أيام قلائل تفصل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما عن ترك المكتب البيضاوي ومغادرة البيت الأبيض الذي سكته لثماني أعوام، مما دفع للتساؤل يشأن معالم حياة أوباما الجديدة بعيداً عن صخب الرئاسة، لتكون البداية باختيار منزل عائلته الجديد ووضع مخططاته المهنية والاجتماعية.
حفل وداع
قضى أوباما آخر لياليه في البيت الأبيض ملقيًا كلمة للشعب الأمريكي بعنوان "كلمة الوداع"، استعرض من خلالها فترة حكمه اعتذر عن أخطاءه، موجهًا رسالة شكر للشعب الأميركي، متمنيًا الأفضل للشعب الأميركي في الفترة القادمة.
محل الإقامة
وقع اختيار الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة، على حي كالوراما في العاصمة الأميركية واشنطن ليقيم فيه بالقرب من مدرسة ابنته الصغيرة ناتاشا، والبالغة من العمر 15 سنة، والتي تبقى لها عامان لإتمام دراستها الأكاديمية.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية أمريكية، فقد استأجر أوباما، البالغ من العمر 55 سنة منزلاً ضخماً وسط واشنطن، كان للسكرتير الصحافي للبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، جو لوكهارت، والذي امتلكه بسعر 5.3 ملايين دولار أميركي عام 2014.
ويعود تاريخ إنشاء المنزل إلى عام 1928، ومساحته 8200 متر مربع ويضم 9 غرف رئيسية وثمانية حمامات، سينعم بها الرئيس وعائلته في بداية يناير/كانون الثاني المقبل.
مستقبل غير محدد
وبالرغم من تأكيد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما أنّ مخططه المستقبلي بمثابة ورقة بيضاء، إلا أنّ وسائل الإعلام الأميركية أشارت إلى أنّه ينوي ترؤس فريق احترافي للعبة كرة السلة.
فيما ذكرت مخططات أخرى إلى تخصيص وقته للعمل الاجتماعي والبيئي، إذ سيدعم جمعية brother’s keeper ومنظمات داعمة للأقليات، فضلاً عن نيته الدخول إلى مجال التكنولوجيا، وتحديداً بمنطقة وادي السليكون، التي تضم أهم الشركات التكنولوجية في العالم، ومن المتوقع أن يخصص أوباما جزءاً من وقته للاستشارات على غرار الرؤساء السابقين
البحث عن عمل
وفقًا لما تناقلته وسائل الإعلام المحلية فإن أوباما الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفرد، سيبدأ البحث عن عمل بواسطة شبكة "لينكد إن"، أما زوجته ميشال التي درست الحقوق أيضا وتولت إدارة احدى مستشفيات شيكاغو، فإنها لم تخطط بعد لأية مشاريع جديّة.
وفي سياق متصل، تستعد الابنة الكبرى، ماليا، البالغة من العمر 18 سنة، التي تهوى الرقص والعزف على البيانو، للانتقال إلى جامعة هارفرد بعيداً عن عائلتها.
البيت الأبيض
وعن حسابات البيت الأبيض التي جعلها أوباما الأكثر تفاعلاً على الشبكات الاجتماعية، فسيتم نقلها إلى إدارة الأرشيف الوطني على غرار ما قام به الرؤساء السابقون الذين احتفظوا بمراسلاتهم وملفاتهم بنفس الطريقة.
لكن بإمكان الرئيس القادم، وبصرف النظر عن انتمائه الحزبي، أن يستخدم هذه الحسابات للتواصل مع الجمهور بعد حذف المحتوى، حسب بيان للبيت الأبيض.
ووسط الغموض الذي يدور حول المستقبل، من المتوقع أن يخصص أوباما جزءاً من وقته للاستشارات على غرار الرؤساء السابقين، رغم قوله "أنا لا أميل إلى الجلوس منعزلاً، والإدلاء فقط برأيي وأن أكتب من فوق المنصة، أريد أن أكون أكثر نشاطاً وحركة".
وفي جميع الأحوال، فإن أول ما سيقوم به أوباما بعد الاطمئنان على وصول المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، إلى البيت الأبيض، هو الذهاب في رحلة استجمام مع عائلته، قبل التفرغ للميدان العملي والاجتماعي.