"لا تملك شيئًا سوى الأموال".. هكذا وصف الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" دول الخليج، في إشارة منه أنه لولا مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وتقديم الحماية لهم ما كان لهذه الدول وجود، كما أشار ترامب في خطاب له قبل تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أن دول الخليج في احتياج دائم لأمريكا، وتسعى لتكوين علاقات قوية معها، فهي الطرف الأضعف الذي لا يقوم بأي شيء سوى دفع المال، على حد وصفه.
وإذا كانت العلاقات الأمريكية مع بعض الدول الخليجية والأوروبية، قد شهدت بعض التوترات على امتداد السنوات الثمان لإدارة أوباما، فإنها قد تشهد المزيد من التوترات وربما التغيرات في مستوى العلاقة على عهد ترامب الذي يبدو أنه أقل اهتماما بتلك العلاقات وأقل حرصا على الدبلوماسية في التعبير عن مواقفه.
وترصد "أهل مصر" أبرز الدول المرشحة للصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية عقب تولي "ترامب" رئيسا رسميا لها، ومنها:
السعودية
شن "ترامب" هجوما شرسا على المملكة العربية السعودية، في خطاب له قبل تنصيبه رسميا، واصفا آل سعود بـ"البقرة الحلوب" التي تدر ذهبا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، مطالبًا النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروته كبدل عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لآل سعود داخليًا وخارجيًا.
وتابع "ترامب" حديثه عن المملكة العربية السعودية وآل سعود، أنه متى جفت البقرة ولم تعط الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها، وهو ما يجعل العلاقة بين ترامب والمملكة ذات طابع مادي تتحدث فيه الأموال أولا، فإذا سارت الأمور الاقتصادية بسلام، كانت السياسة هادئة.
وخاطب النظام السعودي قائلا: "لا تعتقدوا أن مجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الإنسان وتدمير الحياة ستقف إلى جانبكم وتحميكم فهؤلاء لا مكان لهم في كل مكان من الأرض إلا في حضنكم وتحت ظل حكمكم، لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها يقومون بأكلكم".
الكويتهاجم ترامب الكويت في خطاب له، حيث أشار إلى أن للولايات المتحدة سبق، وساعدت الكويت في حربها مع العراق، وساعدتها على استعادة الدولة بعد أن احتلها صدام حسين.
وطالب ترامب، الكويت بدفع نصف حصيلة اقتصادها في الـ50 سنة القادمة كثمن للحماية والمساعدة في استعادة الدولة، مما دعا العديد من دول الخليج يتخوفون من مستقبل علاقتهم مع الولايات المتحدة عقب تولي ترامب الرئاسة رسميا.
اليابان
هاجم "ترامب" اليابان؛ بسبب عدم دفعها للأموال مقابل الحماية التي توفرها الولايات المتحدة لها، مؤكدا في خطاب سابق له، ضرورة مساعدة اليابان للولايات المتحدة ودفع كافة النفقات اللازمة للحماية، مما يساعد على إسقاط ديون الولايات المتحدة.
الصينشن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، هجوما على الصين، متهما إياها بالمضاربة في العملة، وعرض عضلاتها العسكرية في بحر جنوب الصين.
كما كتب "ترامب" إحدى التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هل سألتنا الصين إن كنا راضين عن خفض قيمة عملتها (مما يجعل من الصعب على شركاتنا المنافسة) وفرض ضرائب باهظة على منتجاتنا المصدرة إليها؟".
وكان ترامب على شفا أزمة دبلوماسية مع الصين الأسبوع الماضي، بحديثه المباشر مع رئيسة تايوان، وتسبب هذا التصرف غير المعتاد في تقدم الصين بـ "احتجاج شديد اللهجة" لدى الولايات المتحدة.
كما عبرت بعض وسائل إعلام صينية رسمية عن استياءها من تصريحات "ترامب"، واصفة إياه بأنه "مبتدئ" بالشؤون الدولية، وأن مكالمته مع رئيسة تايوان تمثل "تخبطا أكثر من كونها توجها جديدا متعمدا للسياسة الأميركية في آسيا".
إيرانوصف دونالد ترامب، في خطاب له قبل تنصيبه، الاتفاق النووي الدولي مع إيران بأنه "أحد أسوأ الاتفاقات" التي عرفها على الإطلاق، وتوقع أن تحاول إيران السيطرة على السعودية.
وتابع ترامب في هجومه على إيران، الاتفاق لن يمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ستستخدمها في المزيد من العدوان الدولي.
وقال ترامب: "هكذا فقد حصلوا على الاتفاق، لقد حصلوا على كل شيء وستصبح إيران سريعا قوة نووية، وهي ثرية، والآن سوف يحاربون كل شخص، لكن ما الذي حصلوا عليه ولم نتحدث عنه؟ لقد استولوا على العراق التي تملك ثاني أكبر احتياطات نفطية في العالم وهم يسعون وراءها دائما والآن علام يتطلعون؟ إنهم يتطعلون إلى السعودية".
ويرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سياسات ترامب مع دول الخليج بالتحديد تشهد تغيرا كبيرا وتوجها مختلفا ينذر بأزمات مستقبلية بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين باتت مادية كما حددها ترامب، حيث تدفع دول الخليج الأموال مقابل الحماية التي توفرها لهم الولايات المتحدة.
وأشار نافعة، في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر"، إلى أن إدارة ترامب تحمل أكثر من وجه للعلاقات الخليجية الأمريكية: "هو يرفع شعار أمريكا أولا ويضع مصالح دولته فوق كل اعتبار، وأيضا خطابات ترامب تعكس أنه يحمل في فكره القليل من السياسة ويولي اهتماما أقل للعلاقات الدبلوماسية بينه وبين دول الخليج".
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن علاقة ترامب بدول الخليج، لن تكون "مرنة"، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمسار ثابت في العلاقات الأمريكية السعودية، حيث تغير العداء نسبيا من قبل ترامب السياسي الذي يغلبه عمله الأساسي كرجل الأعمال، والذي يقدر قيمة "المادة" والاستثمار وأي أموال قادمة من أي جهة كانت حتى لو من الجانب السعودي.
وتابع "فهمي"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن خلاف ترامب تجاوز حدود دول الخليج، إلى هجومه على دول أخرى منها الصين، والذي يمثل هجوما حادا من الخلاف الدبلوماسي، حيث خرق الرئيس المنتخب سياسة أميركية ظلت قائمة منذ عقود، وتغيرت لهجته في خطابه الموجه لها، للحد الذي يشبه المحاسبة، على حد وصفه.
وأشار "فهمي" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتاد، أن ينال في تصريحاته من جهات تهاجمه أو أن يصب غضبه على دول وحكومات تجمعها بالولايات المتحدة خلافات أو حتى أزمة عابرة، من خلال منصته عبر حسابه "تويتر"، أو عن طريق حديثه في المؤتمرات الصحفية عبر الشاشات.