"هو حد عارف بكرة فيه أيه ولا هنعيش لبكرة أصلًا" كان هذا أحد أبرز الردود على مشروع قرار بتوحيد موضوعات خطبة الجمعة في المساجد، واعتمادها لمدة خمس سنوات مقبلة، من أجل تجديد الخطاب الديني.
وزارة الأوقاف، طالبت جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة المعلن، ولم ينته الأمر لكنا حددت زمن الخطبة وجوهرها، ليكون ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، مؤكدة أنها واثقة في سعة أفق الأئمة العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إن قرار تحديد موضوعات الخطبة لمدة خمس سنوات قادمة غير منطقي ولا يناسب تطورات الاحداث والتغيرات التي تحدث في المجتمع، كما أن تجديد الخطاب الديني لا يعني فقط الخطبة، لكن هناك أمور أخرى في حياة المواطنين المصريين تحتاج إلى معرفة رأي الدين فيها، وهو باب يدعو للتفكير حول الاجتهاد في قضاياهم الأولى بالاهتمام.
وأضاف الشحات، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن وزارة الأوقاف كان يلزمها قبل تحديد الموضوعات، إجراء مسح شامل لمحافظات الجمهورية، وكانت ستعرف ان هناك اختلاف في البيئات المصرية بالمحافظات، وأن ما يثل أهمية في الصعيد والقرى الصغيرة، يختلف عما يناسب أهل الحضر، وكذلك فإن الحديث مع أهل البدو في سيناءعن الإرهاب والجهاد، يختلف في موضوعاته عن الحديث مع أهل الزراعة وأهمية الحفاظ على الأراضي الزراعية.
وكانت اللجنة التنفيذية الخاصة بإعداد خطة خطب الجمعة، بوزارة الأوقاف، أعدت قوائم موضوعات للخطب لمدة 5 سنوات تتمثل في "الأخلاق – القيم الوطنية – قضايا التطرف والإرهاب – العمل والإنتاج – المعاملات – بناء الأسرة – الشباب – المرأة – دور ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء المجتمع– التعليم والتثقيف والتربية – الإيمانيات – المناسبات الدينية – القضايا العامة".
وقالت وزارة الأوقاف، في بيان صحفي لها، إن اللجان العلمية ستبدأ بعد ذلك في كتابة الموضوعات، بمشاركة نخبة من خيرة الأساتذة من علماء الدين والنفس والاجتماع، وطرح الخطة قريبًا على موقع الوزارة لتلقي أي ملاحظات أو مقترحات بشأنها. وتشمل القوائم 54 موضوعًا للعام الأول ومتوسطة المدى، و270 موضوعًا لمدة 5 سنوات، كما سيتم عقد اجتماع للجنة الرئيسية، لمراجعة الخطة قبل رفعها متكاملة إلى رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، "محمد الشحات" إن تجديد الخطاب الديني يقوم على 3 أبعاد، لابد أن تعمل الدولة على تطويرها جميعًا، وهي الإمام أو الخطيب نفسه، الذي يؤدي الرسالة، وكذلك الوسيلة والأسلوب الذي يتم توجيه الرسالة به، والقضايا التي يتعرض لها الخطاب، وكذلك الدروس اليومية والأسبوعية والعظات، ومعنى التركيز على تحديد القضايا في المجمل لتكون عامة بهذا الشكل وإهمال الجوانب الأخرى فإن هذه لا تعد خطة كاملة ولن تساهم في تجديد أي خطاب ديني.
وأكد "الشحات" أن القاعدة تقول "مازاد عن حده ينقلب إلى ضده" لذلك فالتركيز بهذا الشكل نحو مناقشة قضايا الطائفية والتطرف يكرس للحوار كثيرًا حولها، وهذا شيئ غير مرغوب، متسائلًا:"لماذا لم يتحدث أحد عن تربية المصريين على الوعي العام، ومبادئ الإنسانية؟"، وأنه كان من لامفترض أن تتعاون وزارة الأوقاف في إعداد خطة تجديد الخطاب الديني مع مؤسسة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء.
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب ، قالت إن تنفيذ خطة وزراة الأوقاف" أمر غير واقعي"، فحياة الإنسان تتغير يومًا بعد يوم ويطرأ عليها العديد من المستجدات والأحداث الطارئة التي تحتاج إلى مناقشة من علماء الأزهر والأئمة، متسائلة: "كيف يتم وضع خطة لمدة خمس سنوات ونحن لا نعلم ما سيحدث غدا".
واقترحت أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إعداد خطة لخطبة الجمع شهريا، وضرورة تدخل بعضا من كبار الشيوخ لكل حى ومنطقة للتمكن من الوقوف على ما تحتاجة تلك المناطق.
الإمام والخطيب محمد يحيى الكناني، قال إن اهتمام الأوقاف بالخطبة دون غيرها من الدروس والعظات، لأن معظم المسلمين يهتمون بها ويحرصون على حضورها بعكس الدروس التعليمية، لكن لا يجب الاعتماد عليها بشكل أساسي فهي تعد احد وسائل تجديد الخطاب الديني وليست كافية وحدها.
وأضاف "الكناني" أنه لابد من الاهتمام بتدريب الخطباء والأئمة، على أسلوب الخطبة وألا يكون متشددين بينهم، وأن يتعلم الأئكة كيف يجذبون الناس للخطبة وللدين دون تشدد او تطرف، وهذا أهم من ماقشة فكرة التطرف مجردة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف، ديسمبر من العام الماضي، بتشكيل لجنة لإعداد خطبة الجمعة، تضم أساتذة علم نفس واجتماع ودين لمدة خمس سنوات.