روسيا تمد مصر بقمح به "حشرات".. والحكومة تلجأ لـ"غاز سام" لتمريرها.. وفطر جديد يهدد "كبد" المصريين في شحنات القمح

بدا على شحنة القمح، بعض الحشرات - ليس أمرًا عاديًا - لكن الحكومة لم تعدها إلى حيث المنشأ، لكنها خزنتها في الجمارك حتى تتم لها عملية "التبخير" وتقوم بتمريرها مرة أخرى إلى المواطنين.

وقالت الهيئة المعنية بالسلامة الزراعية في روسيا، اليوم الخميس، إن 18 ألف طن من القمح الروسي صادرتها مصر في ميناء بالإسكندرية، في نوفمبر قد يفرج عنها المسؤولون المحليون بعد تبخيرها، مضيفة أن ممثلين لها التقوا مع مسؤولين مصريين لمناقشة الأمر في القاهرة يوم 17 يناير.

وقالت الهيئة أن عملية التبخير ستطهر القمح من الحشرات التي لحقت به أثناء التخزين وقد تفسح المجال أمام المسؤولين المصريين للإفراج عن القمح الذي تمت مصادرته، حيث أمرت النيابة بمصادرة القمح من موقع تخزين تابع لشركة خاصة في ميناء الدخيلة بعدما وجدت أنه غير صالح للاستهلاك الآدمي، جرت مصادرة الإمدادات بعد أسابيع من اجتيازها عمليات تفتيش الحجر الزراعي بنجاح.

" الشحنات الفاسدة من روسيا ليست الأولى"

الشحنات الفاسدة، من القمح لم تكن فقط المصابة بالحشرات، فسبقها، شحنات القمح المصابة بفطر الإرجوت – قبل ان تسمح الحكومة المصرية بتمرير الشحنات المحتوية على 5% من الفطر- كان المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، عيد حواش، أعلن أنه تم رفض جميع شحنات القمح الواردة من روسيا، والتي يوجد بها فطر الإرجوت "المسرطن" حفاظًا على الصحة العامة للمصريين.

"ماذا تعني عملية التبخير"يوجد ثلاثة أنواع من الحشرات، منها حشرات حقلية والتي تصيب المحصول بالتسوس وحشرات مخزونية وتوجد بالأقماح خلال عمليات التخزين، والنوع الثالث حشرات هوائية والتي تدخل الأقماح خلال تفريغ الشحنات من الميناء إلى الصوامع، وتنقسم طرق مكافحتها إلى 3 طرق، أحدها هي الطريق الكيماوية، والتي تندرج تحتها عملية التبخير.والتبخير – بحسب ما تعرفه مواقع الزراعة المصرية عبر شبكة الإنترنت- هو عملية تستعمل فيها المادة اللازمة لمقاومة وإبادة الحشرات بأنواعها على صورة غازية في أماكن محكمة في المخازن أو تحت خيام صنعت من نسيج خاص من مادة Poyethelene غير النافذة للغاز ويشترط في الغاز المستعمل لهذه العملية أن تتبخر بسرعة على درجة الحرارة العادية إذا كان سائلاً وأن تتبخر دون أن تترك بقايا سامة على الحبوب وألا يكون قابلاً للذوبان في الماء وغير قابل للاشتعال أو الانفجار ورخيص الثمن. ولنجاح عملية التبخير يجب أن يصل الغاز إلى الحشرات أينما وجدت في الحيز الذي خصص لإجراء عملية التبخير وأن يبقى الغاز لمدة كافية وبتركيز يكفي لقتل الحشرات، وأحد هذه المواد غاز برومود الميثيل، وحمض الايدروسيانيك.

الدكتور نادر نور الدين، فجر مفاجأة فيما يتعلق بغاز بروميد المثييل، قد تم منعه منذ عام 2013، وأصبح مرفوض استخدامه بشكل بات طبقًا للاتفاقيات الدولية، والتي حرمت استخدلم الغاز في آخر ثلاث دول هي مصر ولبنان وفلسطين عام 2013.

