لم تتصور شركة الإنتاج أن تنتج فيلما سيصنف كأبشع الأفلام التي صنعتها السينما في تاريخها بالكامل، إنه الفيلم الذي تسبب في إبعاد مخرجه عن العمل السينمائي تماما وتم منع ظهوره ما يقرب من 50 عاما بعد عرض ليلة واحدة ثم تم منع عرضه دوليا على أي شاشة سينمائية في أي دولة، إنه الفيلم الأمريكي الذي يحمل إسم فريكس.
وفيلم فريكس من إنتاج 1932 لشركة من كبار الشركات الإنتاجية وقتها هي مترو جولدن ماير، ظهر الفيلم للمرة الأولى بعد منتصف فبراير بمدينة لوس أنجلوس ومدته 90 دقيقة، وبعد عرض الفيلم بدقائق بدأ الصراخ في دور العرض ولم يصمد الكثير من المشاهدين لنهاية الفيلم للفزع الذي اصابهم وشاهدوا جزء منه وهم يغطون وجوههم من بشاعة المشاهد فيه.
الفيلم رغم تصنيفه مرعبا إلا أن الرعب السائد وقتها كان يرتبط بالقصور القديمة والمخلوقات القادمة من الفضاء أو الأماكن المظلمة، ولكن فاجأ مخرج الفيلم الجمهور بأن أبطال الفيلم كلهم من المصابين بالتشوهات الخلقية الشديدة والقبيحة، بل كانت معظم التشوهات بشعة من عمل مبدعي الماكياج في أمريكا، بالإضافة للاستعانة بتوأم ملتصق حقيقي في الفيلم مع إضافة بعض التشوهات الصادمة لهم.
تحكي القصة عن سيرك كل العاملين به من أصحاب التشوهات الخلقية البشعة التي يستغلها صاحب السيرك لإضحاك الجمهور تارة وتارة أخرى لإخافتهم، ويعاملهم معاملة الحيوانات القذرة غير المرغوب فيها ويقوي بينهم الكراهية حتى لا يتحدوا يوما ضده، ثم تتوالى الأحداث لينتقم كل منهم من الاخر في مشاهد مروعة بالإضافة لقبح اشكالهم في الاعمال الشريرة.
ظهرت مطالبات عديدة بإيقاف الفيلم بعد ظهوره في دور العرض بساعات، وظهرت دعوى قضائية بتعرض إحدى السيدات للإجهاض بعد مشاهدتها للفيلم وساند الدعوى الاتحاد القومي لحقوق المرأة فتم وقفه بالفعل بداية من ولاية اتلانتا وبعدها كل الولايات الامريكية، بالإضافة لموجة من التعليقات والهجوم القوي على الفيلم وصناعه، كما تم منع الفيلم رسميا من التوزيع لمدة 50 عاما حتى تم عرضه في بريطانيا بعد حذف 25 دقيقة من أحداثه.
وأعلنت الشركة المنتجة عن خسارتها لأكثر من 200 ألف دولار بالإضافة لتكلفة الفيلم التي تخطت 300 ألف دولار وقتها حيث كان مبلغا باهظا للخسارة، الخسارة لم تكن من نصيب الشركة المنتجة فقط بل خسر المخرج تود برونك عمله أيضا بعد أن تم إبعاده عن السينما تماما ولم يقم بأي أعمال بعدها، وخاصة أن فكرة الفيلم وتجهيزه للشخصيات وصنع المشاهد المخيفة كانت من عمله وحده، ورغم ذلك اكتسب اسم المخرج شهرة واسعة فيلمه الممنوع من العرض.
الهجوم الشرس الذي تعرض له الفيلم لم يمنع إشادة بعض كبار النقاد بالحالة المؤثرة التي عرضها الفيلم لشريحة إنسانية لا يهتم بها أحد، ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه يعطيك صورة لا يمكن نسيانها بسهولة، كما كتب الناقد والاعلامي جون موشر عن الفيلم واصفا إياه بالجوهرة لأنه يوقفنا عند فئة بحد ذاتها لا نلتفت إليها.
وأعلن الممثلون المشاركون في الفيلم بالخسارة الحقيقية للمجهود الكبير في الفيلم الذي استغرق تصويره عام كامل، شارك في بطولة الفيلم بيتر روبنسون في دور الهيكل العظمي البشري، واولجا رودريك في دور سيدة الملتحي، وديزي وهلتون في دور التوأم الملتصق، وأيضا جوني ايك في دور رجل بلا أرجل، بالإضافة إلى فرانسيس اوكونور ومارثا موريس.