تعاني المنتجات المصرية، من الدواجن والفواكة والخضروات، من عدة أزمات تتعلق بمنع بعض الدول استيرادها، إلى جانب التشكيك في جودتها وعدم مطابقتها للمواصفات العالمية، ما يزيد من سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعانى منها الفترة الفترة الحالية.
وكانت هونج كونج، قد قررت الاثنين الماضي، منع استيراد الدواجن المصرية، ومنتجاتها من البيض، في ضوء إخطارات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، في مصر وأوديسا وتشيرنوفتسي في أوكرانيا وبعض المناطق في بولندا، بشأن تفشي فيروس إنفلونزا الطيور، وذلك لحماية الصحة العامة في هونج كونج، فيما قررت العراق في فترة سابقة، حظر استيراد الدواجن من 24 دولة من بينها مصر.
ويقول عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن الثروة الداجنة في مصر تمر بظروف عصيبة في الوقت الحالي، إلا أن منع إستيراد الدواجن لن يؤثر على صناعتها، لافتا إلى أن صناعة الدواجن في مصر تتم على مستوى عال وبشكل دقيق.وتابع السيد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن حظر إستيراد الدواجن كان لأسباب تخوف بعض الدول من إصابة الدواجن بفيروس إنفلونزا الطيور، إلا أن الدولة تقوم بمسح شامل على الدواجن في جميع محافظات مصر للتأكد من سلامتها.وأكد رئيس شعبة الثروة الداجنة، على أن الركود الذي يعاني منه السوق حاليا في صناعة الدواجن، والذي يصل نسبته إلى 40%، يرجع إلى الانخفاض الحاد في درجات الحرارة بالإضافة لانسحاب صغار المربين من المنظومة خلال فترة الشتاء لتعرضهم لخسائر فادحة لقلة التدفئة.
وفي سياق متصل، قال الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن صناعة الدواجن في مصر، تحتاج مزيد من الدعم والاهتمام من جانب الدولة، لافتًا إلى أن قرار منع إستيراد الدواجن المصرية، لم يكن الأخير في سلسلة الضربات التي تتلقاها صناعة إنتاج الدواجن، إذ أن سبق وأعلن مجلس الوزراء عن إعفاء كميات الدواجن المجمدة التي ستستورد أو تم استيرادها خلال الفترة من 10 نوفمبر 2016، وحتى 31 مايو 2017 من الضرائب الجمركية، مؤكدًا أنها تدعم الصناعة الأجنبية وتهدد الإنتاج المحلى والعاملين بالقطاع.وتابع درويش في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن متوسط الإنتاج تراجع ليبلغ 1.4 مليون دجاجة مقارنة بـ1.750 مليون دجاجة في نفس الفترة من العام الماضي حيث تقدر الفجوة الإنتاجية بنحو 350 ألف دجاجة.وعن أسباب حظر ستيراد الدواجن المصرية ببعض الدول، قال "درويش"، إن الدواجن المصرية لا يشوبها أي شائبة، فهي على درجة عالية من الكفاءة ولكن إدارة المنظومة هي من تحتاج للتعديل والتطوير، مشيرا إلى أن المنع ناتج عن التخوف لا لإثبات حالات فعلية، كما أن انعدام الرقابة على السوق السوداء وتصدير صورة للعالم عن تلف المنتجات الداجنة في مصر، كان هو الآخر سببا في إتخاذ بعض الدول مثل هذه القرارات التعسفية ضد مصر، على حد وصفه.
ويرى الدكتور "حسن محمد" أحد الأطباء البيطريين بمديرية الطب البيطري بمحافظة القاهرة، أن الدواجن ليست المنتج الغذائي الوحيد الذي صدر أمرا بحظر استيراده من بعض البلدان خارج مصر، فسبق وأوقفت الهيئة العامة للغذاء والدواء بعض الخضراوات والفواكه المستوردة من مصر، بعد أن أثبتت التحاليل عدم ملاءمتها للاستخدام الآدمي في وقت سابق من العام الجاري. وتابع محمد، إن الدولة عليها دور كبير في مراقبة مراكز إنتاج وبيع الدواجن وغيرها من المنتجات الغذائية، لافتا إلى ضرورة إنشاء مراكز بيطرية داخل كل مركز وقرية لاشتهارها بتربية الدواجن، وذلك لمتابعتها والكشف الدائم عليها.