يتوافق عيد ميلاد الفنانة الراحلة "كريمة مختار" مع نفس يوم عزائها، إذ رحلت "ماما نونا" عن عالمنا يوم السبت الموافق 12 يناير، وتحدد اليوم الاثنين يوم عزائها والصدفة جمعت بين عيدها وعزائها فى آن واحد، فهي التي ارتبط بها الجمهور لأدائها لدور الأم المصرية الحنونة، فكانت دومًا تجسد الرقة والطبية التي يراها المجتمع على مر السنين، رغم تجسيدها لدور الأم في عدة أعمال إلا أنها حلمت بتجسيد دور "أم الشهيد"، ولكن لم يعرض عليها الدور طوال مشوارها الفني ولم تحقق حلمها.
يرصد "أهل مصر" أهم أعمالها الفنية وتصريحاتها حول تلك الأعمال وعلاقتها بزوجها وأبنائها وأهم محطات حياتها ومشوارها الفني.
1- اسمها في وثيقة الميلاد، عطيات محمد البدري.
2- عائلتها من مدينة ساحل سليم محافظة أسيوط، من مواليد القاهرة 16 يناير 1934.
3- درست فن التمثيل والإخراج المسرحي بشكلٍ أكاديمي، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية.
4- قالت كريمة مختار فيما بعد إنها تحب اسمها الفني أكثر من اسم "عطيات"، وهو اسمها الحقيقي، مشيرة إلى أن أولادها يطلقون عليها اسم "كوكي"، وهي تحب هذا الدلع.
5- وحول أسباب تغيير اسمها من عواطف إلى كريمة مختار، قالت: "بابا شارو قدمني معه وكان أهلي يرفضون وقرأ خطابًا من طفلة إسمها كريمة مختار، وقرر أن استخدم هذا الاسم حتى أعمل بدون إعتراض على عملي، والبعض ساعدني لهذا المشوار ولإقناع أسرتي الإلتحاق بمعهد الفنون المسرحية، خاصة أن المخرج الراحل حسن الإمام رشحني أكثر من مرة للتمثيل وكنت أعتذر بسبب أهلي".
6- كان يعمل والدها مُدير حسابات شركة "ماركوني"، ورغم معرفته بطبيعة العمل الإذاعي، رفض في البداية عملها بالإذاعة، حسبْ تصريحات لها ببرنامج "آخر النهار"، المُذاع على فضائية "النهار".
7- ذكرت كريمة مختار في أكثر من لقاء لها، أنها واجهت الكثير من الصعوبات عندما قررت دخول عالم الفن، وكانت هُناك معارضة شديدة من الأسرة، لأنّها أسرة صعيدية، وكان المجتمع آنذاك ينظر للفن نظرة دونية، كمّا قالت في حوار صحفي: "ولم يشجعني أحد سوى شقيقتي عواطف، وأذكر أنني عندما تزوجت نور الدمرداش وقررت اقتحام عالم الفن معه قاطعتنا العائلة باستثناء شقيقتي، وكان الأمر مؤلما جدًا، لكني كنت أعشق الفن وكافحت وتحملت كل الصعوبات".
8- قالت الفنانة كريمة مختار، إن عملها في بداية مشوارها الفني بالإذاعة كان بسبب تشابه صوتها بصوت الفنانة الراحلة، فاتن حمامة، وتابعت: "شقيقاتي رفضن عملي بالإذاعة خوفًا من أن أكون سبب عنوستهم، ولأنني كنت لا استطيع توضيح وجهة نظري حينها تحملت الأمر".
9- بدأت كريمة مختار حياتها الفنّية بالعمل في برنامج "بابا شارو"، بالإذاعة المصرية، ثُم تحولت بعد ذلك إلى التليفزيون، ففي البدء كانت تشعُر بالرهبة، ونصحتها شقيقتها ألا تخوض التجربة، ورأت أنها مخاطرة، كمّا قالت: "لأن الجمهور قد يصدم بشكلى كما حدث مع فايزة أحمد، خاصةً أن الجمهور تعلق بصوتى وربما تخيل منه أننى جميلة جدًا".
