يتجه الموساد الإسرائيلي منذ تأسيس الدولة العبرية،لتجنيد بعض العناصر قليلة الإيمان بالوطن، كجواسيس له، وتحدثت الملفات السرية التي تم السماح بظهور تفاصيلها عبر البرامج أو الجرائد أو الدراما أو السينما عن بعض تلك الحالات، ولكن تجنيد السيدات كان الاتجاه الأبعد والأكثر دهاءً من بين الجواسيس، حيث استطعن الوصول لأبعد النقاط التي تصعب على كثير ممن تم تجنيدهم سابقا، وفي التقرير التالي نعرض قصص أشهر جاسوسات عربيات تم تجنيدهن لصالح الموساد وانكشف أمرهن.
الفنانة راقية إبراهيماسمها الحقيقي راشيل إبراهام ليفي، وولدت في عام 1919 بالمنصورة لأسرة يهودية، ثم درست في المدرسة الفرنسية ثم كلية الآداب، وحصلت على البطولة في عدة أعمال فنية مثل رصاصة في القلب وملاك الرحمة. كان لها دور كبير في تشجيع اليهود المقيمين في مصر على الهجرة إلى إسرائيل، وبالتحديد عقب حرب 1948، حيث تم إعلان قيام دولة إسرائيل هناك على اراض فلسطينية.تزوجت راشيل من المهندس المصري مصطفى والي، وهاجرت إلي الولايات المتحدة الأمريكية، وقامت بزيارة الأمم المتحدة وعملت هناك مع الوفد الإسرائيلي، حيث تم التخطيط بالتعاون معها لاغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، التي كانت تشارك في مؤتمر في الولايات المتحدة وقتها، واستطاعت راشيل أن توطد علاقة الصداقة بينها وبين العالمة المصرية واستطاعت دخول منزلها أكثر من مرة منفردة وحصلت على المفتاح الخاص بها.بعدها قامت بدعوة سميرة للعشاء مما أتاح لرجال الموساد دخول الشقة وتصوير الأبحاث والمعمل الخاص لسميرة، وعند تحديد موعد زيارة سميرة للمفاعل النووي في الولايات المتحدة الأمريكية تم اغتيالها في أغسطس 1952.عاشت بعدها راشيل في الولايات المتحدة الأمريكية وظلت على ولائها للموساد وعملت كسفيرة للنوايا الحسنة من أجل إسرائيل، وأسست شركة لإنتاج الأفلام السينمائية والوثائقية أيضا.
أمينة المفتيولدت أمينة داود المفتي عام 1939 في عمان لأسرة مسلمة شركسية، وفي عام 1957 سافرت إلى فيينا لاستكمال دراستها الجامعية، وبدأت هناك حياة التحرر والانحلال حيث تعرفت علي فتاة تدعى جولي باتريك علمتها التدخين والشذوذ والسحاق الذي انجرفت فيه أمينة. عادت أمينة إلى عمان، وأحبت شقيق إحدى صديقاتها الذي وهو يهودي يعمل طيارا ويدعي موشيه، وساعدها موشيه في الحصول على شهادة دكتوراة مزورة في علم النفس المرضي، وأقنعها باعتناق اليهودية في معبد شيمودت وتزوجها فاستبدلت اسمها بالاسم اليهودي الجديد اني موشيه براد.هاجرت أمينة معه الي إسرائيل، وتم ترقية زوجها إلى رتبة رائد طيار في سلاح الجو الإسرائيلي وفي آخر يناير 1973 أسقطت المدفعية السورية طائرته واعتبر مفقودا، مما جعلها تشعر بضرورة الثأر من السوريين والعرب كلهم فبدأت مشوارها في التجسس.عاشت أمينة في لبنان واستطاعت الدخول إلى الملاجئ الفلسطينيين بحجة أنها طبيبة متطوعة لشفاء الجرحى حتى وصلت إلى مكتب الرئيس الفلسطيني وقتها ياسر عرفات، حصلت أمينة من الرئيس على إذن لدخول جميع المواقع الفلسطينية بوصفها طبيبة وكانت ترسل كل المعلومات عن العمليات الفدائية وتفاصيل دقيقة عن تحركات أهم الشخصيات في منظمة التحرير.بعدها نشرت مجلة بمحاني العسكرية الإسرائيلية قرارا أصدره وزير الدفاع بصرف معاش دائم للمقدم اني موشيه براد، التي تصدر اسمها لوحة الشرف بمدخل مبنى الموساد.