"فطر أقوى من الحشرات والإرجوت"قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي، إن الحشرات التي تهاجم القمح، تختلف في درجة خطورتها، فإذا كانت حشرات ميتة ويمكن فصلها عن طريق الغربلة، يمكن تمرير شحنة القمح، حيث يسمح في أقماح الدرجة الثانية بنسب قليلة من الحشرات الميتة، أما إذا كان هناك حشرات حية مرافقة للميتة يصعب التخلص منها بالغربلة، خاصة "سوسة القمح" التي تتكاثر بسرعة، حينها يتم رفض الشحنة.

وأضاف "نور الدين" في تصريحات خاصة، أن هناك فطر أخطر من السوسة والإرجوت، ويسمى "الأفلاتوكسيم" الذي أعلنت الأمم المتحدة أنه سبب رئيسي في تدمير الكبد للمصريين ومسؤول بشكل كبير عن فيروسي C.B على وجه الخصوص، حيث ينمو 27 نوع من الفطريات على رطوبة القمح، وتبدأ بإفراز كمية كبيرة من السموم شديدة الثبات والتي لا تتأثر بعوامل خبز القمح والحراراة.

"الزراعة والحجر الزراعي في مواجهة الحشرات"وزارة التموين أخلت مسؤوليتها من الأقماح المحتوية على الحشرات، حيث أكدت التموين، أن واردات الأقماح المستوردة مسؤولية وزارتي الزراعة والصناعة، وأن دخول الأقماح يتم من خلال موافقة الحجر الزراعي لمعرفة عن ما إذا كانت الأقماح مطابقة للمواصفات القياسية وخالية من الحشرات.وفي تصريحات صحفية، قال نعماني نصر نعماني، رئيس هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين سابقًا، إن هناك بعض الإجراءات المتبعة في عملية دخول الأقماح المستوردة للبلاد، خاصة بعد عام 2009، وهى عدم تحريك السفن المحملة من بلاد المنشأ قبل تبخيرها لضمان عدم وجود حشرات حيه داخل الأقماح، حيث كان يتم السماح لدخول الأقماح بحشرتين ميتين في كل كيلو شريطة أن تكون الحشرات معروفة ومدرجة ضمن الجدول العالمي للحشرات والمعرف لدى وزارة الزراعة، لافتا إلى انه خلال 2009 تم إعادة مركب محملة بالأقماح إلى إسبانيا لاحتوائها على حشرات ميتة وغير معروفة، مما اتخذت الحكومة وقتها قرار بإعادة الشحنة.وأضاف نعمانى نصر نعمانى، أن قرار تبخير الشحنة يأتي لضمان عدم وجود حشرات حية ثم التحفظ عليها لحين غربلتها مرة أخرى، للتأكد من خلوها من أي حشرات سواء حية أو ميتة قبل طحنها واستخدامها للاستهلاك الآدمي، وإعادة جدول الاشتراطات خاصة فيما يتعلق بوجود حشرات وذلك كل 6 أشهر لإدراج أي حشرات جديدة للجدول وإبلاغ الجهات المصدرة للأقماح بها.

"المستوردون جزء من الازمة"

الدكتور نادر نور الدين، قال إن المساوردين والقطاع الخاص، يعودن أحد أسباب استيراد الأقماح التي بها مشاكل أو فطريات أو حشرات، حيث أن يعضهم لا يشترطون الحصول على القمح من آخر محصول، كما أنهم يلجأون إلى استئجار مراكب قديمة لتوفير النفقات، وهو ما يزيد فرص إصابة لااقماح بالحشرات حيث أن رحلة نقل القمح تستغرق 28 يومًا من الأرجنتين وأمريكا، ومن 10 :12 يومًا من روسيا.

وأضاف "نور الدين" أن بعض التجار يلجأون إلى الحيل، لتحقيق اكبر ربح مادي، والدليل على ذلك القضية الشهيرة بـ"قمح العلف" في 2010، والتي أحيل على إثرها المستورد للنيابة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً