وزير التجارة: شرعنا في تجهيز البنية التحتية للإقتصاد الرقمي

المهندس طارق قابيل
كتب : اهل مصر

أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة ضرورة بذل الحكومات العربية مزيدًا من الجهود لوضع البنية الأساسية للإقتصاد الرقمي، وتبنى السياسات والتشريعات الداعمة لذلك، وتطوير المهارات ورفع جودة التعليم، فضلًا عن تعزيز ودعم المشروعات، مشيرًا الى أهمية الاستعداد لإجراء هذا التغيير من أجل ضمان تحقيق أهدافه وتقليل حجم تداعياته على اقتصادات الدول العربية.

جاء ذلك في سياق كلمة الوزير خلال مشاركته في جلسة "الاقتصاد العربى في ضوء المستقبل الرقمي" والتي عقدت في إطار فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي والمنعقد بمدينة دافوس السويسرية، وقد شارك في الجلسة التي ادارتها لارا حبيب في مقدمة البرامج بقناة العربية السيد يوسف الشاهد رئيس وزراء تونس والسيد خالد بيارى الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات اتصالات سعودية وبيتر سميث الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات دولية.

وقال قابيل ان مصر قد شرعت في الاستعداد لتجهيز البنية التحتية للاقتصاد الرقمى من خلال اطلاق خدمات شبكة الجيل الرابع 4G ومبادرة الإنترنت فائق السرعة (البرود باند)، واللتان تعدان أمرًا ضروريًا لتسريع النظام الرقمي الذى تقوم عليه غالبية المشروعات، حيث تشجع الحكومة مثلك تلك المشروعات من خلال بناء وحدات ادارة البيانات الاستراتيجية فى مختلف الهيئات الحكومية. كذلك تقوم الحكومة بالتوجه نحو انشاء المدن الذكية ويأتى مشروع بناء العاصمة الجديدة على رأسها.

كما قامت باستخدام المرافق الذكية لضمان التوافق بين نظام الخدمات الحكومية ونظم المشروعات المتطورة، كاستخدام العدادات الرقمية فى قياس استهلاك الكهرباء.

وأضاف الوزير أن البحث والتطوير هما السبيل لتبنى السياسات والتشريعات المناسبة للثورة الصناعية الرقمية، الأمر الذي يتطلب تخصيص نسبة جيدة من الناتج المحلى الإجمالي لهذه الأنشطة، لافتًا الى ان الدستور المصري ولأول مرة ينص على تخصيص 1% من الناتج المحلى الإجمالي للبحث والتطوير، وهو ما لا يتساوى بالطبع مع النسب المخصصة لذلك فى الدول المتقدمة والتي تصل احيانا الى 5% من الناتج المحلى الإجمالي، غير أنه انما يدل على جدية الدولة فيما يتعلق بالبحث والتطوير.

وأوضح أن "رؤية مصر 2030" - وهى استراتيجية التنمية المستدامة التى تتبناها الحكومة - تضم محاور تتعلق بالابتكار والخدمات الحكومية الذكية والتعليم الفني الذكي، والتي فى اطارها قامت وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع نظيرتها الألمانية بتطوير استراتيجية للابتكار الصناعي لدعم التحول الصناعي الرقمى فى مصر.

كما أكد أن القوانين والتشريعات الحالية تحتاج الى التعديل لتسمح باستخدام النظام الرقمى الجديد وكذا بالصناعات الجديدة كتلك المستخدمة لتقنية النانو، كصناعات الدهان والدواء فى مصر، كذلك تعديل الحوافز الاستثمارية بحيث تجذب الصناعات الرقمية كصناعة السيارات، وتوفير آليات تمويل لدعم الاستثمارات الضخمة التي يتطلبها هذا التحول الصناعي الرقمي.

أما فيما يخص رفع جودة التعليم وتعزيز المهارات من اجل مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، أوضح قابيل أن نظام التعليم الذكي هو الطريق لتطوير الكفاءات الفنية التى تتطلبها هذه الثورة الصناعية الجديدة، ومن ثم يجب تحديث نظام التعليم الفني والتدريب المهني. وأضاف أن مدارس ومراكز التعليم الفني فى مصر قد قامت بالفعل بتطبيق مناهج جديدة لتواكب التكنولوجيا الحديثة كالمستخدمة فى ماكينات الليزر -السي ان سي CNC- للطباعة ثلاثية الأبعاد. كما يقوم معهد تكنولوجيا المعلومات بتخريج 19 الف متخرج لسوق العمل سنويًا.

وفى سبيل إعداد المشروعات لهذا التحول الصناعي الرقمي، أوضح الوزير أنه يجب بناء مناطق صناعية ذكية تدعم أنواع الصناعات القائمة على النظام الرقمى- كالمناطق الصناعية الستة بمنطقة برج العرب؛ فضلًا عن قيام المراكز التكنولوجية بالتعريف بالتكنولوجيا الحديثة- وفى هذا المجال، قام 14 مركز تكنولوجي على مستوى الجمهورية بالتعريف بتقنية النانو وماكينات الليزر -السي ان سي CNC- للطباعة ثلاثية الأبعاد. وأكد أن تحويل خصائص الاقتصاد ليتواكب مع الثورة الصناعية الجديدة، حيث تقوم مصر الآن بتطوير السوق الإلكترونية والتي ستكون بمثابة تحول حقيقي للاقتصاد، فضلًا عن تطبيق خطة للتجارة الالكترونية لتسهيل التجارة وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

وأشار قابيل الى ان الثورة الصناعية الرابعة تتيح العديد من الإيجابيات وتحمل في طياتها عدد من التحديات حيث تتضمن ايجابياتها تحسين مستويات المعيشة وتقليل تكلفة الإنتاج وتقليل الوقت نحو التنمية لافتًا الى انها تتضمن عدة تحديات أهمها تأثيرها السلبي على عمليات التشغيل واحداث تغييرات جوهرية في القطاعات التجارية والصناعية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً