عادةً ما تُسلط أضواء الإعلام وتنفتح الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لرئيس الدولة، إلا أن خلف الرئيس تقف امرأة قد تكون أقل شهرة، ولكن ذات تأثير على "الرئيس"، وتتفاوت الأدوار التي تقوم بها زوجات الرؤساء في العمل العام من زوجة لأخرى.
وتشهد الأنظمة المتعاقبة على مصر، اختلاف علاقات زوجات الرؤساء بالعمل العام، فمنهن من تظهر دائما في المحافل الرسمية بجانب الرئيس، ولها دور فاعل سياسيا واجتماعيا، ومنهن من لا تكاد تظهر في وسائل الإعلام، وقد لا يعرف العامة معلومات عنها وليس لها أدوار ظاهرة في العمل العام.
وترصد "أهل مصر"، أبرز اسهامات زوجات الرؤساء على مدار التاريخ، ومنهم:
"تحية كاظم"
كانت السيدة تحية كاظم، زوجة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من الشخصيات النسائية القليلة التي حازت إعجاب المصريين طوال حياتها وحتى بعد وفاتها، وظلت بعيدة عن الأضواء، ولم يغرها بريق الاهتمام بزعيم في حجم عبدالناصر، ولم تحضر حفلة رسمية، أو تقابل زائرا من زوار زوجها.
وحينما كانت تذهب لشراء حاجاتها لم يكن أي شخص يعرفها، وعندما كان زوجها يحتفل بالملوك والرؤساء الأجانب لم تكن تحضر، وقد شاركت في ذلك مرتين فقط طوال حياتها.
"جيهان السادات"
كانت جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أول سيدة أولى في مصر، فقبلها لم تعرف مصر هذا اللقب، لأنه يقتصر على كونه لقب تحمله قرينة الرئيس بقدر ما يتطلب من صاحبته مسئوليات ويمنحها امتيازات.
عملت كمُحاضرة جامعية في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في الجامعة الأميركية، ومُحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، كما كان لها العديد من المبادرات الاجتماعية والمشاريع الإنمائية، فقد أسست جمعية الوفاء والأمل، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في ذلك الوقت.
وهي أول سيدة أولى في تاريخ مصر تخرج إلى دائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين صفوف الشعب المصري، وكان لها أدوار هامة في مشروعات لم تقم إلا على يديها، على رأسها مشروع تنظيم الأسرة، ودعم الدور السياسي للمرأة، بالإضافة إلى تعديل بعض قوانين الأحوال الشخصية الذي لا يزال يُعرف حتى الآن بـ"قانون جيهان".
ألفت كتاب «سيدة من مصر» ويحتوي علي مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات، وكذلك كتاب «أملي في السلام» نشر في عام 2009 وهو يمثل تحليل ورؤي سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلي سلام منشود وحقيقي.
"سوزان مبارك"
سارت سوزان مبارك على طريق جيهان السادات، وزاحمتها على لقب "سيدة مصر الأولى"، حيث كان لـ"سوزان مبارك" زوجة الرئيس الأسبق "حسني مبارك"، أعمال متعددة، حيث تفرغت للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية.
وترأست "سوزان" المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة، وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التي تأسست عام 1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس، كما ترأست جمعية الهلال الأحمر المصري.
ودشنت مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993، وهو مشروع بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد، يبدأ مهرجان القراءة للجميع في فصل الصيف من كل عام، وقد حقق المشروع نجاحا.
"نجلاء محمد"لم يكن لـ"نجلاء محمد" زوجة الرئيس السابق محمد مرسي، دور ملحوظ على ساحة العمل العام، إلا أن أعمالها اقتصرت على دعم مرسي وجماعة الإخوان بعد عزله من منصبه.
"انتصار السيسي"
أطلق البعض على "انتصار السيسي" زوجة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحالي، لقب "سيدة مصر الأولى"، نظرا لظهورها في عدد من المناسبات، ومساندتها للرئيس في العمل العام.
فكانت أبرز إسهاماتها منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، هي التبرع لـ"تحيا مصر"، وكذلك زيارة مدينة الأقصر لدعم السياحة، إلى جانب حضورها حفل افتتاح قناة السويس.
كما كان لـ"انتصار السيسي" عدد من الإسهامات، ومنها زيارة قناة السويس الجديدة، وزيارة ضحية تحرش التحرير، ومؤخرا زيارة الفنانة نادية لطفي في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي للاطمئنان على حالتها الصحية، ونقلت تحيات وتمنيات الرئيس السيسي للفنانة الكبيرة بالشفاء.