"الإعلام جزء من المؤامرة".. لماذا يبث الشيعة قنوات فضائية في الدول السنية؟

الحرب الشيعية الإيرانية على السنة

حروب كثيرة في المناطق العربية، أساسها الخلاف السني الشيعي، فبين حلم طهران بإنشاء امبراطورية فارسية شيعية، ومحاولات الدول السنية، الحفاظ على سيطرتها في المنطقة وعلى رأسها السعودية ومصر، وباعتبار الإعلام احد الأسلحة التي تستخدمها إيران، عادت المطالبات بإغلاق القنوات الشيعية التي تبث على قمر النايل سات، خاصة الموجهة للأطفال.

عدد من الائتلافات السلفية الرافضة للمد الشيعي، كثفت حملاتها ضد القنوات الشيعية، مطالبين بحذفها من القمر الصناعي "نايل سات" لأنها تبث مواد تتضمن سبًا وقذفًا، وتروج للمذهب الشيعي بين عموم المسلمين.

وقال وليد إسماعيل، مؤسس ائتلاف "الصحب وال البيت"، وأحد المشاركين في الحملة، إن هذه القنوات تطرح شبهات في كتب أهل السنة والجماعة وتدعو لفكر شيعي تصادمي وتدعو للشرك في مقابل التوحيد، مضيفًا أن مصر تتعرض لحملة اختراقات شيعية عن طريق الفضائيات، والتي بلغ عددها أكثر من 2000 قناة وكذلك عدد من المواقع الإلكترونية الشيعية .

وسبق ودشنت نفس الحملة طلب لحذف القنوات الشيعية كما تقدم ناصر رضوان مؤسس ائتلاف خير أمة لمواجهة المد الشيعي ببلاغ للنائب العام للمطالبة بحذف القنوات، وتتضمن قائمة القنوات الشيعية: المنار، و أنوار، و المعارف، والزهراء، وأهل البيت و الكوثر، وفورتين، والإيمان والغدير والدعاء، والمهدي، والعالم، والفيحاء، والثقلين، والأوحد، والفرات، وبلادي والعراقية، والمسار والفرقان وآفاق وكربلاء والأفلام الإيرانية وطه للأطفال و هدهد للأطفال.

الحرب الشيعية الإيرانية على السنة، أصبحت مكشوفةً وعلنيةً، بعدما كان ينكرها كثير من الناس إما طمعًا في اعتدال مسار الشيعة وإيران ورغبة في تحقيق الوحدة الإسلامية، ولو على حساب العقيدة والمصالح المنتهكة من قبل إيران، وإما بسبب الهوى أو العمالة لإيران والشيعة فكريًا أو ماديًا.

"الإعلام جزء من المؤامرة" فمع اعتراف رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، بالتدخل في أربع دول عربية بحجة محاربة الإرهاب، بتصريح له في خطاب ألقاه في الذكرى السادسة والثلاثين للثورة الإسلامية الإيرانية وقال فيه: إن بسط السلام والاستقرار واستئصال الإرهاب في الشرق الأوسط، يمر عبر الجمهورية الإسلامية، مضيفًا :«رأيتم أن الدولة التي ساعدت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن لمواجهة المجموعات الإرهابية هي جمهورية إيران الإسلامية».

وقد شرح حقيقة هذا التدخل الإيراني مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، بقوله: إن “ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية، وأن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية".

وهو ما عبر عنه علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني ووزير الخارجية الأسبق بقوله: "نفوذنا أصبح يمتد من لبنان إلى اليمن".

المحاولات الإيرانية لتشييع الدول الإسلامية، أخذت شكلًا عسكريًا، في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وسوريا، ولكنها تعتمد على أسلوب "القوى الناعمة" وهي قائمة منذ عشرات السنين، وهي التي مهدت لنجاح إيران في إسقاط العواصم العربية الأربع في يدها.

طموح إيران، لم يتوقف عند الدول الأربعة، لكنها تسعى لضم عواصم السنة إلى معسكرها، ولأنه من الصهب الدخول في حرب مع بلاد كالسعودية ومصر، فإن اختراق هذه الدول وتقارب الشعوب مع الشيعة، يمكن إحداثه من خلال "الإعلام".

ومفهوم الحرب الناعمة هو انبثاق من مفهوم القوة الناعمة "Soft power" وهو المفهوم الذي صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد، والذي كان مساعدا لوزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس المخابرات الوطني، لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع.

ويتم استخدام هذا المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية، إذ قال جوزيف ناي إنه مع القوة الناعمة فإن "أفضل الدعايات ليست دعاية"، موضحًا أنه وفي عصر المعلومات، تعد "المصداقية أندر الموارد".

صاغ جوزيف ناي هذا المصطلح في كتابه الصادر عام 1990 بعنوان "مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية". ثم قام بتطوير المفهوم في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان "القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية"، ومع إدراك إيران لقوة الإعلام، ومن ثم استطاعت توظيف الحرب الناعمة لمشروعها الطائفي في البلاد العربية والإسلامية، فالإعلام والاتصالات التي لها وظيفة في التكرار وضخ المعلومات الكثيفة للتأثير على الشخصيات والناس، لتصبح الحقيقة التي يجب الالتزام بها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً