اعلان

أبوها وأمها مطلقين.. يبقى الجوازة مرفوضة

الطلاق

التقينا فى فترة الجامعة كان شاب ملئ بالطاقة والحيوية وشخصية رائعة مرحة بين أصدقائه، كان ملفت للنظر لكل من عرفه واقترب منه، اجتذبنى بشخصيته وبدأت خيوط الإعجاب بيننا تنسج أولى خيوطها بمزيد من الود والألفة، طوال سنوات الدراسة التى رسمنا فيها حياتنا المقبلة، بعد التخرج سيأتى ومعه والديه لخطبتى.

تحدثنا فى كل شئ وعرف عنى الكثير من الأمور، فأنا الأخت الكبرى لأخت وأخ يصغرانى بعدة سنوات، وأمى تعمل وتكفلنا بعد أن وقع الطلاق بينها وبين والدى عندما كنت بالمرحلة الإعدادية، ونعيش حياة كريمة يغمرها الحب والكل له واجبات وحقوق يلتزم بها فى جو أسرى لا ينقصه سوى وجود الأب الذى تغلبنا عليه وصارت حياتنا بشكل سلسل.

وجاءت اللحظة الموعودة، وأبلغت أمى أن هناك شاب جمع بين قلبينا الحب الطاهر وسيأتى وأسرته لخطبتى، فسالت دموعها، فهى تجنى ثمار شقائها وتعبها وها هى ستصل بنا لبر الأمان الذى تنشده كل أم، إلا أن الفرحة أبت أن تكتمل، ليأتى حبيبى ويبلغنى أن أهله لا يرغبون فى إتمام هذه الزيجة كونى بنت سيدة مطلقة!

هوت الكلمات على مسامعى كالصاعقة " ايه العيب في أولاد الأزواج المطلقين إيه المشكلة فى أخلاقهم حقيقي محتاجة أفهم ليه بيتقال ويتبصلهم البصة دى؟"

لتأتى وجهة نظر خبيرة العلاقات الأسرية إيمى البدرى " للأسف لازال البعض وبالرغم من ازدياد نسبة الطلاق فى مجتمعنا لسه فى أم وأب بيرفضوا جواز ولادهم منهم علي اعتبار أنهم معقدين أو أنهم مش متحملين للمسئولية، والنقطة الأولى اللى بيبصولها مع مين هنتفق أبوها ولا أمها، ثانيا انطباع للصورة الذهنية عن أن الأولاد هيبقوا منحلين وعيارهم فالت ودايرين على حل شعرهم ويبقي العيب فيهم انهم تربية ست أو تربية راجل فملهمش ظابط ورابط أو مش فاهمين قيمة وجود الأب".

وأوضحت "البدرى": "الحقيقة التى رأيتها فى أمثلة كثيرة أن معدل التزامهم كبير ويحاولون بناء مساحة وعالم خاص وجديد ينجحون فيه ويجدون ذاتهم التى بنفس القدر يستطيعوا أن يكونوا بها مساحة أسرية ناجحة وسوية، لكثرة ما لاقوه من تعب فى حياتهم وكونهم "حساسين زيادة"، كما أننا نكرر كلمة فاقد الشئ لا يعطيه، بل إنه يعطيه ويعطيه بفرح وحب أكثر كونه حرم منه".

وتابعت البدرى: هذه الافتراضات العنصرية التى لازالت متأصلة فى مجتمعنا، يجب أن نقف فى وجهها ونحاول تغير الصورة الذهنية لها، لأننا بذلك قد نسهم فى خلق جيل محبط وقليل الثقة بالنفس، "ليه منجوزش ولادنا وبناتنا ليهم" وذلك من خلال تجارب شخصية كثيرة، عاصرتها، فهناك نماذج رائعة تزوجت وعاشت حياة سعيدة ونجحت فى تغير المصير الذى يخشاه الأهل وكونت أسر ناجحة، لأن الفراق بالنسبة لنا مش مسألة حياة أو موت على العكس يزيد تفهمنا وتقبلنا للغير يكون أوضح.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً