يتفاخر جهاز الاستخبارات اليهودي "الموساد" بانه يعتمد على النساء وتجنيدهن في العمل المخابراتي، ويبدو أنه يريد تعزيز صفوفه بمزيد من السيدات، فأعلن الجهاز المخابراتي عن حاجته لتوظيف مزيد من النساء في الموساد في إعلان صريح تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعد المرأة اليهودية من أهم أركان الموساد وتعمل في سلاح (الجاسوسية)، وهو السلاح الرابع بعد سلاح الطيران والبحرية والآلة العسكرية البرية، ويقتنع الكيان الصهيوني أن التجسس يجب أن يكون منبعثا من الشعور بالواجب وعلى قاعدة التطوع بالخدمة في سبيل الدولة، ليتقدم آلاف النساء في إسرائيل بطلبات للعمل مع جهاز الموساد كل عام.وسائل الإعلام الإسرائيلية المقروءة والمرئية، وصفت دور الجاسوسات الإسرائيليات بأنهن يلعبن دورًا بطوليًا واستطعن أن يخدمن إسرائيل وهو ما جعل العديد من النساء يتقدمن بطلب الالتحاق بالموساد الإسرائيلي، خصوصا اللواتي يجدن الحديث بالعربية بطلاقة.
الحكومة الإسرائيلية تكافئ في السنوات الأخيرة وفي سابقة فريدة من نوعها بتعيين (عيلزا ماجين) في منصب نائب رئيس الموساد، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ إنشاء هذا الجهاز، ومنذ توليها ذلك المنصب أطلقت (ماجين) العديد من التصريحات الاستفزازية تجاه العرب ومما قالته: "إن الموساد يستخدم النساء لإغراء الرجال العرب" إذ لا يمانع المتدينون اليهود من السماح للمجندات بعملية الإغراء من أجل إسقاط الأعداء، بل يعتبرونه نوعا من الشجاعة المقدسة.
أحد أغرب الطرق التي يتبعها الموساد في التجسس "العري" حيث تعتمد طريقة عملهن لإسقاط العملاء من خلال تصويرهم في أوضاع فاضحة مع العاهرات الصهاينة، ثم تهديدهم بتلك الصور إذا رفضوا تنفيذ الأوامر، والمثير في الأمر أن حاخامات صهيون المتشددين يعتبرون أن الرذيلة نوع من خدمة الوطن.
وسيلة أخرى يتبعها الموساد، وهي نشر مرض الإيدز بين شباب المسلمين – فهناك أكثر من ألف فتاة يهودية مصابة بفيروس الإيدز تم قذفهن في مصر، تحت إشراف الموساد الإسرائيلي، بعد إقناعهن بأنهن يقمن بعمل «قومي نبيل» ـ يهوديًا ـ يتساوى في أهميته مع خوض معركة عسكرية كبرى مع العرب، وأنها مهمة مقدسة، وضرورة لا بد منها لسحق العرب نهائياً في أية معركة قادمة. النساء يُشكلن 40% من جهاز الموساد، بينما تشغل نسبة 24% منهن مناصب عالية وشديدة الحساسيّة. وخلال الأسبوع الماضي، كرّم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع مسؤول الموساد يوسي كوهين والرئيس رؤوفين ريفلين 12 عميلاً في الموساد، نصفهم من النساء.وفي عودة للعام 2012، يُثني مسؤول الموساد السابق تامير بردو، في أحد تعليقاته النادرة، على دور النساء بصفتهن أفضل من الرجال كعملاء سريين. ويقول "لديهن ميزة مهمة في الحروب السرية بسبب قدرتهن على العمل على مهام عدة في الوقت نفسه"، مضيفاً "يُتقنّ تحجيم الأنا لتحقيق أهدافهن". ثم يعترض على النظرة النمطيّة للمرأة ويعتبرها أقدر على قراءة الوضع المحيط بها و"عندما تعرف في أمر ما، تكون جيّدة جداً".
وأشهر قصص الموساد الإسرائيلي، كانت مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مع اليهودية المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وقصة عميلتين للموساد من قتل المغربي أحمد بوشيكي لاعتقادهم أنه المسؤول الفلسطيني علي حسن سلامة، وقد اعتقلتهما الشرطة النرويجية المحلية في بلدة ليل هامر بالنرويج.
'اريكا تشيمبرس' العميلة في الموساد من مواليد عام 1948 ومهاجرة بريطانية إلى إسرائيل، نجحت في تنفيذ العملية، فقد انتحلت شخصية خبيرة اجتماعية تشارك في شؤون الإغاثة الإنسانية، وعملت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، استطاعت 'اريكا' في النهاية، اغتيال 'علي حسن سلامة' الذي كان الإسرائيليون يلقبونه بـ "الأمير الأحمر" وكانت تلك هي المهمة الأولى والأخيرة للعميلة 'اريكا' في الموساد.
وفي عام 1998 تم ضبط خلية للموساد في سويسرا عندما حاول أفرادها إدخال أجهزة تنصت إلى منزل أحد كوادر 'حزب الله' اللبناني، وخلال التحقيق مع أفراد الخلية، ترددت أقوال بأنهم دخلوا إلى الطابق الأرضي للمنزل لممارسة علاقات جنسية.
في الفترة نفسها من العام 2012، خرجت خمسة نساء من الموساد ليروين تجربتهن مع عالم الجاسوسيّة في محاولة لأنسنة هذا الأخير، من وجهة نظر نسائيّة. تحدثن عن استخدام قدراتهن النسائية "لخدمة الأمة”.
يطرح مقال لماسينا زيغلر في "فوربز"، حمل عنوان "لماذا النساء هن الأفضل في الموساد والسي آي إيه؟"، مجموعة من الأسباب التي تعطي الأفضلية للمرأة، معلّلة أن الجاسوسية في جيناتها، فـ"المرأة تولد جاسوسة". يمكنها بسهولة أن تبرّر لماذا تريد أن تلتقي برجل في قبو مهجور أو على جسر معتم، كما يمكنها أن تبتكر بشكل عاجل أسباب تبرّر تصرفات لديها تبدو غير مألوفة. قد لا يتمتعن جميعاً بقدرات جسدية خارقة، لكنهن يمتلكن حدساً قوياً إن كان الخطر محيط بهن، كما يستطعن الحصول على أصدقاء سريعاً، وقراءة خلفيات الناس أسرع.
يحفظ تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل أسماء عديدة لجاسوسات جنّدهن الموساد، بينهن إسرائيليات وعربيّات، لعقود طويلة، منذ النكبة ثم النكسة وما تلاها، تباهى الإسرائيليون بما حققته نساؤهن في ضرب قيادات المقاومة، وبتحقيق مصالح "الدولة العبرية" بينما انشغل العرب بـ"الليالي الحمراء".
تُعرف "تسيبي ليفني" بأنها من أشهر عميلات الموساد، وقيل عنها ومسؤولين فلسطينيين بتهمة التورط معها جنسياً.أما المصرية "هبة سليم" فنجح الموساد بتجنيدها في فرنسا بعد النكسة، وعادت إلى مصر لتوقع بالضابط محمود الفقي الذي تزوجها، ثم نجحت باستقاء العديد من المعلومات الحساسة منه عن خطط الجيش الدفاعية وعما كان يُعرف بحائط الصواريخ.بعد ذلك قبضت عليها المخابرات المصرية في السبعينات وجرى إعدامها، تمّ تجسيد قصتها في فيلم "الصعود إلى الهاوية" للكاتب صالح مرسي مع مديحة كامل ومحمود ياسين