تجمع مئات الإسرائيليين أمس تلبية لنداء وجهه جندي احتياط من أجل إظهار وحدتهم، إثر إدانة محكمة عسكرية إسرائيلية الأربعاء جنديا إسرائيليا بتهمة القتل بعد إجهازه على مهاجم فلسطيني جريح.
ووفقا للإذاعة الإسرائيلية العامة، تجمع نحو 1500 شخص في ساحة رابين في تل أبيب تلبية لنداء ضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي زيف شيلون الذي أصيب بجروح خطرة عام 2012 جراء انفجار قنبلة خلال تسيير دورية على طول الحدود مع قطاع غزة.
وكتب شيلون على فيسبوك قبل التجمع "الليلة، نحن معا، (أكنا) يمينيين، وسطيين أو يساريين".
وعبر شيلون عن قلق عميق إزاء موجة التحريض التي انتشرت في أعقاب قيام محكمة عسكرية الأربعاء في تل أبيب بإدانة الجندي ايلور عزريا بتهمة الاجهاز على الفلسطيني عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس في 24 مارس الماضي بينما كان ممددا على الارض ولم يكن يبدو أنه يشكل خطرا ظاهرا لأنه كان مصابا بجروح خطرة إثر تنفيذه هجوما بالسكين على جنود إسرائيليين.
وبعد يوم على إدانة الجندي الإسرائيلي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شخصين بتهمة التحريض على العنف، إثر نشر رسائل كراهية عبر شبكات التواصل وتوجيه تهديدات للقضاة العسكريين الثلاثة الذين أكدوا أن الجندي الإسرائيلي مذنب بتهمة القتل.
وقام الجيش الاسرائيلي بتعيين حراس شخصيين لحماية القضاة الثلاثة، الكولونيل مايا هيلر واللفتانت كولونيل يارون سيتبون واللفتانت كولونيل كرمل وهبي، ضد هجمات محتملة قد يشنها مؤيدو الجندي بحسب ما أوردت وسائل الاعلام اسرائيلية التي أشارت كذلك إلى أن الجيش عزز حماية المدعي العام العسكري نداف وايزمان.
ويثير الحكم في قضية عزريا انقسامات عميقة داخل الرأي العام، بين الذين يدعون الى التزام الجيش بشكل صارم بالمعايير الأخلاقية، والذين يشددون على وجوب مساندة الجنود في وجه الهجمات الفلسطينية.
وكتب شيلون الخميس "أشعر بأن شعبنا منقسم، مجروح، ميال إلى الثأر، مصاب بخيبة أمل ويائس".
وأضاف "أنا الذي لم أذرف دموعا خلال أوقات صعبة لا أتمناها لأحد، لم أستطع حبس دموعي".
وتابع شيلون "بكيت اليدين اللتين تركتهما في غزة وتساءلت ربما للمرة الأولى هل كان من المجدي القتال من أجل شعب يكره بعضه؟".
وكان الانقسام في ملف الجندي واضحا بين هيئة الاركان التي تطرح نفسها الضامن للمثل العليا العسكرية ومارست ضغوطا لكي يخضع للمحاكمة، وجزء كبير من اليمين وشخصيات سياسية بارزة.
وتعرض رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال جادي ايزنكوت الذي ايد محاكمة عزريا للتهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا البعض الى "الحاقه برابين" رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق الذي اغتاله متطرف يهودي عام 1995 بعد توقيع اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين.
بالمقابل أيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو منح عزريا العفو لكن مكتب الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين اكد ان الحديث عن عفو سابق لاوانه، مضيفا ان عزريا وحده او محاميه او احد افراد عائلته المقربة، مخول طلب العفو بعد انتهاء المحاكمة.