"يا حاكمنا في عابدين.. فين الحق وفين الدين" استيقظ الرئيس الراحل محمد أنور السادات يوم 18 يناير على تلك الكلمات بعد إعلان وزير الدولة للشئون الاقتصادية والمالية عبدالمنعم القيسوني، أمام مجلس الشعب فى 17 يناير، عن تقديم مشروع الميزانية الجديد عن العام المالي 1977، ورفع الدعم عن السلع الأساسية "الزيت والسكر والأرز...إلخ"، ووقتها أسماها السادات بانتفاضة "الحرامية"، قبل أن يتراجع عن هذا القرار.
انتفاضة شباب حلوان وعمال مصانع الحديد والصلب، ومن بعدهم طلاب كلية الهندسة، جامعة عين شمس، أوحت الشعب إلى التظاهر ضد هذا القرار، وألهمت الرئيس الراحل صواب ضرورة إلغاء هذا القرار، ولكن الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام عيسى رأوا تلك الانتفاضة بمنظور الثورة.
كل ما تهل البشاير
من يناير كل عام
يدخل النور الزنازن
يطرد الخوف
والظلام
يا نسيم السجن ميل
ع الشجر وارمي السلام
زهر النوار
وعشش فى الزنازين.. الحمام
من سكون السجن
صوتي
نبض قلبي
من تابوتي
بيقولولك يا حبيبتي
كلمتي
من بطن حوتي
لحن الشيخ إمام تلك الأغنية من مساء يوم 19 يناير بعد ان كتبها الفاجومي عقب تلك الانتفاضة، وأراد أن يصنع منها شعار ثورة ضد الرئيس الراحل حتى ضاعت عليه تلك الفرصة بإلغاء قرار رفع الدعم.
سلمى لي ع الحبايب
يا حبيبتي
سلمى لي
كل حب
وله نصيبه من سلامي
بلغي لي
احضنى العالم عشاني
بين عيونك
وابعتى لي
نظره
منها اشوف حبايبي
واشفي قلبي
واسا ليلي
كل عالم فى بلدنا
كل برج وكل مادنة
كل صاحب من صحابنا
كل عيل من ولادنا
حد فيهم شاف علامه
من علامات القيامة
قبل ما تهل البشاير
يوم تمنتاشر يناير
لما قامت مصر قومه
بعد ما ظنوها
نومه
تلعن الجوع والمذلة
والمظالم
والحكومة ؟
كان السبب وراء تفجر الأزمة؛ عدم استجابة السياسات الاقتصادية التي طبقها النظام السياسي خلال حقبة السبعينيات، لمتطلبات التنمية بالمجتمع المصري، فضلا عن تناقض سياسات النظام الاجتماعية مع هذه الاحتياجات، ومنها تقول الدكتورة كريمة الحفناوي " في هذه الفترة كنت ضمن اعضاء الفكر الاشتراكي فى جامعة القاهرة، واحد اعضاء قيادات الحركة الطلابية، التى قادت مظاهرات الطلاب، ورفعنا عدة مطالبات أهمها "وطنية واجتماعية وديمقراطية".
وأوضحت أن المطالب الاجتماعية، كانت تتلخص فى ضعف القدرة الشرائية للمرتبات وقتها، وفى نفس الوقت غلاء الأسعار، وكان المطلب هو تحسين أحوال الشعب المصري وضبط الأسعار.
سلمى لي ع الولاد السمر
خضر العمر
فى عموم الحواري
سلمي لي ع البنات
المخطوبين فى المهد
لسرير الجواري
أما الكاتب الصحفي جلال عيسى فيقول، "انتهت المظاهرات وبدأت حملة اعتقالات واسعة لم تشهدها البلاد منذ أمد بعيد، كنت وقتها مخضرم فى الاعتقالات، وكنت أعمل صحفي بجريدة الجمهورية وعندما علمت بقرار اعتقالي قررت لأول مرة الهرب من الأمن وهى على عكس ما اعتدت.
اسأ ليلي بالعتاب
كل قاري فى الكتاب
حد فيهم
كان يصدق
بعد جهل
بعد موت
ان حس الشعب يسبق
واي صوت
هى دي مصر العظيمة
ياحبيبتي
هى مصر
اللي فضلتي ف هواها
عشنا
على ألف قصر
هى دي يا عزة
مصر
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
