اعلان

لم أنس أنى امرأة.. صرخة المطلقات لاعتراض أبنائهم على زواجهم مرة أخرى

صورة ارشيفية

تتزايد أعداد السيدات المطلقات فى مجتمعنا إلى جانب الأرامل التى تخرج من تجرتها وهى تحمل مسئولية طفل ليكون بمثابة عقبة لاستكمال مشوارها فى الحياة كأنثى، والتى يتم حصرها بداخل قالب الأم فقط ونسيان أنها امراة لها حقوق بجانب واجباتها، فهى كما تملك عاطفة الأمومة، لن تنسى غريزتها الأنثوية، حتى تغاضى المجتمع ورد الطرف عن حقها فى الزواج مرة أخرى، وتناسوا شريعة الله ونواميسه الكونية، فحق الزواج يتقاسمه الطرفين رجل وأنثى.

فعندما رأيتها شابة مفعمة بالحيوية والنضارة فى نهايات العقد الثالث، خرجت من تجربة زواجها الأول بطفلين، هما الآن فى المرحلة الإعدادية، التى تعد أخطر مراحل البلوغ والمراهقة، فهى تعبت خلال رحلة التربية، وسعيها حتى حصلت على عمل بإحدى المدارس الخاصة، وتكافح لتربيتهم طوال تلك السنين الماضية.

حباها الله بجمال هادئ إلى جانب بعض الصفات الرائعة، التى أسرت بها قلوب زملائها، برقة تعاملها وذوقها العالى، والوقوف بجانب الزملاء فى المحن والشدائد، حتى صارت مثلا بين زملائها بأخلاقها وصفاتها النبيلة، وتسلل الحب وتفتحت مشاعرها الأنثوية بقلبها من جديد، نحو زميل جمعتهم رحلة العمل لسنوات، جعلته يكن لها الحب فى صمت، ويتبادلا مشاعرهما الرقيقة بتحفظ، فهى تؤجل الارتباط حتى لا تحرم أولادها من العطف والحنان.

ولكن المحب أصبح لا يطيق الانتظار، وحثها على أن تخبر أبناءها الذين وصلوا لمرحلة معقولة تجعلهم يتفهموا، فلم يعد فى العمر"قد اللى راح"، وتشجعت وأخبرتهم طامعة فى أن تستمر الحياة بمسارها الطبيعى، حتى قوبلت بعاصفة من الاحتجاجات، فأولادها بمرحلة الفتوة يرون أنهم أكبر سند ومعين لها "هتحتاجى إيه احنا بقينا رجالة، وهنقول إيه للناس".

يالا الصدمة "صحيح هتحتاج ايه؟" لا يعلم الأبناء، أنها مازالت أنثى، تحتاج لرفيق يربت على كتفها فى الليالى الباردة، يمسح دمعتها، يهمس فى أذنيها بعبارات الحب الذى يبعث فى الوجدان الطاقة المتجددة التى تستمد منها المرأة قوتها لتحمل أعباء الحياة، كل ذلك ينكرونه، لم يعد ضمن احتياجاتها.

وعلى ضوء ذلك الأمر توضح الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمعات الإنسانية كلها تلقى على عاتق الأم الرعاية بالمنزل والأطفال، وتهمش دور الأب فهو الممول بالنقود، لتمارس هى حوالى 95% من مسئوليات الأسرة، ويعتاد الأبناء على أن الأب زائر، والأم هى المعنية بكل شئ، مما يشعر الأبناء بالأمان حتى بعد غياب دور الأب عند الانفصال، أو الوفاة، ولا يشعرون بالخطر إلا عندما تكون الأم زوجة لرجل آخر تهتم وتنشغل به عنهم، وأن الأم "هتتخطف منهم"، فتقسيمه الأدوار السابقة هى التى خلقت شعور الخطر لدى الأبناءعند زواج الأم.

لذا تنصح أستاذة علم الاجتماع الأم التى ترغب فى الزواج، ألا تطرح الفكرة على أبنائها فجأة، ولا تتحدث عن أنها تحتاج رجل بحياتها، وبدلا من أن تقول أريد أن أتزوج فلان، عليها أن تقول ماذا لو وسعنا دائرة أصدقائنا وتدخله كصديق فى حياة أبنائها، بشكل طبيعى، وتكون هى محايدة ولا تظهر بالصورة، لبناء علاقات إنسانية نبيلة، وعدم إظهار الميل له، فهو مجرد صديق للأسرة، حتى يشعروا أن هذا الرجل مهم ويملأ فراغ الأب، بما لا يؤثر على علاقتهم بالأم ويرونه عونا لا عبئا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً