ليس مصر فقط.. الأسعار ارتفعت في دول كبرى 23 ألف مرة في عام واحد

الاسواق فى المانيا

يظن البعض أن موجة الارتفاع الجنوني للأسعار التي تشهدها مصر، لم تحدث في دولة أخرى بالعالم، لكن المفاجأة أن دولا عظمى أوروبية وأسيوية تعرضت لمرات من الارتفاع الجنوني للأسعار بها وصلت إلى آلاف وملايين المرات في العام الواحد.

حينما ترتفع أسعار السلع والخدمات بسرعة، يجن جنون العائلات ورواد الأعمال، لكن حينما يصل الارتفاع إلى عنان السماء، وقتها يحدث كارثة اقتصادية تسمى "تضخم"، والذي في العادة يحدث نتيجة وجود حكومة متهورة تتخذ قرارات طائشة، التي تدع الأسعار تزداد بها بشكل جنوني.

أثناء الحرب العالمية الأولى، زادت الأسعار في ألمانيا، دفعة واحدة، 23 ألف % في عام واحد، والذي أدى لانهيار الاقتصاد المحلي لألمانيا مرة واحدة مما أعطى فرصة لتجرأ النازيين سياسيا.

ووفقا لفيديو توضيحي "كارتون" نشره موقع جريدة "الإيكونومست"، اليوم، أوضح فيه أنه جمهورية يوغسلافيا -سابقا- تعرضت هي الأخرى عام 1993 لارتفاع جنوني في الأسعار والذي كان يحدث بمعدل 20% في اليوم الواحد.

وفي يوليو من عام 2008 وصل معدل التضخم الرسمي في زيمبابوي إلى معدل مذهل من التضخم لم تصل إليه أي دولة في التاريخ الماضي أو الحاضر وهو 231 مليون%.

التضخم أدى في عدة دول إلى فقدان الثقة بين الشعب والحكومة ثم فقدان قيمة العملة المحلية وانخفاض سعرها عالميا، ومع هذا الانخفاض يلجأ المواطنون لتخزين أموالهم الخاصة على هيئة ذهب أو عملات أجنبية، ربما لا يعد التضخم عبئا إذا كان يسير بمعدل ثابت فقط، يستطيع الناس ورجال الأعمال وقتها وضع خطط للمستقبل، يتوقعون بها بداية ونهاية ارتفاع الأسعار، لكن رغم ذلك لا يوجد أمثلة لدول تعرضت لنسبة ثابتة من التضخم.

جدير بالذكر أن مصر تشهد موجة جنونية من ارتفاع الأسعار، خاصة بعد قرار الحكومة المصرية تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف في نوفمبر من العام الماضي، ما ضاعف أسعار المواد الخام والمستوردة لأغلب السلع والموارد الغذائية والصناعية، لتضاعف السعر المصرفي للدولار من المقنن وقتها (8.88) ليصل حاليا حسب الأسعار الرسمية المعلنة إلى (18.80)، الأمر الذي يشهد معه سوق المواد الغذائية والعديد من الصناعات المعتمدة على الاستيراد تضاعفا يوميا في الأسعار.

ويوم بعد يوم، يجن جنون المستهلك المصري وسط توقعات من بعض الخبراء بانخفاض الأسعار في الـ6 أشهر القادمة، حسبما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الأخير، داعيا المواطنين إلى الصبر.

موجة الارتفاع الجنوني في الأسعار لم تكن الأولى التي تشهدها مصر فشهدت سابقة لها عدة مرات، منها مرة عام 1993 ما حدى الحكومة وقتها لاتخاذ إجراءات صارمة إبان حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وكذلك عام 1977 وشهدت المحافظات المصرية خروج الآلاف من المواطنين مطالبين الرئيس الراحل أنور السادات بالتدخل لحل الأزمة. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً