في شارع الوحدة بمنطقة العمرانية، يقطن لواء سابق بوزارة الداخلية، وفي مساء أحد الأيام، قرر أن ينهي حياة زوجته، ولم يدرك ما فعل إلا حينما نظر حوله فوجد زوجته غارقة في دمائها، وأولاده يصرخون بعد رؤيتهم مشهدا لم يستطع أحدا منهم أن ينساه، وهو إطلاق والدهم طلقة نارية على والدتهم أصابتها بالرأس واسقطتها جثة هامدة على الأرض، لتنتهي حياتها.
البداية عندما تلقي اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطار من الرائد محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية، يفيد بمصرع شرين على البالغة من العمر 49 عامًا، بطلقة نارية بالرأس على يد زوجها اللواء إيهاب رشدي نائب مدير أمن القاهرة السابق، وذلك بسبب خلافات بينهما، وتحرر محضر بالواقعة بإخطار اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، وبإحالته للنيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، وإحالة القضية للجنايات.
التقى "موقع أهل مصر " مع اللواء إيهاب رشدي، نائب مدير أمن القاهرة السابق، ليروى تفاصيل حياته مع زوجته، وأسباب قتله لها قائلا: تعرفت على زوجتي شيرين عام 1993 عن طريق أصدقاء ومعارف لنا، لتنشأ بيننا قصة حب وتزوجنا بعدها بعام، وكنت حينها برتبة رائد، وبعد زواجنا بعام كانت زوجتي حامل في ابننا الكبير عبدالله، في المرحلة الجامعية حاليا، وحينها عرفت أن زوجتي تعاني من مرض الصرع، وهذا مالم أكن أعرفه قبل ذلك".
وتابع: "بعد إنجابها لعبد الله بخمس سنوات، أنجبت ابننا الثاني، حسن، وهو في المرحلة الثانوية حاليا، وبعدها بأربعة سنوات أنجبت نور الدين في المرحلة الإعدادية، لتنجب بعدها أخر طفله وهي هاجر البالغة من العمر 8 سنوات".
وأضاف: "كنا نعيش كأي زوجين، في سعادة، إلا أن بدأت تظهر على زوجتي تصرفات وأفعال عدائية، تجاهي وتجاه أولادنا، وكثرت المشاكل الأسرية بينا، وأصبح المنزل غير نظيف دائمًا، ولا يوجد رعاية ولا طعام ولا مسئولية تجاه الأولاد، وتريد أن تجلس بمفردها، وكل هذه الأسباب دفعتني للسعي لتسوية معاشي بوزارة الداخلية، وكل هذه الحالات الغريبة ظهرت بعد هجر ومقاطعة شقيقها ووالدتها لها، وسفرهم لأمريكا لأكثر من 12 عاما، واقامتهما عدة دعاوى قضائية ضدها، وذلك لرغبتهما في تنازل زوجتي عن ميراثها لشقيقها".
وتابع: "دائمًا كنا نتشاجر كأي زوجين وأحيانا بعد تشاجرنا كنت أذهب لمنزل والدتي للحد من المشاكل والخلافات بيننا، وذات يوم خرجت زوجتي من المنزل وعادت آخر اليوم دون أن تخبر أحد بمكان تواجدها، وعندما أحضرت لها خادمة لمراعة المنزل والأولاد، كانت تتشاجر معها وتطردها، وذات مرة جاءت حالة صرع وهي تأكل، وأُصيبت باختناق، وكانت ستموت، وأنقذتها وأخرجت الطعام من فمها".
وأضاف: "في الصيف الماضي كنا بالغردقة ومعنا الأولاد، وأثناء تواجدها بالحمام أصيبت بالصرع، ووقعت على الأرض وكسر ظهرها وضلوعها، كما أصيبت بكدمات برأسها ورقبتها، وحينها كنت قد أجرت عملية قلب مفتوح، فاستعنت بالأولاد بالغرفة المجاورة لنا، وتم إسعافها، وأثناء رجوعنا للقاهرة كانت راجعة على كرسي متحرك لإصابته".
واستطرد: "وفي يوم الحادث المشئوم، كنت متوضئ وذاهب لأداء صلاة الجمعة، بصحبة أولادي، وطلبت من زوجتي أن تدير المحطة التلفزيونية لتشغل قرأن كريم بدلا من المسلسل التلفزيوني، إلا أنها رفضت ونشبت بيننا مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة، تطاولت خلالها عليّ بالألفاظ المسيئة، وضربتني بكرسي وحامل لكني تفاديتهما".
وتابع: "بعدها دخلت المطبخ، وأحضرت سكينا، وعند محاولتي إزالة السكين من يديها، أُصيب وجهها بجرح، وطعنتني ثلاث طعنات، بالصدر من الناحية اليسري، وفي هذه الساعة لم أستطع امتلاك أعصابي كما يحدث كل مرة، فكنت دائما أحمل السلاح الخاص بي، فأخرجته وأصابتها طلقة بالرأس لتسقط بعدها على الأرض جثة هامدة، لتنتهي حياتها في نفس اليوم الذي انتهت فيه حياة والدها منذ ستة أعوام، بعد وفاته داخل الفيلا الخاصة به إثر مرضه بالقلب، ومن يوم الحادث لم يدخل أحد من أبنائي الشقة بعد رؤيتهم المشهد المأساوي بين والديهما، كما أن حالتهم النفسية سيئة ولا يستطع أحد منهم زيارتي".