد الأبناء على التفكير العقلاني وتشجيعهم على النقد البناء القائم على الشواهد والأدلة.