الأعدقاء، لا هم أصدقاء خالصين، ولا هم أعداء كاملين، هم خليط من هؤلاء وهؤلاء، المصطلح أول من استخدمه، وربما من صكه -على حد علمي- ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، في وصفه لحال العرب، وبغض النظر عن الاختلاف مع كثير من مواقف الملك الراحل، وأن بعضها كان تجسيدا للمصطلح ، فقد أصاب الرجل إصابة بليغة.
بطبيعة الأمور، لا أحد يتمنى لاحد أن يكون أفضل منه، سوى الأب في أمله لأبنه، الانسان الوحيد الذي يتمنى لك ان تكون أفضل منه هو الأب، وما عدا ذلك، فلا، غلا من رحم ربي.
وفي حقيقة أخرى أن الأقارب أو الاشباه أو المنتمين لأصل واحد، في الغالب تنقلب التنافسية بينهم لحسد مذموم، وحقد أسود، ولكن تبقى العلاقة متداخلة ومعقدة ومركبة.
الإخوة الأعداء، أو الأشقاء العرب، كحال كثير من الإخوة، يريد كل منهما الآخر إلى جواره، سندا وعضدا له، ولكنه لا يريد أن يكون أقوى أو أفضل منه.
عداء لا يصل لمنتهاه، فيقطع الطريق عليه المصلحة، وصداقة لا تتم، ويقطع الطريق عليها التنافس وغيرة الأخوة، وذلك كله يحكمه العواطف ،التي تتميز البلدان المتخلفة بأنها تخضع لها في كثير من الأشياء.
المجتمعات المتقدمة فقط، هي من تنحي العواطف جانبا وتبحث عن مصالحها، وتستخدم كل شيء مادي ومعنوي لتحقيق المصلحة، حتى ولو كانت الأخوة وسيلة تستخدم من قبل العقل لتحقيق المصالح.