إنشراح موسىولدت انشراح علي موسى عام 1937 في محافظة المنيا لأسرة متوسطة الحال، وفي عام 1929 تزوجت من إبراهيم سعيد شاهين ورزقا بثلاثة أبناء هم نبيل ومحمد وعادل، ولكن في أكتوبر 1966 تم القبض علي زوجها إبراهيم وتم حبسه ثلاثة أشهر، خرج بعدها ناقما على الحكم والظروف كلها مما جعله صيدا سهلا للموساد فتم استغلاله للحصول على معلومات عن الشارع المصري، وحين أبدى استعداده للتعاون وظهر ولاءه بدأ تدريبه للحصول على معلومات أمنية قيمة.سافر الزوجان بعدها إلى روما وقابلا مندوب الموساد الذي سلمهما وثيقتي سفر بأسماء جديدة هي موسى عمر ودينا عمر وجنسية اسرائيلية، ثم توجها إلى إسرائيل وخضعا لتدريبات مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة والتصوير الفوتوغرافي وجمع المعلومات، وتم منح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، ومنحت انشراح رتبة ملازم أول.صدر الحكم بإعدام انشراح وزوجها إبراهيم عام 1974 والسجن خمس سنوات لنجلهما نبيل وتم تحويل عادل ومحمد إلى محكمة الأحداث، وبرغم تنفيذ حكم الإعدام فيهما بعدها بثلاث سنوات، إلا أن صحيفة حداشوت الإسرائيلية كشفت بعدها بعشر سنوات عن عدم إعدامهما وتمكنت إنشراح لاحقا من دخول إسرائيل مع أولادها، حيث حصلت على الجنسية الإسرائيلية واعتنقوا اليهودية.
الصحفية سحر سلامةولدت سحر إبراهيم سلامة في قرية شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وكانت تعمل بجريدة إقليمية تحمل اسم المحافظة التي تقيم بها، وتم القبض عليها في فبراير 2014.اعترفت سحر بالعمل لصالح المخابرات الإيطالية ولم تكن تعرف أنها تعمل لحساب الموساد الإسرائيلي حيث تم خداعها في هذا الشأن، وأقرت أنها كانت تتلقى تكليفات برصد المشروعات المختلفة التي يمتلكها الجيش المصري من أندية وفنادق ومصانع حربية ومشاريع، وكذلك رصد إجراءات التجنيد داخل الجيش المصرى.واعترفت سحر بأنها كتبت التقارير بطريقة الشفرة، وكانت تتسلم مبلغ ٥٠٠ يورو عن كل تقرير ترسله، واستغلال الموساد للتقارير هو الخدعة التي لم تكن تعلم بها.
هبة عامر الاستثنائيةهي الجاسوسة التي وصفتها رئيسة الوزراء الاسرائيلية جوادا مائير بالاستثنائية حيث تنتمي هبة عبدالرحمن سليم عامر لأصول صعيدية وأسرة ميسورة الحال، وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة سافرت إلى باريس لاستكمال دراستها، وهناك تعرفت علي فتاة يهودية وأقنعتها أن شعب إسرائيل لا يحب الحرب ويتمنى أن تنتهي، في نفس الوقت كان لها أستاذ بالجامعة فرنسي الجنسية أقنعها بالالتحاق بجامعة بفرنسا لإكمال دراستها، وسهل لها كافة الإجراءات ومن هنا بدأ مشوارها نحو التجسس.تلخص دور هبة وقتها في إقناع الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية بالتعاون، ثم رسم لها الموساد خطة لاصطياد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبدالحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة وتجنيده، وفي أول زيارة قامت بها إلي تل أبيب استقبلتها المقاتلات الإسرائيلية في الجو لمصاحبة الطائرة التي تقلها كنوع من التكريم لها.استطاعت المخابرات المصرية وضع خطة مضادة لتخطيط هبة برئاسة الفريق أول رفعت جبريل وتم تجنيد الضابط فاروق لصالح مصر وإرسال معلومات مغلوطة، فاستطاعوا القبض عليها في مطار طرابلس أثناء سفرها من تل أبيب لليبيا لزيارة والدها.حضر هنري كسينجر وزير خارجية الولايات المتحدة بعد القبض على هبة لمقابلة الرئيس السادات حاملا له رجاء الرئيس نيكسون وجولدا مائير بإنقاذ هبة سليم فأمر السادات وقتها بتنفيذ حكم الإعدام، موصيا باعتذاره لنيكسون، مما يشيرلأهميتها لدي إسرائيل، وتحولت قصة حياتها إلي فيلم سينمائي يحمل اسم الصعود إلى الهاوية وجسدت فيه الممثلة مديحة كامل دور هبة وجسد محمود ياسين دور ضابط المخابرات المصرية.