شهدت انتخابات الرئاسة في جامبيا، تشاحنات عديدة وأحداث طويلة، وكانت طوال الوقت على صفيح ساخن، ففي الوقت الذي توجه فيه الناخبون للإدلاء بأصواتهم، قطعت الحكومة الاتصالات عبر الهواتف وشبكة المعلومات الاجتماعية قبيل بدء التصويت بساعات، في محاولة منها لمنع اندلاع أي أعمال شغب أو عنف خلال العملية الانتخابية.
كما منعت الحكومة الجامبية مشاركة المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي أو المراقبين الأفارقة التابعين لمجموعة دول غرب إفريقيا، في متابعة سير العملية الانتخابية في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 1.9 مليون شخص.
جامي مطمئن
الرئيس الجامبي المنتهية ولايته يحيي جامي البالغ من العمر 51 عامًا الذي تولى حكم جامبيا الواقعة في غرب إفريقيا عام 1994 أي منذ 22 عامًا، قال قبل إعلان النتيجة إنه مطمئن لفوزه في الانتخابات، وحذر المعارضة والمحتجين من ارتكاب أي أعمال تؤخر الديمقراطية.
واجه جامي منافسه أداما بارو، وهو رجل أعمال سابق وزعيم الحزب الديمقراطي المتحد، الذي برز كمرشح للتحالف من ثمانية أحزاب المعارضة، ونائب الحزب الحاكم السابق ماما كانديه، المرشح عن اللاكونجرس الديمقراطي بجامبيا.
الخسارة
كشفت نتائج الانتخابات عن خسارة جامي وتفوق آدم باروغرد، واعترف بالهزيمة أمام مرشح المعارضة، بعدما أعلنت لجنة الانتخابات المستقلة في البلاد فوزه في انتخابات فاتح ديسمبر، بنسبة 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامي.
وقد أدى بارو اليمين القانونية في مبنى السفارة الغامبية في العاصمة السنغالية داكار.
وقال في خطاب تنصيبه، إنه أمر جميع اعضاء القوات الغامبية المسلحة بالبقاء في ثكناتهم.
وحذر من أن "أولئك الذين سيرفعون السلاح بشكل غير شرعي سيعدون متمردين".
وقد حضر حفل التنصيب سفراء الدول الغربية في السنغال والمبعوث الأممي لغرب أفريقيا ومسؤولون في تجمع إكواس، في وقت تجمع فيه المئات من المبعدين الغامبيين أمام مجمع السفارة.
جامي يهدد
جامى ظهر مرة ثانية في خطاب بثه التلفزيون الجامبي الرسمي وقال: إنه يرفض بشكل قاطع نتائج هذه الانتخابات، لأنها شابها الكثير مما يجعل من المستحيل القبول بها، وطالب بإجراء انتخابات جديدة تسمح للجميع بالمشاركة، دون أن يحدد تاريخا لذلك.
واعتبر أن الانتخابات التي جرت مطلع الشهر الجاري حرمت الكثير من المواطنين الجامبيين من حقهم في التصويت لأسباب شكلية، حسب وصفه، رغم وجود أسمائهم على اللوائح الانتخابية.
وتحدث جامى بمرارة عما سماها المضايقات التي تعرض لها أنصاره منذ إعلان فوز بارو، في إشارة إلى حالة الانقسام داخل الجامبيين بين قوميتي "الماندينغا" (كبرى القوميات من حيث العدد) و"جولا" التي ينتمي إليها جامى، وهو الانقسام الذي ضاعفته تصريحاته العنيفة في الحملة ضد الماندينغيين، وقد حظى جامبي بدعم من البرلمان.
الجيش السنغالي يتدخل
دخلت القوات السنغالية الى الأراضي الجامبية دعما لتولي الرئيس الجديد أداما بارو مقاليد السلطة في البلاد، حسب متحدث باسم الجيش السنغالي.
وجاء ذلك بعد وقت قصير من أداء أداما بارو لليمين القانونية رئيسا لغامبيا في السفارة الغامبية في السنغال.
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع يعبر فيه عن "الدعم الكامل" للرئيس الجامبي الجديد بارو ويدين محاولة الرئيس السابق جامي التمسك بالسلطة داعيا اياه الى التنحي وتسليمها للرئيس المنتخب.
ويدعم قرار المجلس جهود دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إكواس) لضمان احترام نتائج الانتخابات التي اجريت في الأول من ديسمبر ، وضمان تولي بارو السلطة "بالطرق السياسية أولا".
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن دبلوماسيين في المجلس قولهم إن الإشارة الأولية في مسودة القرار الى استخدام إكواس "كل التدابير الضرورية" قد حذفت وأضيفت عبارة "الوسائل السياسية أولا" بعد اعتراض عدد من أعضاء المجلس الذين يعارضون العمل العسكري في غامبيا.
ونقلت عن سفيري بريطانيا وروسيا في المجلس قولهما ان بارو اصبح رئيسا الآن ومن حقه أن يطلب من دول إكواس التدخل العسكري لإزاحة جامع.
وأكد الناطق باسم الجيش السنغالي، الكولونيل أبدو ندياي، في تصريحات لوكالات الأنباء دخول القوات السنغالية إلى جامبيا لتسليم السلطة للرئيس الجديد.
نيجيريا والطلعات الجوية
وقالت نيجيريا إنها سيرت طلعات جوية استطلاعية فوق جامبيا، حسب وكالة فرانس برس .
وقال المتحدث باسم القوة الجوية النيجيرية، أيوديلي فامويوا، إن الطائرات التي نفذت هذه الطلعات "لها القدرة على القيام بضربات جوية".
وكانت قوات من دول غرب أفريقيا اكدت جاهزيتها لفرض انتقال السلطة في جامبيا بالقوة.