وأضافت: "توجهت لمدير التليفزيون، وقلت له "عندى أكتر من عمل مع مخرجين وخايفة الجمهور ما يحبش شكلي زى ما حب صوتي في الراديو"، لكنه شجعنى وخضت التجربة، وقدمت دور بنت كبيرة في سن الزواج، ويرغب شخص في الزواج منها لكن والدته ترفض، والدور حقق نجاحا كبيرا وتقدم لى عدد كبير من العرسان في مناصب كبيرة".
10- عُرفت الفنانة، كريمة مختار، بأدائها دور الأم، وهو ما أزعجها في البداية، حسبما قالت في أحد الحوارات الصحفية: "لم أُطلَب إلا في دور الأم، وهذا كان يزعجنى في البداية، لكن عندما تحدثت مع المخرج حسين حلمي المهندس، وعبرت له عن انزعاجى من ذلك، قال لي: "ده نجاح، مفيش حد بيشوفك إلا في دور الأم وده محصلش مع أي حد".
11- وفي البداية أيضًا، اتهمها البعض بتقليد الفنانة، فردوس محمد، وهو رفضتهُ كريمة مختار، قائلة: "لم أرها كثيرًا قبل أن أقتحم عالم الفن، فلم أكن أستطع الذهاب للسينما، ولم يكن هناك تليفزيون، ولذلك اندهشت عندما تم تشبيهى بها في البداية، أنا لو كنت أقلد أحدا لما نجحت وعشت كل هذه المدة مع الناس".
12- تزوجت كريمة مختار عام 1958، من الممثل والمخرج، نور الدمرداش، والذي قالت عنهُ حبها الأبدي وزوج شقي، وأضافت في تصريحات لبرنامج "آخر النهار": "نور الدمرداش كان زميل شقيقتي في الجامعة، وهو كان ضابطا، وكانت تعجب به الفتيات، ولذلك كنت أخاف منه، وكنت لا أنظر له ولا أفكر فيه، وكنت أهتم فقط بمجالي وعملي في الإذاعة، هذا بالإضافة لأنه تمت خطبتي عدة مرات، وعندما كان يدخل الوضوع في حيز التنفيذ، كنت أخاف ألا أعمل في مجالي فتنتهي الزيجة".
واستطردت إنه "عندما كان يتحدث معي نور الدمرداش كنت أضحك ولا أعلم لماذا أضحك، وعندما تقدم لي كنت أنوي الخروج من المنزل حتى لا أقابله، ولكنني عندما رأيت والدته شعرت أنه لابد أن هذه الإنسانة قد قامت بتربية رجل جيد وليس الشخص الذي تحبه الفتيات الذي كنت أخشاه، فجلست معه وتمت الزيجة".
13- أنجبت منهُ 4 أبناء وهم، شريف، مهندس، وأحمد يعمل كمخرج، وهبة، والإعلامي معتز الدمرداش.
14- في الحوارات الصحفية القديمة نسبيًا، كانت تُصرح الفنانة، كريمة مختار، أن التعامل بينها وبين أبنائها كان قائما على أساس الصراحة وتقدير اهتماماتهم ومواهبهم، كما قالت: "ابنى شريف مثلًا كان يحب الحيوانات واشتريت له كلبا رغم انى لا أحب الكلاب، ومعتز كان يلعب بينج بونج في النادي الأهلي، وكان يسافر رغم إنه عنده امتحانات ولم أكن أعارض لأنى أعرف أنه يحب اللعبة".
15- بعد الزواج من نور الدمرداش، لعبت كريمة مختار أول أدوارها السينمائية، وسط تشجيع زوجها وداعمها، لتؤدي دورًا في فيلم "ثمن الحرية"، والذي قالت عنهُ "أول أعمالي وله مكانة مميزة جدًا في قلبي".
16- شاركت كريمة مختار بعد ذلك في حوالي 133 عملًا ما بين مسرح وسينما وتليفزيون وإذاعة، أبرزهم "نحنُ لا نزرع الشوك"، "الحفيد"، "أميرة حُبي أنا"، "بالوالدين إحسانًا"، "رجُل فقد عقله"، "سعد اليتيم"، "الفرح"، "ساعة ونص"، "الليلة الموعودة"، "يتربى في عزو"، "العيال كبرت"، و"دلع بنات".
17- يُعد من أبرز أدوارها السينمائية، ما شاركت بهِ في فيلم "الحفيد"، 1974، والذي قالت عنهُ "لم ينجح في دور العرض، بمجرد عودتى من الهند فوجئت بسحب الفيلم من دور العرض بعد أسبوع واحد فقط، وعندما سألت قالوا لي ده عامل زي بيض شم النسيم ومعجبش الناس".
18- تُعتبر مسرحية "العيال كبرت"، من أهم العلامات في مشوار الفنانة، كريمة مختار، وكشف أحد ابنائها مؤخرًا، الإعلامي، معتز الدمرداش، أنها أصرت على صعود خشبة المسرح، وأداء دورها في أحد العروض، رغم مرور 48 ساعة فقط على وفاة والدها.
19- تعتز كريمة مختار بدور الفنان، فريد شوقي، في حياتها الفنية، حيثُ تذكرته قائلة: "فريد شوقي كان بيختارنى في كل حاجة وكنت بفرح باختياره، وسعدت في الفترة اللى عملت معاه فيها؛ لأنه كان قيمة كبيرة، وكل مشوارى في السينما تقريبًا معاه، وعندما أحاول أفتكر عملت إيه من غيره لا أتذكر".
20- تفتخر الفنانة كريمة مختار بحبها لنادي الزمالك، كما قالت: "أنا حبي للزمالك منذ طفولتي قبل زواجي بنور والدي عاشق للزمالك وأسرتي كانت زملكاوية والدي بيحب الزمالك بالعقل لكن نور بيعشقه بجنون"، في حوار لموقع رصد الوطن.
21- "أولادي كرهوا التمثيل بسببي"، قالتها كريمة مختار في حوار صحفي، وأضافت: "ولادى لم يحبوا الفن فحياتنا كانت صعبة بها مجهود شاق والوقت مسروق فلم يحب أبنائى أن يعيشوا بهذه الطريقة وهذا امر أسعدنى حتى يعيشوا حياتهم بشكل هادئ وقد اختار كل منهم المهنة يحبها فاختار معتز الاعلام وحقق نجاحا كبيرا لانه اختار مهنة بحبها".
22- رغم طول المشوار الفني لكريمة مختار، إلا أنها حرصت على الاستمرار في تقديم الأعمال الفنية مع جيل الشباب، ولكنها أبدت استيائها من المشاركة في مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، وقالت: "عندما قرأت الدور اكتشفت أن العمل مكتوب لهنيدي فقط، أما باقي الأدوار فأدوار سطحية وعندما نقلت وجهة نظري لسامح انزعج مني وقال لي إن دورك حلو جدا ومؤثر، ولكني أقدم دورا سطحيا وغير مؤثر".
وأضافت كريمة في حوارها مع جريدة «الشروق» المصرية: "لا أعفي نفسي من الخطأ حينما قبلت دور "أم عوض" في المسلسل قبل أن أقرأ السيناريو كاملًا، وأعرف تأثير هذه الشخصية على الأحداث بالكامل، ويمكن أن ذلك حدث لأن مؤلف العمل يوسف معاطي هو من عرض علي الدور ولي معه تجربة ناجحة في مسلسل "يتربى في عزو"، وعلمت أن المخرج هو سامح عبد العزيز الذي قدمت معه دورين الأول في فيلم "الفرح" والثاني في مسلسل "الحارة"، وكلاهما حقق نجاحا، كما أن محمد هنيدي بطل العمل أصر على وجودي رغم أنني لم أعمل معه مسبقا".
23- كشفت كريمة مختار بعدها أيضًا، أن أكثر ما يجعلها تندم هو اعتذارها عن مسلسلي "فرقة ناجي عطا الله" مع عادل إمام و"وادي الملوك" مع سمية الخشاب، حتى تتفرغ لمسلسل "مسيو رمضان مبروك" مع هنيدي، وهو ما أصابها بالإحباط.
24- استاءت أيضًا من مكان اسمها على أفيش فيلم "ساعة ونص"، عام 2012، كمّا قالت: "هذه المرة الثانية التي يخذلوني فيها رغم أنني تحدثت معهم في هذا الموضوع واشترطت وضع صورتي بطريقه لائقة، فوجئت أن سمية الخشاب وماجد الكدوانى يتصدران الأفيش وسوسن بدر أيضًا وصورتي تائهة".
25- وعن حصرها في دور الأم طوال مشوارها الفني، قالت الفنانة كريمة مختار: "هذه إحدى العقبات التي واجهتها في حياتي الفنية، فالأعمال التي كانت تعرض عليّ محدودة للغاية، ولم يكن لدي حرية الاختيار وكانت الأدوار أغلبها واحدة وهي الأم، وكأن المخرجين لم يشاهدوا فيّ شيئًا جديدًا أستطيع أن أفعله، ولكني لم أغضب وقررت أن أتحدى الكل وقدمت دور الأم".
وتابعت: "بقيت هكذا محلك سر رغم شعوري بأهمية دور الأم الذي قدمته لسنوات طويلة، وأذكر أنه أثناء عرض فيلم الحفيد اندهش البعض كيف ألعب دور أم منى جبر وميرفت أمين وحماة نور الشريف وأنا كنت في سن لا تسمح بهذا ولكن بعد المشاهدة ردود الأفعال تغيرت كثيرا لنجاحي في هذا الدور".
26- حصلت كريمة مختار خلال مشوارها الفني على جوائز عديدة في مهرجانات واستفتاءات عديدة، ولكن هُناك جائزة واحدة أسعدتها بشدّة، الجائزة الذهبية في مهرجان الإعلام عن دور "ماما نونا" في مسلسل "يتربى في عزّو".
27- قال معتز الدمرداش في مقال كتبه عن والدته: "من المواقف التى لا أنساها عندما بكت أمي بحرقة شديدة حين دق باب شقتنا في منيل الروضة ذات يوم في شتاء عام 1985 ليدخل عمال نقل شركة الشحن المكلفة بنقل محتوياتي إلى واشنطن العاصمة الأمريكية، لكي أبدأ مشواري المهني بعد تخرجي في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، واختياري للعمل مذيعا في صوت أمريكا، ولما سألتها "لماذا البكاء بهذا الشكل؟" قالت "مكنتش فاكرة إن الحكاية جد".
28- بعد مرور العديد من السنوات، قالت كريمة مختار "لو كانوا أهلى عايشين إلى اليوم ورأوا مدى التكريم والتقدير، الذي حصلت عليه من وراء تغيير اسمى إلى كريمة مختار، لما رفضوا عملي بالفن، فبقدر ما أخذ مني هذا الاسم منى بقدر ما أعطى لي".
29- يُعد أخر أعمالها الفنية، فيلم "الليلة الكبيرة"، مع المخرج، سامح عبد العزيز.
30- أكدت الفنانة كريمة مختار، أنه على الرغم من تقديمها دور الأم في العديد من الأعمال الفنية المختلفة والمؤثرة والتي حققت نجاحًا كبيرًا مما جعل البعض يطلق عليها في الوسط الفني لقب الأم المثالية، إلا أنها ترى أن أم الشهيد من أعظم الأدوار التي تحلم بتجسيدها على الشاشة.