إذا كنت تملك حسا فنيا وحلما وإصرارا، فأنت على الدرب الصحيح من تحقيق طموحك في الحياة وهو ما فعلته 3 شابات، صديقات، أسسن مشروعا خاصا بدء بفكرة صغيرة حتى صرن يدرن مشروعا ناجحًا يؤهلهن لمصاف رواد الأعمال العالميين.
يلقبونها بـ"كنز الفقراء" و"بيزنس الأذكياء" هي "الروبابيكيا"، فلا يخلو بيت مصري من أغراض ليست محل استخدام، لكن المصريين يعشقون تكديسها، وبخاصة الأمهات، ربما لإعادة استخدامها مرة أخرى، مثل البرطمانات الزجاجية والأكياس البلاستيكية وعلب الصلصة وورق الكرتون المقوى وغيرها، يستفيد منها تجار الروبابيكيا ليشترونها بأرخص الأثمان أحيانا بالكيلو ثم يبعونها لتجار معروفين في مناطق بالقاهرة ليبيعونها إلى مصانع تعيد تدويرها أو تجددها لإعادة استخدامها مرة أخرى.شقيقتان هبه ويسرا (الأولى مهندسة برمجة والثانية طالبة بالجامعة الامريكية) وصديقة لهما تدعى سالي (محاسبة ومسوقة مالية بأحد البنوك)، جمعهم الرغبة في تأسيس عمل يدر ربحا، وهواية من جمع الأشياء القديمة التي تخبأها الأمهات أسفل السرير أو الكنبة، أسسوا مشروعا باسم "بيكيا مانيا" والتي تعتمد على إعادة تدوير واستخدام الـ"كراكيب" أو ما يعرف باسم "الروبابيكيا" التي دائما ما يزعجنا وجودها بالمنزل.تقوم "بيكيا مانيا" بتصنيع قطع فنية تصلح لتكون أشياء مفيدة مثل كرسي أو نجفة أو شماعة ملابس أو أباجورات أو براويز، رغم عملهم بمهن مختلفة إلا أنهن اجتمعن على حب الإبداع والابتكار، فباتوا يبحثون عبر الإنترنت عن إمكانية إعادة تدوير "كراكيب" المنزل ووجدوا آلاف الاستخدامات ما حمسهم على توسيع الأمر بعد تكاتفهم الثلاثة سويا.
قالت "هبه نعمان" أحد المؤسسين "إنه عقب انتهاء دوام العمل لكل منهن، يتجمعن من أجل تنفيذ فكرة جديدة"، وقالت يسرا الهلالي إنها كانت تهوى الأشغال اليدوية ما جعلها تتابع الجديد في هذا المجال وقالت سلمى إحدى المؤسسات "لدي خلفية دراسية عن الفن عبر عدد من الدورس تلقيتها بالجامعة الأمريكية، كما أن يسرا عرفتنا على مجموعة من الفيديوهات التعليمية الابتكارية اليدوية عبر الانترنت".
يجتمع الثلاث فتيات ليبحثن عن الأفكار عبر الإنترنت سويا ويتناقشن حول الأنسب وإمكانية تنفيذها ثم يتسوقن سويا من أجل جلب المواد الخام ثم يتشاركن في صنع وتنفيذ الأشياء بعد تقسيم العمل عليهم بالتوازي ويتم التجميع النهائي."بيكيا مانيا" شارك في عدد من الفاعليات التي ترتبط بإدارة الأعمال ولتشجيع رائدات الأعمال المبتدئات على التفكير والإبداع، فهم لم يعيقهم شئ وابتكروا إعادة استخدام "كراكيب المنزل" وتجديدها بدلا من التخلص منها ثم تطور الأمر ليكون مشروعا يدر ربحا عليهم عقب انتهائهم من العمل الأساسي.