التطبيقات التي يمكنك تحميلها عبر الإنترنت مجانيا هي مجال الشراء الذي يجتمع على حبه الكبار والصغار، السيدات والرجال والاطفال، ومتصفح أسواق التطبيقات المجانية يود لو تم تحديثها كل يوم لمزيد من التسلية والاستفادة والمتعة، ولكن هل فكرت أن يتسبب أي من هذه التطبيقات في كارثة حقيقية قد تؤدي لخطف ابن من أبنائك، لم ولن يخطر ببالك هذا الأمر إلا بعد قراءة التحقيق التالي.
أثبتت دراسات أمريكية أن التسوق عبر الهاتف المحمول من أكثر أنواع التسوق جذبا لكل الأعمار ولكن هناك تطبيقات تتجسس عليك وهذه التطبيقات تكمن في الألعاب الخاصة بالأطفال التي لا يراقبها الكبار إلا في حدود بسيطة، والدراسة تؤكد خطورة الألعاب التي لا تخضع لرقابة الأهل بصورة كاملة وهي تلك الألعاب التي تمثل 85% من مجمل التطبيقات التي يفضلها الأطفال من عمر 3 سنوات وحتى الخامسة، ومعظم هذه التطبيقات هي أجهزة تتبع وتسجيل لكل ما يدور حول الهاتف المحمول من مواقف وموضوعات وتخزين في ذاكرة سرية لصور لن تتوقع أن تصبح متاحة على الانترنت بسبب تطبيق سخيف مساحته صغيرة.
وأشارت شركة ستور ميجا الاسترالية الشهيرة بأنها رفضت بالفعل تحميل بعض التطبيقات عبر صفحتها على الهواتف المحمولة بسبب التطبيقات التي لها سمة التجسس مثل برامج اللاين والواتساب في صورته القديمة وفايبر وزيللو، بينما شددت لجنة الحريات التابعة لليونيسيف على الرقابة الواعية للتطبيقات والألعاب التي يحبها أطفالنا عبر الهواتف بسبب ما بها من صفات التتبع والتجسس والتصوير الذاتي.
وفجرت المشكلة لعبة القطة المتكلمة أو أنجيلا المتحدثة، وهي عبارة عن قطة تعيش في منزل من اختيارك تأكل وتشرب وتنام وتردد كلماتك وأحيانا توجه إليك كلمات مثل ما اسمك وما هو عمرك وأين تسكن، هذا التطبيق الذي أشعل ثورة عارمة من رواد البلاي ستور في فرنسا بعد جريمتي خطف أطفال بسبب لعبة القطة انجيلا التي تحادث الأطفال ليخبروها بكل ما يعرفون عن أنفسهم وذويهم وأوقات غياب وحضور الآباء ومنها تم اختطاف طفلين من مقاطعتين مختلفتين بسبب اختراق الويب الخاص باللعبة من قبل تشكيل إجرامي وتم خطف الأطفال وتعرض أحدهما للقتل، وفقدت انجيلا شعبيتها بالمرة في فرنسا وبعض دول أوروبا بينما حذرت السلطات الأمريكية من ألعاب تجسسية على الهواتف الذكية وسبب مساحتها الصغيرة أنها ترسل كل شئ يتم تسجيله لمواقع تخزينية ولا تحتفظ بملايين المعلومات على الأجهزة لتظل الأفضل مساحة بين أقرانها.
وحذر جهاز حماية المستهلك بعد اجتماع مع خبراء من شركتي جوجل وآبل في بداية العام الماضي من استغلال الخصوصية لأصحاب الهواتف الذكية بما يتعارض مع العادات والتقاليد المصرية والعربية والإسلامية.
بينما قال المهندس أحمد فوزي خبير التقنية إن الأطفال يدفعون أموال عبر الانترنت ولا يدرون ذلك ولا عائلاتهم أيضا لأن هناك ألعاب لا تستلزم أكثر من كلمة نعم لتسحب من رصيدك دون ان تدري وهناك أشخاص قاموا بتسجيل أرقامهم السرية على الهواتف وهو خطر أيضا، هناك أيضا طرق متعددة للدفع عبر الإنترنت لا تحتاج هذه الوسائل بطاقة إثبات هوية للحصول عليها مثل كروت كاش يو، وهو موقع عالمي يرشدك إلى الأماكن التي تمكنك من فتح حساب في بلدك، وبمجرد أن تفتح الحساب يحسب بالدولار ويمكنك من خلاله شراء أي شيء على الإنترنت وكأنه كارت فيزا، وهو لا يشترط أن يتعامل مع البالغين.
وأضاف أن هناك أيضا ما يسمى جيم كارد التي تشبه كروت الهواتف ولكنها مخصصة للألعاب وبفئات مالية مختلفة، وتبدأ أسعارها من 50 جنيه، هنا لا يتم استبدال الأموال بأي شيء مجرد أدوات افتراضية يخيل للشخص أنه قام بشرائها بينما هي في الحقيقة مجرد رموز وألوان، وهناك دول قامت بالفعل بالوقوف أمام هذه الألعاب مثل الإمارات والكويت حيث تم وضع قيود كبيرة على هذه الألعاب.
واستنكر الاتحاد الأوروبي طريقة عمل تلك الشركات بعد ظهور عبارة اقتل والديك على أحد التطبيقات بسبب لعبة تدعى "كلاش أوف كلانس" للوصول للمستوى الخامس بها مما جعل الطفل في حالة ذعر وبالتالي أبلغت الأسرة السلطات، ووفقا لبيانات تم جمعها من قبل شركة الأمن والحماية من البرمجيات الخبيثة فقد ارتفعت التهديدات الأمنية التي تستهدف نظام الأندرويد إلى 97٪.
لا عجب إذن من كون نظام الأندرويد هو المفضل لدى المخترقين ومخترعي الفيروسات لأنه هو النظام الأول في عالم الهاتف الذكي وتزداد شعبيته عاما بعد عام.