يبدو أن تنظيم داعش، بدأ في تنفيذ تهديداته بنشر مقاتليه في الخليج، لتكون المملكة العربية السعودية، اولى محطات الغعلان عن ولايات وخلايا تابعة للتنظيم في الخليج.
وأعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، عن مقتل اثنين وجرح رجل أمن خلال اشتباكات مع خلية تابعة لتنظيم (داعش) في حي يقع شمال العاصمة الرياض، وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، قال إن "الجهات الأمنية تمكنت من رصد تواجد المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري (سعودي) لدوره الخطير في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية مختبئاً في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض ومعه شخص آخر يدعى طلال بن سمران الصاعدي (سعودي)"، مضيفًا أن المطلوبين اتخذا من ذلك المنزل "وكرًا إرهابيًا" لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة"، بحسب البيان.
وكان تنظيم داعش، اعلن عن اقتراب الاعلان عن 10 ولايات تابعة له في دول الخليج، فربما وجود قاعدة واحدة له في كل دولة لا يرضى طموحه، وجاء إعلان التنظيم الإرهابي مستغلًا الحالة التي أصبحت عليها الشعوب العربية والخليجية، خاصة بعد الموقف من حلب وسوريا عمومًا.
إعلان داعش عن الولايات الجديدة في الخليج، لم يستثن أي دولة في الخليج، خاصة السعودية والإمارات والكويت، كما أن الدولة الوحيدة التي قد تكون بعيدة عن الولايات التابعة للتنظيم هو سلطنة عمان.
وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، قال إن "عدد السعوديين الذين تتوفر الأدلة على وجودهم حاليا في مناطق تشهد صراعات يبلغ 2093 عنصرا، وهم منضوون تحت التنظيمات الإرهابية الموجودة في مناطق الصراعات المختلفة"، مضيفًا أن 1540 من هؤلاء يتواجدون حاليا في سوريا، التي تدفق عليها المسلحون منذ سيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعة منها في منتصف 2014".
وأشار التركي، إلى أن عدد السعوديين المنتمين إلى تنظيمات إرهابية في اليمن يبلغ 147 عنصرا، فيما يوجد 31 سعوديا في أفغانستان وباكستان و5 عناصر إرهابية موجودين في العراق"، مؤكدا عدم توفر معلومات عن أماكن وجود 297 آخرين، وقال التركي: "وهناك 73 سعوديا موقوفين خارج المملكة في تهم ذات صلة بالأعمال الإرهابية"، وربما يعزز ذلك وجود اكثر من ولاية تابعة للتنظيم في السعودية.
ورغم توقعات عدد من المحللين السياسين بصعوبة تنفيذ داعش لتهديداته بإعلان 10 ولايات له في دول الخليج، لكن في حال بدء هذا فعليًا فربما يكون كشف خلية في السعودية مؤخرًا مؤشرًا على بدء التنفيذ فعليًا،وهو ما يستدعي توجه الدول الخليجية للتكاتف لمواجهة هذا التنظيم، فهو جماعات مسلحة يقوم على الإمداد بالمال والسلاح والأفراد، وتجفيف هذه المنابع عنه تعد الوسيلة المثلى للقضاء عليه.
وبحسب ما ذكرته "سبوتنيك" قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور عمر بدر الدين، إن "داعش" سيهرب من الموصل، ومن إدلب، ويحاول أن يفتح طرقاً جديدة وممرات آمنة لمقاتليه، من خلال دخول دول أخرى، صحراوية، وتتناسب ظروفها مع ما يعيشه مقاتلو التنظيم في العراق وسوريا.
ويرى بدر الدين، أن السعودية أصبحت، بداية من العام الجديد، الهدف الجديد لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يبحث حالياً عن مأوى لعناصره الشديدة الخطورة، إذا اضطر للخروج بشكل كامل من الموصل، أي أنه سينقل مقاتليه إلى المملكة قريباً.
وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، أن سلطات الأمن السعودية أثبتت يقظتها بالفعل، بدليل تمكنها من القضاء على سالم الصيعري، الذي كان مطلوبًا لدوره الخطير في تصنيع أحزمة ناسفة، نُفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية، واشتراكه مع المتهم الثاني "الصاعدي"، في تحويل منزله لوكر لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة.