توفيت، اليوم، الفنانة الكبيرة كريمة مختار، عن عمر يناهز الـ 82 عاما بعد صراع مع المرض.
وعلى مدى مشوارها الفني الممتد لأكثر من 60 عامًا، تميزت بأدوار الأم، وقدمتها بنكهة خاصة، ميزتها عن فنانات كثيرات قدمن أدوار الأم، وقدمت الأم في كل أشكالها الحنون، القوية، الفقيرة، الغنية، والكوميدية، وإن غلبت عليها أدوار الأم الطيبة، مثل فيلم "الحفيد".
شكلت كريمة مختار لفترة ثنائيًا مميزا مع وحش الشاشة فريد شوقي، وقدما معًا عددًا من الأعمال التي غلب عليها الطابع الكوميدي، أبرزها "رجل فقد عقله"، و"الليلة الموعودة" و"يا رب ولد"، ومسلسل "البخيل وأنا".
ورغم أن ملامحها تحمل قدرًا كبيرًا من الطيبة والابتسامة البشوشة، إلا أن ذلك لم يمنعها من تقديم دور سيدة فرعونية قاسية في المسلسل الديني "لا إله إلا الله".
في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات اشتهرت كريمة مختار بلقب "ماما كريمة"؛ بسبب إعلانات توعوية كانت تقدمها لمكافحة مرض الجفاف لدى الأطفال وظلت هذه الحملة الإعلانية تذاع لسنوات.
وترتبط كريمة مختار في ذاكرة المصريين بالأعياد، إذ إنه لا يمر عيد دون عرض مسرحية "العيال كبرت" التي قامت ببطولتها مع باقة من النجوم وهم سعيد صالح وأحمد زكي وحسن مصطفى ويونس شلبي.
بالرغم من تقدمها في السن لم تفضل كريمة مختار الاعتزال كبقية أبناء جيلها، لكنها ظلت تقدم فنها الذي يعشقه جمهورها، وقدمت أروع أدوارها "ماما نونا" في مسلسل "حمادة عزو"، مع الفنان يحيى الفخراني، وهي الشخصية التي عشقها جمهورها في الوطن العربي كله، وحصلت عن هذا الدور على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة للإعلام العربي الثالث عشر عام 2007، ودرع التكريم من مهرجان أوسكار السينما المصرية عام 2008.
ورغم تأثر حركتها بالسن إلا أنها ظهرت في أكثر من دور وهي جالسة مثل فيلمي "الفرح" و"ساعة ونص".
ويعد مسلسل "دلع البنات"، هو آخر أعمال الفنانة الراحلة كريمة مختار، الذي عكس حبها لفنها وجمهورها.