اعلان

تأجيل رحلات العمرة.. هل تستخدم مصر أوراقها "الرابحة" ضد السعودية؟

صورة ارشيفية

خطوة جديدة نحو المتاهة في علاقتهما، ومزيد من الغموض نحو مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين السعودية ومصر، فمازال الشد والجذب مستمر بين الطرفين، فيما يحاول كل طرف اللعب بأوراق الضغط التي يمتلكها، وبينما تملك السعودية الدعم المالي والنفط، يبدو أن مصر قررت أن تكشر عن أنيابها، وتبسط اوراق قوتها بتأجيل رحلات المعتمرين المصريين إلى السعودية.

وكانت الحكومة قررت، تأجيل موعد بدء رحلات العمرة لمد ة شهرين على ان تبدأ في شهر رجب، وهو ما اعتبره بعض السياسيون ورقة ضغط من الحكومة المصرية ضد السعودية، خاصة وأن السعودية تعتمد على موسم الحج والعمرة بشكل كبير في اقتصادها، فيما جاءت وجهة نظر أخرى بان القرار اقتصادي بحت.

الخبير السياسي حسن نافعة، قال إنه لا يمكن استبعاد أن يكون قرار تأجيل العمرة، محاولة من مصر للتواجد في المشهد، كطرف يملك ورقة ضغط تجاه السعودية، خاصة بعد القرارات والتحركات السعودية الأخيرة ضد مصر، ومنها زيارة ولي العهد السعودي لسد النهضة: "ربما يكون هذا رد مصر على تصرفات السعودية".وأضاف "نافعة" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه رغم تواجد البعد السياسي في القرار، إلا أن هناك طرف آخر وهو الأزمة الاقتصادية، فمصر ليس لديها وفرة في العملات الصعبة، والتي يتطلب توفيرها لرحلات العمرة، وقد يكون هذا سببًا أيضًا.

وأوضح الخبير السياسي، أن العلاقات المصرية السعودية متوترة، وإن كانت مصر تتصرف بشكل مختلف دون تعمد التصعيد، حيث كانت تراعي السعودية، حساسية السعودية وعدم إغضابها، لكن مازال هناك مساحة لالتقاء الطرفين والتحاور سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي، مؤكدًا ان لجوء مصر للعراق للحصول على النفط، كانت من محض الضرورة أن تبحث عن مورد بعد الازمة الأخيرة مع السعودية، واللجوء لدول مثل العراق والجزائر، لا يعني إغضاب السعودية، فلم تصل العلاقات بين البلدين لهذه المرحلة بعد وما قد ينبئ بذلك هو حدوث تقارب في العلاقات بين مصر وإيران.

وكان يحيي راشد وزير السياحة، برر قرار تأجيل موعد بدء رحلات العمرة لشهر رجب بأن مصر حاليًا في حاجة ضرورية لتوفير الدولار لشراء الأدوية والاحتياجات الأساسية مثل السكر، مطالبًا الجميع بأن "يتقي الله" في هذا الوطن والاهتمام بتوفير لقمة العيش للمواطن الفقير والعمل على تنمية السياحة الوافدة من الخارج وليس تنشيط السياحة الخارجية.

انتقد الدكتور عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، قرار تأجيل رحلات العمرة لشهور رجب وشعبان ورمضان، قائلًا: "ما زالت الحكومة المصرية لا تعرف مفاتيح حل الأزمات فنراها تسارع إلى وقف أداء العمرة إلى شهر رجب وذلك من أجل توفير النقد الأجنبي ".

وأضاف:"ذهاب المعتمرين لأداء المناسك هو من صميم شعائر الله والتي تعود بالنفع على كل من أسهم فيها، والضرر لكل من صد عنها حرروا قيود العمرة".

الخبير الاقتصادي، الدكتور وائل النحاس، قال إن قرار تأجيل العمرة ليس له بعد اقتصادي أو ديني، ولكنه وسيلة للضغط على السعودية بعد فرضها 20% على تحويلات المصريين في الخارج، وليس له علاقة بتخفيف الضغط على العملة الأجنبية فهذه "فكرة خاطئة".

"النحاس" أكد أن تاجيل موسم العمرة لن يؤثر على المملكة، خاصة أن عدد المعتمرين المصريين لا يمثل 8% من حجم المعتمرين إلى السعودية، متسائلًا: "من الذي سيتحمل التزامات شركات السياحة الدينية؟".

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القرار بتأجيل رحلات العمرة، هو اقتصادي بحت، ولا يمكن ربطها بالأزمة السياسية بين مصر والسعودية.

وأضاف "رخا" أن مصر تمر بأزمة اقتصادية خاصة في توفير العملة الصعبة، كما أن العمرة ليست فرضًا، وبالتالي على المصريين مراعاة الوضع الاقتصادي للبلاد، مؤكدًا ان السعودية تضررت من الأزمات الخاصة بالعملة ليس فقط من مصر، فتركيا قللت رحلات الحج والعمرة بسبب أزمة الليرة التركية، وكذلك بعد وقف إيران لرحلات مواطنيها إلى المملكة.

يذكر الاتحاد العام للغرف السياحية، كان قد قرر مقاطعة رحلات العمرة لمدة عام واحد، والذي دعا الشركات للالتزام بالقرار بدعوى توفير مليار دولار لمصر، العام الماضي، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأزهريين، الذين رفضوا محاولات الزج بالمناسك الشرعية في الصراعات السياسية بين الدول. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بوتين: لم ألتق الأسد منذ قدومه لموسكو وسأسأله عن مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس