أشارت تحقيقات نيابة أمن الدولة، فيما يتعلق بقضية "تنظيم حسم الإرهابي" اليوم الخميس، إلى أن التنظيم يعمل بشكل استخباراتي، وتلقى تدريبات في السودان على يد كتائب القسام، وهو ما أكده عدد من الخبراء، مرجعين السبب إلى تبعية التنظيم لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تمتد في عدد من الدول العربية، خاصة في السودان وفلسطين، والتي انتهجت العنف طريقًا لمواجهة الدولة المصرية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية تنظيم (حسم) التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تضم 304 متهمين في القضية، أن مسؤولي التدريب داخل التنظيم، تلقوا تدريبات على "العمل الاستخباراتي" بغرض إنشاء جهاز استخباراتي لتنظيم الإخوان، يضطلع بتنفيذ عدد من الأهداف منها حفظ الأمن الداخلي للتنظيم من الاختراق، ورصد عدد من الأهداف داخل البلاد لاستهدافها بعمليات إرهابية، وفي مقدمتها منشآت تابعة للقوات المسلحة والشرطة وسفارات لدول أجنبية.
االدكتور سعد الدين إبراهيم، المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، قال إن حركة حسم تعمل بشكل احترافي وهذا لأنها تابعة لتنظيم الإخوان، فالإخوان تنظيم قديم، وكل هذه الجماعات خارجية من عبائته، مع اختلاف أسمائها.
وأضاف "إبراهيم" في تصريحات خاصة، أن تنظيم الإخوان أسس تنطيمًا موازيًا للدولة بكل أجهزتها بما فيها العمل المخابراتي، والتنظيم العسكري، فالإخوان يقومون بتدريب أتباعهم وعناصرهم في اي دولة يوجد بها، حيث تبلغ عدد الدول التي يوجد بها التنظيم 65 دولة بينها 21 دولة عربية أبرزها السودان حيث أن عمر البشير يمثل أحد فروعهم، وفي فلسطين ممثلة في حركة حماس كما يتواجد التنظيم في 40 دلو إسلامية، والباقي دول أوروبية.اللواء محمود زاهر، الخبير العسكري، قال إن الإخوان المسلمين والجماعات الإجرامية، لها عمل محدد، ينقسم بين كونه دوليًا ثم إقليميًا ثم داخليًا، تخرج إلينا بعدة أسماء تتبدل من آن لآخر ما بين "جماعة حلوان، جند الله، المجاهدين في الأرض ، حسم" وهي أسماء يراد بها أن يشعر الشعب أن هناك تنظيمات كثيرة، هدفها شيئ واحد، ضرب الاستقرار، وإجبار مصر على الدخول ضمن النظام الدولي حسب ما يتم اختياره ممن يتحكم في اللعبة.
وأضاف "زاهر" أن تنظيم "حسم" تابع للإخوان، لذا فهم محترفون، تدربوا في السودان ومصر ومع حركة حماس، تلقوا تدريبات على العمليات الإرهابية في العموم، وتم تدريبهم على العملية المحددة: "لذا نحن أمام محترفين، الاسم غير مهم، عندهم دعم لوجيستي ومخابراتي".وأوضح الخبير العسكري، أن العملية التي تنجح أو تفشل، سواء كانت أجهزة وحكومات متقابلة، يكون بفرق الإمكانيات،وقوة عمليات "القوات المسلحة والقوات الشرطية، أمام المجموعات الإرهابية، مؤكدًا أنه حتى وإن اختلف المسمى لكن جميع تلك المجموعات والتنظيمات تخرج من بوتقة واحدة.وكانت التحقيقات التي باشرتها النيابة، قالت إن عددًا من المتهمين تلقوا تدريبات عسكرية على أيدي عناصر من كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) داخل معسكرات تدريبية بدولة السودان، وذلك تمهيدا لعودتهم وتنفيذ مخططهم العدائي داخل البلاد.
وقال مصدر قضائي إن تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية، أحيلت إلى النيابة العسكرية، في ضوء أن هناك منشآت تم رصدها واستهدافها، تتبع جهات حكومية، وهي المنشآت المخاطبة بأحكام القانون الخاص بشأن تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية رقم 136 لسنة 2014، من بينها نادي ضباط الشرطة بدمياط وكمين العجيزي ومنشآت عامة تم رصدها منها منشآت ووحدات عسكرية ومنشآت تابعة لوزارة الإنتاج الحربي والمحكمة الدستورية العليا، وشخصيات عامة وعسكرية تم رصدها تمهيدا لإستهدافها بعمليات إغتيال، ومن بينها ما تم تنفيذه مثل عملية إغتيال العميد عادل رجائي وهي الواقعة محل التحقيق لدى النيابة العسكرية، ومن ثم ينعقد لإختصاص للنيابة العسكرية في التصرف في القضية بإحالتها إلى القضاء العسكري، بإعتبار أن الوقائع متصلة وتابعة لتنظيم واحد.وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا وتحريات جهاز الأمن الوطني، أن قيادات جماعة الإخوان الهاربين خارج مصر، هم كانوا أصحاب فكرة "إحياء العمل المسلح" للتنظيم، وقاموا بالتخطيط لهذا الأمر، وهو ما أسفر عن إنشاء وتأسيس الكيان الإرهابي المسمى بتنظيم "حسم" موضوع القضية، بغرض تنفيذ عمليات عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام وبعض رجال الأعمال، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها سعيا لإسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد وإقامة ما أسموه دولة "الخلافة الإسلامية".وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتمع اليوم، مع رئيس الوزراء، وعدد من المسؤولين، لمناقشة الأوضاع الأمنية والإقليمية، موجهًا بضرورة التشديد على الإجراءات التى تتخذها مختلف أجهزة الدولة من أجل إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ والمعابر بالنظر إلى التحديات الأمنية القائمة بالمنطقة، ومخاطر الإرهاب المتزايدة نتيجة ما يشهده الشرق الأوسط من اضطراب وتوتر، ومشددًا على ااتخاذ جميع أجهزة الدولة المعنية التدابير اللازمة لضمان التأمين التام لحدود البلاد البرية والبحرية، فضلًا عن مواصلة الأجهزة الأمنية التحلى بأقصى درجات الاستعداد واليقظة والحذر، والاستمرار فى تشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية.