منذ ظهور الأفلام الكارتونية والغرض منها التسلية والإفادة للأطفال بكل أعمارهم، بل أن هناك بالغين يفضلون مشاهدة الأفلام الكارتونية عن أي مادة فلمية أخرى لأنها تهدئ الأعصاب وتساعد على مزيد من الاسترخاء، كما أنها تساعد على ترتيب الأفكار من جديد.
ولكن ظهرت موجة جديدة من الأفلام الكارتونية تتضمن أحداثها أفعالا تتصف بالعنف وتتسم بالدموية التي لا تناسب الأعمار المستهدفة من نفس الأفلام، بل تعطي معلومات خاطئة عن مفاهيم وعادات مجتمعية لا غبار عليها.
الأفلام بعضها يظهر شخصية سانتا كلوز أو بابا نويل يتعمد مخالفة الإشارات المرورية التي يمر بها سواء على سطح الأرض أو تحت سطح الماء في محاولة منه لإخفاء تدخين حيوان "الرنة" الذي يجر عربته للمخدرات بدلا من أن يثير الكثير من الدماء على الأرض، وفيلم آخر يحمل اسم "الأخوة الدمويين السود"، وهو فيلم فيه كثير من إراقة الدماء للثأر من مجموعة أشقاء يدافعون عن أهواء أصدقاء لهم حتى الخاطئة منها.
فيلم دموي آخر يحمل اسم إضراب دموي، وهو عن فتاة تتمرد على وضعها الاجتماعي والتعليمي وتذهب لتبحث عن هويتها في أماكن أخرى، والفيلم لا يناسب الأطفال إطلاقا ولم تظهر عليه أي إشارة للعمر المستهدف منه، بل تم وضع شارة للأطفال عليه في دور العرض، وبالتالي في القنوات المتخصصة.
ويؤكد خبراء النفس أن هذه النوعية من الأفلام تنتجها بعض الشركات بغرض الإثارة وجذب عدد كبير من المشاهدين، وإن كانت تمثل خطرا كبيرا على الأطفال، خاصة في السن من 6 وحتى 11 عام، وهي تعتبر رسالة واضحة لمزيد من العنف وتوجيه التفكير لكل ما هو دموي وغير طبيعي، فيبدأ الأطفال في تقليد ابطال هذا الكارتون، وإن كان يتضمن السخرية والضحك بين أحداثه في محاولات يائسة لإخفاء الهدف الرئيسي من الأفلام، وهو إثارة العنف والترويج للألعاب العنيفة.
ورصدت مؤشرات البيع للعب الأطفال بحسب موقع تايم ارتفاعا ملحوظا في الألعاب التي تساعد على العنف مثل السيوف والدروع الذهبية وكذلك السكين والأسلحة البيضاء وغيرها من أنواع الألعاب التي كانت تتداعى أمام العرائس والمكعبات للأعمار الصغيرة.