من أطراف محافظة القليوبية، تقع عزبة بدوية يفتخر أهلها بنسبهم وقبائلهم ذات الأصول العربية، والتي تحمل في أعباءها أسرارًا كثيرة، خاصة في أمر التشاؤم والتبارك بالأشياء والأرقام والمآكولات، حتى دفعتهم تلك العادات التشائمية والتباركية إلى اختلاق بعض الطقوس الغريبة التي تدهش غيرهم، ومن أغرب طقوس القرية أنهم لا يأكلون أسماك، ولهم أسبابهم التي تدفعهم لهذا الأمر.. ونرصد في السطور التالية أسباب رفض تلك القرية لأكل الأسماك.
السمك من لحم الميتة
تلك القرية البدوية يؤمنون بقول الحق تبارك وتعالى "حرمت عليكم لحم الميتة والدم ولحم الخنزير" ويعتبرون أن السمك من الميتة، لأنه لا يذبح وإنما يموت بمجرد خروجه من المياه التي يعيش فيها، وهذا ما يربي لديهم حالة من التشاؤم، خاصة وأن الموت لدى العرب مصيبة وشئ مذمر ومكروه.
سر تشاؤم القرية من الموت
يكره أهل القرية الموت كرهًا شديدًا، ولا يفضلون الجلوس عند أحد لديه موتى، أو يضيفهم أحد ويجدون في بيته أسماك، كما أن لديهم مدافن في قرية مجاورة لهم، وتقريبًا لا يزرورن تلك القرية أبدًا أو يذهبون إليها في يوم ما إلا عند دفن أحد، كما أنه من المعروف عنهم أنهم لا يزورون موتاهم أيضًا للاتعاظ، ويؤمنون أن وجود أي شئ ميت في القرية يؤدي إلى التعاسة والنحس، حتى وإن كان حيوان أو طائر ميت فيلقونه بعيدًا عن مكان معيشتهم.
البومة تقتل أهل القرية
وبالرجوع إلى أصول الأشياء التي يتشائمون منها، تضيف إليهم أن أهل تلك القرية يتشائمون من طائر البوم، ولا يرجع سبب تشاؤمهم منه لأن شكله قبيح أو صوته المختلف عن أصوات باقي الطيور، أو حبه المفترض للأطلال والخراب الذي تبقى من الديار المهدومة، إلى آخر ذلك، ولكن التفسير التي دفعهم إلى التشاؤم، أن طائر البوم إذا صاح بالليل عند وقوعه على الدار تشائم أهلها، وتوقعوا موت أحد منهم، ومنها أيضا، أن لو بهذا الدار أحد تم قتله في شجار أو محاولات سطو أو غيرها، فإن القتيل تصير روحه بومًا بعد موته، وصياحها إنما هو لطلب الثأر من قاتله.