أطلقت مؤسسة القلب الكبير، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حملة إغاثية بعنوان "قلوب دافئة" لجمع تبرعات عاجلة لدعم ومناصرة أكثر من 2500 عائلة نازحة من المدينتي، وذلك تنفيذًا لتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للتضامن مع العائلات السورية والعراقية النازحة نتيجة الأحداث والنزاعات الأخيرة التي تشهدها مدينتي حلب والموصل.
ومن المقرر أن تعمل الحملة على توفير مستلزمات التدفئة اللازمة للحماية من موجات البرد الشديدة التي تتعرض لها المدن المستضيفة للنازحين، والتي ليست بأفضل حال من كثير من المدن الأصلية للنازحين، ولا يتوفر فيها ما يكفي من مساكن ومستلزمات أساسية لوقاية النازحين الجدد من البرد فقط.
وتُنظم حملة "قلوب دافئة" خلال شهر يناير 2017 انطلاقًا من رؤية مؤسسة القلب الكبير الهادفة إلى مساعدة ومناصرة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، وإيمانًا منها بضرورة تحفيز المشاركة المجتمعية لرفع المعاناة عن اللاجئين والمحرومين، ومنحهم مقومات الحياة الكريمة والآمنة إلى حين انتهاء الأزمة في بلدانهم، وعودتهم إلى ديارهم.
وستوفر الحملة للراغبين في مد يد العون والمساهمة في هذا العمل الإنساني صناديقًا لجمع التبرعات النقدية في عدد من المحلات التجارية في مركز صحارى، ومطار الشارقة الدولي، والعديد من المتاحف التابعة لإدارة متاحف الشارقة، وقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ومتاجر منطقة القراين، وبيبرفيغ للحلويات، وفروع جمعيات الشارقة التعاونية في المناطق الوسطى من إمارة الشارقة، وسيتي سنتر عجمان، ومركز جراند سنترال في عجمان، حيث يمكن للأفراد الراغبين بالتبرع للحملة التوجه إلى هذه المواقع لتقديم تبرعاتهم، أو التبرع عبر الرسائل النصية القصيرة دو، من خلال الأرقام التالية: 10 دراهم 9965، 50 دهم 9967، 100 درهم 9968. كما يمكن التبرع عن طريق التحويل المصرفي المباشر من خلال إرسال تبرعاتهم إلى الحساب المصرفي لمؤسسة القلب الكبير في الفرع الرئيسي لمصرف الشارقة الإسلامي، رقم الحساب: 0011430430012، ورقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN): AE260410000011430430012
وقالت مريم الحمادي، مديرة حملة "سلام يا صغار" التابعة لمؤسسة القلب الكبير: "ما يشهده النازحين من سكان مدينتي حلب والموصل، نتيجة الأزمة الكبيرة التي تتعرض لها مناطقهم، هي بمثابة كوارث إنسانية، حيث أجبرت هذه الظروف القاهرة الكثير من العائلات بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن على الخروج من ديارهم والمبيت في المخيمات والمدارس، وأحيانًا كثيرة في العراء بلا أي مواد تقيهم البرد القارص خلال فصل الشتاء والذي تصل درجات الحرارة فيه أحيانًاإلى 10 درجات مئوية تحت الصفر".
وأضافت الحمادي "استطعنا في مؤسسة القلب الكبير على مدار الأعوام الماضية بفضل الدعم المجتمعي الإماراتي الكبير أن نمد يد الخير لمئات الآلاف من المحتاجين حول العالم، ونسعى اليوم من خلال حملة "قلوب دافئة"، وتزامنًا مع عام الخير الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، إلى حشد الدعم المجتمعي من مواطني دولة الإمارات وكافة المقيمين على أرضها للوقوف قولًا وفعلًا إلى جانب أشقاءهم في الإنسانية والعروبة وتقديم المساعدات المادية مهما صغرت أو كبرت قيمتها لتوفير المقومات الأساسية لأكثر من 16 ألف نازح ضمن 2500 عائلة في حلب والموصل هم بأمس الحاجة إلى مواد ومستلزمات التدفئة في فصل الشتاء القارص".
ودعت مريم الحمادي جميع فئات المجتمع الإماراتي للمساهمة في رفع معاناة البرد وقسوته عن الأطفال وكبار السن، من خلال تبرعاتهم التي ستسهم بشكل فاعل في التخفيف من تداعيات أزمة تضرب بآلاف النازحين والمهاجرين، حيث سيتم توظيف هذه التبرعات بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتحسين الظروف المعيشية لأكثر من 2500 أسرة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 16 ألف شخص.
وتشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد النازحين داخل الأراضي السورية بلغ 6.5 مليون شخص، منهم 2.8 مليون طفل، وهو أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم أجمع. فمنذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011 وحتى الآن تشردت آلاف الأسر، وذلك بمعدل 50 عائلة في كل ساعة، ما يقارب عائلة واحدة كل دقيقة، وهي وتيرة النزوح الأعلى والأقسى عالميًا، وفي العام 2016 وحده بلغ عدد النازحين أكثر من 1.2 مليون شخص نزح أغلبهم للمرة الثانية أو الثالثة على التوالي.
بينما سجلت العراق ثالث أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، إذ بلغ عدد النازحين فيه 3.4 مليون شخص، نصفهم من النساء، وبلغت نسبة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًاحوالي 51% من إجمالي عدد النازحين هناك، وفي الأشهر القليلة الماضية نزح أكثر من 213 ألف شخص من منازلهم في أنحاء متفرقة من العراق.
يذكر أن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، كانت قد أطلقت مؤسسة القلب الكبير رسميًا في يونيو 2015 تزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين، بعد إصدار سموها قرارًا قضى بتحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة إنسانية عالمية، بهدف مضاعفة جهود تقديم العون والمساعدة للاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، ما أضاف الكثير إلى رصيد دولة الإمارات الحافل بالعطاءات والمبادرات الإنسانية، وعزز من سمعتها إقليميًا وعالميًا.